الحاج هادي العكيلي
كم هي التنازلات التي قدمها صدام حسين على أمل أن ينجو ويبقى في السلطة في بغداد ؟ فقد وصلت التنازلات بأن يسمح للمفتشين بتفتيش غرف النوم في قصوره لعله أن يبعد الخطر الأمريكي عن نظامه ، وتنازل عن كامل ترسانة الأسلحة الكيماوية على أمل أن يغض الغرب عنه ويبقى في الحكم .فقد قدم صدام حسين تنازلات إلى الإدارة الأمريكية برسالة بعثها إليها تضمنت :أولاً: استعداد صدام حسين للتخلي عن السلطة وعن كل مناصبه ومسؤولياته بصورة رسمية لمصلحة نجله قصي شرط أن يبقى في العراق في هذه المرحلة فلا يغادر بلده إلى المنفى. ثانياً: استعداد صدام حسين لأن يلقي خطاباً عبر التلفزيون قبل تخليه عن سلطاته يطلب فيه من جميع المسئولين والعلماء العراقيين التعاون الكامل وإلى أقصى حد مع المفتشين الدوليين لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1441 مما يفترض به أن يمهد لاحقاً لتعليق ثم رفع العقوبات الدولية عن العراق. ثالثاً: استعداد الرئيس العراقي الجديد قصي بتشجيع من صدام حسين لإجراء تغييرات مهمة في تركيبة النظام العراقي وتوجهاته تؤدي إلى مزيد من الانفتاح السياسي الداخلي وإلى إجراء مصالحة مع قوى عراقية معارضة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات عامة لكن في مرحلة لاحقة وبعد أن تعود الأوضاع إلى مجراها الطبيعي ويزول خطر الحرب. رابعاً: استعداد الرئيس العراقي الجديد قصي بتشجيع من والده للتعهد بإقامة علاقات سلمية جديدة مع دول المنطقة والعمل على فتح حوار رسمي بين القيادة العراقية والإدارة الأمريكية من أجل تسوية كل القضايا العالقة بين البلدين. خامساً: استعداد صدام حسين لمغادرة العراق إلى بلد آخر مع عدد من أفراد عائلته في مرحلة لاحقة وبعد أن تهدأ الأمور وتزال أسباب المواجهة.في مقابل هذه "التنازلات" طالب صدام حسين بأن تعلن إدارة بوش رسمياً تخليها عن استخدام القوة العسكرية ضد العراق لتغيير نظام الحكم فيه وأن تقوم بسحب قواتها وطائرتها وسفنها وآلياتها الحربية من المنطقة المحيطة بالعراق تمهيداً لعودة الأوضاع إلى مجراها الطبيعي.وأكدت المصادر ذاتها أن صدام حسين تعهد بإعلان تخليه عن السلطة لمصلحة قصي "فور تلقيه تأكيدات رسمية" بأن إدارة بوش صرفت النظر عن شن حرب على العراق ولكن المسئولين الأمريكيين الذين تقلوا هذا العرض أبلغوا الجهات المعنية أن إدارة بوش "ترفضه بشكل قاطع وكامل" لأنه يؤدي إلى بقاء صدام حسين في السلطة عبر نجله قصي ولأن الإدارة الأمريكية ليست راغبة في إجراء "تغييرات شكلية ورمزية" في النظام العراقي بل إنها تريد تغييراً جوهرياً وجذرياً في تركيبة نظام الحكم بأكمله بما يؤدي إلى الإطاحة بجميع أركان هذا النظام والمسئولين فيه .والآن النظام المالكي يفعل ما فعله حكام العرب أمثال البشير والقذافي وصدام من تنازلات على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية . فقد تكون تكلفة التنازلات الداخلية أقل تكلفة من التنازلات الخارجية التي كلما قدمت لهم تنازلات طالبوا بالمزيد حتى تصل إلى الرقاب . فقد صرح السنيد أن المالكي ماض في مشروع التنازلات من أجل أرضاء الفرقاء السياسيين لأجل التمهيد لإبقاء المالكي في ولاية ثالثة ، وبهذا غلب فيها المصلحة الشخصية والحزبية على المصلحة العامة .وقد يرسل المالكي رسالة إلى الإدارة الأمريكية يقدم فيها كثير من التنازلات أكثر من التنازلات التي قدمها صدام تتضمن إعطاء الجانب الأمريكي حصة في النفط العراقي إلى أمد مفتوح فور تلقيه تأكيدات رسمية من إدارة أوباما بدعمه في الانتخابات البرلمانية القادمة ، أو دعم نجله ( حمودي ) بطل( ألزوره) بعد تخليه عن السلطة وعن كل مناصبه ومسؤولياته . أذن فلا فرق بين صدام والمالكي .
https://telegram.me/buratha