حسين الركابي
منذ خلق الله تعالى بني البشر وانزله إلى الأرض، والذي حدثت من خلاله أول جريمة في تاريخ البشرية، حيث قتل قابيل أخيه هابيل، والتي من خلالها تلك الحادثة بداء الخير، والشر، والحق؛ والباطل. فلذلك نرى في كل زمان ومكان، هناك صراع بين الخير والشر، الحب والكراهية، الإنسانية والعدوانية، الحقد والتسامح، الحرية والدكتاتورية...الخ. داعش وتعني هذه الجملة مختصر لدولة العراق والشام الإسلامية، والتي اختارت إلى نفسها إن تسلك مسار تراه لها مناسبا، حيث تقتفي اثأر أجدادها وسلالتها(يزيد بن معاوية) تلك ألسلاله حين ذكرها اسمها تقشعر الأبدان، وتقبض النفوس، تلك الثلة التي تعدت جميع القيم الإنسانية، والأخلاقية، والبشرية، وخرقت جميع القوانين السماوية، والإنسانية؛ وانتهكت حقوق الإنسان فيها أكثر من 130 مره حسب ما ذكره لي احد الباحثين، وفي يوما واحد، وهو العاشر من محرم الحرام؛ الذي جعل صدى تلك اليوم عالق في أذهان الإنسانية. فتلك الجريمة لا تضاهيها جريمة على مر العصور السالفة، ألا وهي قتل ابن بنت رسول الله، وقتل الأطفال، وسبي النساء؛ فإن يوم العاشر من محرم الحرام بين مدى الحقد، والكراهية التي يحملونها هؤلاء القوم على رسول الله(صلي الله عليه واله) حتى أصبحوا مثال يقتدى به للطواغيت، والجبابرة؛ ولا يمكن لأحد أخر إن يتشرف بنسبهم، أو يعلن انتمائه إلى مشروعهم الذي علق على جيد التاريخ، وضل عالقا في أذهان ألامه إلى يومنا هذا يشار إليه في كل أمرا يتعلق بالقتل، واستباحت الدماء، والإعراض، وكل شي يسئ إلا الإنسانية كونهم خرقوا جميع القوانين السماوية، والإنسانية في يوم العاشر من محرم الحرام. وقد انتهكوا فيه ذلك الشهر حرمة رسول الله(صلي الله عليه واله) الذي قال بحقهم النبي الكريم(مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجئ ومن تخلف عنها غرق) فالحسين(عليه السلام) يمثل الحرية، والحياة، والكرامة للإنسان، والتخلص من العبودية؛ التي كانت تمارس على البشرية آنذاك، والوقوف أمام تلك الحركات التي أرادت إن تلغي دور الرسول، وتجعله حاكما حكم فترة من الزمن وانتهى دوره، والبعض أراد إن يسترد الدين عندما قال احدهم(نقاتلك بغضاً منّا لأبيك وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين) فذلك الأمر الذي قاتل من اجله الإمام الحسين(عليه السلام) هو دفاع عن ألامه ومشروعها وكرامتها، ولم يقاتل من اجل مطامع في منصب او جاه كما يزعم البعض، وإنما أراد إن يجعل ألامه تعيش الحرية، والكرامة. وأما اليوم ما نسمعه من مجموعات البغي الذي جاء في بيانهم(يزيد قائدنا والحسين عدونا! إن إمام الرافضة الحسين قد خرج على إمام زمانه يزيد ابن معاوية! ويستحق القتل لان يزيد كان خليفة المسلمين! وان الحسين كان جده محمد إلا انه أراد شق عصا المسلمين!) إذن لا نستغرب مثل هذا الأمر إطلاقا، وليس غريب على مسيرتنا منذ أكثر من 1400 عام.
https://telegram.me/buratha