المقالات

لا فرق بين ... الاثنين

655 16:31:00 2013-11-16

الحاج هادي العكيلي

كم هي التنازلات التي قدمها صدام حسين على أمل أن ينجو ويبقى في السلطة في بغداد ؟ فقد وصلت التنازلات بأن يسمح للمفتشين بتفتيش غرف النوم في قصوره لعله أن يبعد الخطر الأمريكي عن نظامه ، وتنازل عن كامل ترسانة الأسلحة الكيماوية على أمل أن يغض الغرب عنه ويبقى في الحكم .فقد قدم صدام حسين تنازلات إلى الإدارة الأمريكية برسالة بعثها إليها تضمنت :أولاً: استعداد صدام حسين للتخلي عن السلطة وعن كل مناصبه ومسؤولياته بصورة رسمية لمصلحة نجله قصي شرط أن يبقى في العراق في هذه المرحلة فلا يغادر بلده إلى المنفى. ثانياً: استعداد صدام حسين لأن يلقي خطاباً عبر التلفزيون قبل تخليه عن سلطاته يطلب فيه من جميع المسئولين والعلماء العراقيين التعاون الكامل وإلى أقصى حد مع المفتشين الدوليين لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1441 مما يفترض به أن يمهد لاحقاً لتعليق ثم رفع العقوبات الدولية عن العراق. ثالثاً: استعداد الرئيس العراقي الجديد قصي بتشجيع من صدام حسين لإجراء تغييرات مهمة في تركيبة النظام العراقي وتوجهاته تؤدي إلى مزيد من الانفتاح السياسي الداخلي وإلى إجراء مصالحة مع قوى عراقية معارضة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات عامة لكن في مرحلة لاحقة وبعد أن تعود الأوضاع إلى مجراها الطبيعي ويزول خطر الحرب. رابعاً: استعداد الرئيس العراقي الجديد قصي بتشجيع من والده للتعهد بإقامة علاقات سلمية جديدة مع دول المنطقة والعمل على فتح حوار رسمي بين القيادة العراقية والإدارة الأمريكية من أجل تسوية كل القضايا العالقة بين البلدين. خامساً: استعداد صدام حسين لمغادرة العراق إلى بلد آخر مع عدد من أفراد عائلته في مرحلة لاحقة وبعد أن تهدأ الأمور وتزال أسباب المواجهة.في مقابل هذه "التنازلات" طالب صدام حسين بأن تعلن إدارة بوش رسمياً تخليها عن استخدام القوة العسكرية ضد العراق لتغيير نظام الحكم فيه وأن تقوم بسحب قواتها وطائرتها وسفنها وآلياتها الحربية من المنطقة المحيطة بالعراق تمهيداً لعودة الأوضاع إلى مجراها الطبيعي.وأكدت المصادر ذاتها أن صدام حسين تعهد بإعلان تخليه عن السلطة لمصلحة قصي "فور تلقيه تأكيدات رسمية" بأن إدارة بوش صرفت النظر عن شن حرب على العراق ولكن المسئولين الأمريكيين الذين تقلوا هذا العرض أبلغوا الجهات المعنية أن إدارة بوش "ترفضه بشكل قاطع وكامل" لأنه يؤدي إلى بقاء صدام حسين في السلطة عبر نجله قصي ولأن الإدارة الأمريكية ليست راغبة في إجراء "تغييرات شكلية ورمزية" في النظام العراقي بل إنها تريد تغييراً جوهرياً وجذرياً في تركيبة نظام الحكم بأكمله بما يؤدي إلى الإطاحة بجميع أركان هذا النظام والمسئولين فيه .والآن النظام المالكي يفعل ما فعله حكام العرب أمثال البشير والقذافي وصدام من تنازلات على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية . فقد تكون تكلفة التنازلات الداخلية أقل تكلفة من التنازلات الخارجية التي كلما قدمت لهم تنازلات طالبوا بالمزيد حتى تصل إلى الرقاب . فقد صرح السنيد أن المالكي ماض في مشروع التنازلات من أجل أرضاء الفرقاء السياسيين لأجل التمهيد لإبقاء المالكي في ولاية ثالثة ، وبهذا غلب فيها المصلحة الشخصية والحزبية على المصلحة العامة .وقد يرسل المالكي رسالة إلى الإدارة الأمريكية يقدم فيها كثير من التنازلات أكثر من التنازلات التي قدمها صدام تتضمن إعطاء الجانب الأمريكي حصة في النفط العراقي إلى أمد مفتوح فور تلقيه تأكيدات رسمية من إدارة أوباما بدعمه في الانتخابات البرلمانية القادمة ، أو دعم نجله ( حمودي ) بطل( ألزوره) بعد تخليه عن السلطة وعن كل مناصبه ومسؤولياته . أذن فلا فرق بين صدام والمالكي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-11-17
كل شئ في سبيل ان لم يأتي أعداء اهل البيت مرة اخرى يهون
كريم البغدادي
2013-11-16
من اجل الولايه الثالثه اعطاء كركوك للاكراد من المسلمات ونفط الاقلبم لمسعود ولااحد يستغرب اعطاء البصره للكويت للضغط على القائمه العراقيه من قبل السعوديه وقطر ان من فتح زبيله في اتفاقات اربيل يفبل بتعبئة زبيله في الولايه الثالثه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك