باسم السلماوي
تميز اليوم بعطر الجهاد والشهادة,تميزبالتضحية والعطاء,لأن الزمان يتطلب الوقوف بوجه الباطل,ولا خيار سوى التضحية,لذلك قدم الحسين (عليه السلام) الغالي والنفيس,على عكس أيام الامام الحسن(عليه السلام),هناك فرصة في الاختيار الاستشهاد أو الحياة,لذلك أختار الحياة,وأسقاط الاقنعه التي كان يتوارى خلفها معاوية,والاتفاق على مذكرة وعود أعطاها معاوية (لعنه الله) ولم يلتزم بها,لكن تكليف الامام الحسين في زمن يزيدلعنه الله يختلف نتيجة المتغيرات التي طرأت أنذاك,لقدجاء يزيد بدين جديد يريد أن يبايعوه الناس على أنهم عبيد,أموالهم, واعراضهم,وأولادهم ملك له,وهذا خروج عن الاسلام وجوهره ..
لذلك وقف الامام الحسين يوم الطف,مخاطبا أعدائه بعدة طرق,وبدأ بالعين المجردة,بعد أن لبس بردة وعمامة جده المصطفى(ص),فقال لهم:ألستُ أبن بنت نبيّكم وأبن وصيّه وأبن عمّه وأول مصدّق لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) بما جاء به من عند ربّه؟,قالوا نعم و نعلم ذلك وسنقاتلك,ثم خاطب عقولهم وبدأ بالقاء الحجج عليهم وحدة تلو أخرى,وقال:(لم أخرج أشرا ولابطرا, ولكن خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي, لأمر بالمعروف, وأنهي عن المنكر ), لذلك كان عليه أن ينهض,ويعمل بتكليفه الشرعي تجاه الاسلام والمسلمين,لقد أرادو طمس حقيقة الاسلام وجوهره,لقد عملوا على أستعباد الناس والتحكم بمصائرهم ومقدراتهم,وكانت البيعه ليزيد على أنهم عبيدله, هكذا تعاملوا مع الاسلام والمسلمين, وبدلا أن يكون الاسلام رحمةللناس أصبح نقمة عليهم,وذكرهم الامام الحسين(عليه السلام) وقال:"ياشيعة أبي سفيان أن لم يكن لكم دين كونوا أحرارا في ديناكم" لكن لم ينصتوا لصوت الحق والعدل,لقد عمتهم الاموال والمناصب,وأكل المال الحرام,غصت بطونهم منه فأنساهم الله طريق الصواب,أن الحسين هوالشخصية الوحيدة في ذلك الزمان,مؤهلا لقيادة الامة,ولديه الثقة الكاملة بنفسه وبالمجتمع,ولو بعد فترة من الزمن سينتصررغم قتله,أنها البصيرة لدى الامام المعصوم,أن ثورته ناجحه بكل المقايس,لذلك الحسين لم يموت في معركة الطف,بل ولد ذلك اليوم وكانت ولادته نبراسا شامخا,أضاء نوره الدينا,وعرف الناس قيمة الحريه, والفداء, والامل, والتفاني,والعطاء بكل ما تملك,وهذه سمة الحسين (عليه السلام) لم يبخل بشىء أمام أحياء شريعة جده الاسلامية,قدم أصحابه, وأخوته, وأولاده,وعياله, ونسائه لكي تسبى, وعندما سأل عن ذلك قال:شاء الله أن يراهن سبايا,أنه التقدير الالهي لهذه العائلة المضحية من أجل رفعةالاسلام وجوهره الحقيقي,أن سعادة الحسين تكمن بأيصال الاسلام الحقيقي الى الناس,وتعاليمه المحمدية العلويه, لأنهم القرأن الناطق,وصوت الله الهادر في الارض ..
لذلك كان أستشهاده مصدر سعادة,حيث قال:لاأرى الموت ألا سعادة والحياة مع الظالمين ألا برما,كان يعلم بوصوله الى الهدف المنشود وتحقيق السعادة الابدية التي لا ينالها الا عبادي الصالحين,وهذا قول الله تعالى, والله لايخلف الميعاد,فالهدف سعادة الاخرين الذين يبحثون عن الحق,وتفهم الاسلام الحسيني الذي يقودهم الى الشريعة السمحاءوالدين الكامل والقانون الالهي العادل الذي يشمل البشرية جمعاء.
https://telegram.me/buratha