. صالح المحنه
أحدٌ ...أحد.. شعارُ الوحدانية والتوحيد لله عزَّ وجل الذي أقلق المشركين العرب الأوائل وحطّم نفوسهم قبلَ أن يُحطّم أحجار أصنامهم التي كانوا عليها عاكفين ! وليس هناك كلمةٌ أثقل على قلوبهم من سماع كلمة ..أحدٌ...أحد.. وترديدها على أفواه المسلمين الذين أستشهد أكثرُهم فداءاً لإعلاءها ،وظلّ صدى هذه الكلمة... كلمةِ الوحدانية يهدد ويلاحق المشركين حتى دخلوا الإسلام خوفاً ونفاقاً وإنحنوا الى هذا الشعار الذي قضى على أصنامهم ، دخلوا الإسلامَ وبأغراضٍ شتّى وأستطاعوا أن يُوهموا الإمة وتاجروا بنفس الشعار الذي هزمهم من قبلُ ووظفوه لأهواءهم ومنافعهم وأستثمروه للتسلّط على الإمةِ بعدما أفرغوه من محتواه الرسالي وعمقه السماوي لتعويض ماأسقطه دينُ محمدٍ من بين أيديهم ، ولكنّ الله تعالى لم يمهلهم طويلا فقد خيّبَ آمالهم وفضح نفاقهم بجنوده المخلصين الأبرار الذين ولدوا من رحم الرسالة المحمدية... فكان الحسين عليه السلام لهم بالمرصاد إذ حمل راية الدفاع عن الإسلام المحمدي وخرج طالباً الإصلاح في إمّة جدّه التي ظلّت من بعده بزيف ونفاق المتاجرين بشعارات الله ومباديء رسالة محمد صلى الله عليه وآله ، فكانت نهضته أشدُّ عليهم من شعار التوحيد وهدم أصنامهم ، فإذا كان محمدٌ قد هدّم أصنامهم فالحسين هَدَّ عروشهم ووجودهم وملكهم الذي بنوهُ بتحريف الإسلام !!! لذلك قاوموه وواجهوه بكل حقدٍ ووحشيةٍ ظنّاً منهم أنهم سيتخلصون منه الى الأبد، وأستمرّوا يتوارثون الكراهية ويلاحقون الحسينيين حيثما كانوا ! وكلّما قتلوا حُسينياً تفجّرت دماءُ الحسين من جديد... فَتُجدد الثورةَ في نفوس الأحرار! فصارشبح كلمة حُسينٌ...حُسين... يؤرّق هذه الإمّة الفاسدة التي تدعي الإسلام ، وتزرع الرعب في قلوب الحاقدين والتكفيريين ، حتى بلغ بهم الهلع أن يذبحوا أحد جنودهم في سوريا وهو جريح ظناً منهم أنه شيعي ! حيث كان يردد كلمة حسين حسين لشدة خوفه وإرتباكه من مقاتلين شيعة في سوريا يرفعون شعار ياحسين!...لذلك لاغرابة ولاعجب من هذه الإمّة إذا إستهدفت المواكب الحسينية التي لاتحملُ سلاحاً ولاتهدد أحداً سوى ترديد شعار حُسين...حُسين !..وبكل قباحةٍ ووقاحةٍ يصرّحون ويتبجحون بفعلتهم وبأسم دولة الإسلام في العراق والشام ويبدو أنهم فعلا يمثلون الإمة المهزومة تمثيلا شرعياً ويمثلون المنافقين المدعين الإسلام الذي ورثوه من أسلافهم...! لأننا لم نسمع إدانة واضحة وبراءةً صريحة من إمة العرب والإسلام من افعالهم وأقوالهم ! وهذا يدلُّ على الرضا بجرائمهم وإدعاءهم ! ولكن كما هلك يزيدُ من قبل سيُهزم أتباعه من بعده وهم مهزومون دائما ولايصمدون أمام صوت الحق وستلاحقهم دماء الحسين الى يوم يُبعثون وكما يقول الشاعر بولص سلامة ..كلما يُذكر الحسين شهيدا...موكب الدهر يُنبت الأحرارا
https://telegram.me/buratha