المقالات

نعم ..أنها ليلة الفراق

634 20:07:00 2013-11-15

مديحة الربيعي

المكان الغاضرية,الزمان ليلة الحادي عشر من المحرم,الحادثة معركة الطف,في كل عام من شهر محرم الحرام؛يسود سكون غريب في ليلة الحادي عشر,حتى أنها تعرف بليلة الوحشة,ولا أبالغ إن قلت كأن جميع سكان الأرض قد ماتوا,فلا تكاد تسمع صوتاً,سوى صدى أنين يتردد على مدى سنين,وصوت خطوات السيدة زينب (عليها السلام),وهي تتجه نحو أرض المعركة.تتعثر بين أجساد الشهداء,فترى الأشلاء المقطعة والأجساد المسلوبة,والدماء تلمع تحت ضوء النجوم,إذ لم يكن يوجد قمر في سماء تلك الليلة,فالقمر هو أحد الضحايا,بين الشهداء صريعاً على أرض كربلاء,أنها جبل الصبر زينب الكبرى(عليها السلام),تجول بين أجساد الأحبة,فلم تبقى سوى ساعات؛قليلة على الفراق الأبدي,فجاءت تودعهم,قبل الرحيل وتنثر دموعها على العطاشى؛علها تروي ظمأهم,تنتقل من شهيد إلى آخر,قد أتخذت من الليل,ستراً بعد أن سلبها الرعاع؛ماتستر به وجهها وأحرقوا الخيام على من فيها.تمزقها مشاعر الألم والحيرة,فلا تستطيع أن تترك المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقها؛فهي مسؤولة عن إعالة ثمانين طفلاً من الأيتام عدا النساء,وفي نفس الوقت؛ترغب إن تبقى لكي تدفن الجثث الطواهر الزواكي؛لكنها مجبرة على الرحيل,فلن يسمحوا لها بالبقاء وستترك شركاء الروح؛من الأبناء والأهل والإخوة؛على صعيد نينوى من دون غُسلٍ ولا كفن,فبمجرد إن تبزغ شمس النهار يحين وقت الرحيل.فجلست قرب سيد الشهداء تحدثه؛عن عما جرى بعده وما لقيت من حيف وظلم,وجلست قرب علي الأكبر حبيب قلب الحسين,ثم جلست قرب القاسم بن الحسن ذو الأحد عشر ربيعا لترى وجه,وديعة الإمام الحسن للمرة الأخيرة,وأطالت الجلوس قرب حامل اللواء؛كفيلها أبو الفضل لتبلغه إنها سترحل غدا وتعتذر عن عدم دفنها لهم(سلام الله عليهم أجمعين),ثم أنتقلت إلى عبد الله الرضيع,وذهبت تبحث عمن ضاع من الأيتام؛لتجد من قتل منهم سحقاً تحت حوافر الخيل؛وتبحث عمن هام في وادي الطف بحثاً عن والده أو أخيه,لتلفت بعد ذلك إلى حراسة المخيم طوال الليل.إنها ليلة الحادي عشر من المحرم,ليلة الفراق,بكل ماتحتويه من مآسي ومصائب لو صبت على رؤوس؛الجبال الصم لهوت إلى الأرض من شدة الألم,لكن عقيلة البيت الهاشمي(عليها السلام)؛أستجمعت قواها لتكمل مسيرة أخيها؛وتؤرخ واقعة الطف؛وتكون شاهداً على جرائم بني أمية وتحافظ على نجاح الثورة؛التي حققت أهدافها وسحقت عروش الظلم والطغيان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-11-16
جرائم يزيد وصدام واحده
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك