المقالات

لبيك ياحسين .. ما معنى ذلك ؟

7503 23:52:00 2013-11-14

سالم مدلول الحسيني

تحتاج بعض المفاهيم التي نستخدمها إلى أن نفسر معانيها سيما إذا كانت من المفاهيم التي تجري مجرى الشعارات باعتبارها تعبر عن تأييد أو رفض يستلزم ولاء أو براءة فإن لم نعلم معاني ما نقول فستفقد تلك الشعارات معناها الحقيقي لتصبح مجرد أصوات خالية من أي مضمون . ومن تلكم الشعارات هو شعار ( لبيك ياحسين ) الذي كثيرا ما يردده المؤمنون فما معناه ؟في ضوء ما تعطيه اللغة من معنى التلبية حيث تفسره بلزوم الطاعة وتكرار الإجابة . أو التوجه للشيء والإقبال على الأمر .فإن عبارة لبيك يا حسين من حيث اللغة تعني أننا نقرُّ بلزوم طاعة الحسين ( ع ) ، وتعني أننا نجيب ندائه مرة بعد أخرى . وقد تعني أننا متوجهون إلى الحسين ( ع ) ومقبلون على أمره . ولكن المعاني في قالب اللغة يكتنفها الغموض أحيانا فلا تظهر إلا من خلال المعنى الاصطلاحي لذلك فإن معنى لبيك ياحسين ليس اللطم على الصدور وليس معناه ضرب الظهور بالسلاسل والزناجير وليس معناه إقامة المآتم وصنع الولائم او قطع المسافات الطويلة سيرا على الإقدام - وان كان كل ذلك عظيما - ولكن الحسين ما ثار لنرثيه وما استشهد لنبكيه بل أراد منا اذا رأينا سلطانا جائراً مستحلا لحرم الله وناكثاً لعهدة أن نغير عليه بقول أو فعل وإلاَّ لدخلنا مدخله ، أراد منا أن ندافع عن المستضعفين ونقف مع الحق وان لا نقف موقف المتفرج في أمور امتنا أو نرضخ لمستكبر أو نستكين لظالم أينما وجد . أراد منا أن لا نعطي بأيدينا إعطاء الذليل ، ولا نقر إقرار العبيد . أراد منا أن نكون أحرارا في دنيانا .لذلك فإن المعنى الحقيقي لشعار ( لبيك ياحسين ) هو ما تجلى واضحا في مواقف أهل بيت الحسين ( ع ) وأصحابه يوم عاشوراء ، فقد سجل لنا التاريخ العديد من المواقف المشرفة والصور المشرقة لتلك الثلة التي وصفها الإمام الحسين ( ع ) بقوله : فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي . كما وصفهم الامام الصادق ( ع ) بأنهم أصحاب الأقدام الثابتة على الصدق والإخلاص بقوله: «اللهم ثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام وكيف لا يكون ذلك كذلك وهم الذين وطنوا أنفسهم على بذل المهج وقتل الأنفس ويظهر هذا من خلال خطبهم التي أدلوا بها بين يدي سيد الشهداء عليه السلام ، فلما قال الحسين عليه السلام إلى بني عقيل:حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذنت لكم فقالوا: فماذا يقول الناس لنا، وماذا نقول لهم ؟ إنا تركنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وإمامنا وابن بنت نبينا، لم نرم معه بسهم، ولم نطعن معه برمح، ولم نضرب معه بسيف، لا والله يا بن رسول الله لا نفارقك أبدا، ولكنا نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك، ونرد موردك، فقبح الله العيش بعدك وبذلك ترجموا شعار لبيك يا حسين . او ما قاله سعيد بن عبد الله الحنفي : والله! لو علمت أني أقتل، ثم أحيا، ثم أحرق، ثم أذرى، يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا وبذلك ترجم شعار لبيك ياحسين . اوما قاله زهير بن القين : يابن رسول الله ولو كانت الدنيا باقية وكنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها . والله! لوددت أني قتلت، ثم نشرت، ثم قتلت حتى أقتل على هذه ألف مرة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك وبذلك ترجم شعار لبيك ياحسين . او ما قاله شيخ القراء برير بن خضير : يا بن رسول الله، لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك فتقطع فيك أعضاؤنا، ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة وبذلك ترجم شعار لبيك ياحسين .إننا إذا أردنا أن نكون صادقين بقولنا لبيك ياحسين فعلينا ان نقتفي أثر أولئك الأصحاب وننتهج نهجهم ونسير بسيرتهم أن نكشف صدورنا لنصد عن ديننا ومذهبنا رصاصات المنافقين وسهام المرجفين وليس فقط للطمها ، ان تسيل دماؤنا في سبيل المبادئ والقيم والمثل وفي سبيل المستضعفين والمحرومين والوقوف بوجه الظالمين والمفسدين ، ان نكون على استعداد تام للتضحية بالغالي والنفيس من إصلاح امة محمد ( ص ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
وسام الخليفاوي
2013-11-17
احسنت بارك الله فيك
amir
2013-11-16
احسنت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك