المقالات

المالِكيّون خارج حسابات حكومة الحكيم

1048 23:30:00 2013-11-16

واثق الجابري

من بديهات الفعل البشري ضمن التركيبة التكونية والنفسية الفطرية، مجبول على حب العمل للنفس والأخرين، يعيش صراع دائم بين الأنا والإيثار، يسعى نحو الأفضل بين الذات وتمجيد النفس وبين وجوده الإنساني كعنصر مجتمع فاعل، عليه دور يتناسب الفرصة. العمل في السياسة مهم لأرتباطه بالجوانب الإجتماعية والتاريخية والنفسية والجغرافية والإقتصادية؛ لذلك من يمتطي صهوتها يرتهن النفس باحثاً عن تحقيق غايات جمعية يكون فيها سلم لأرتقاء الجميع، وما كان العمل في السياسة الاّ لجملة أهداف تبوب في مفرادات يتقن رجل السياسة فن مهارة إدارتها، لإختصار الوقت وبلوغ الغايات دون عناء، لذلك يبرز لها قادة برهان من خلال العمل والطرح أو مستلق للفرص او قيادة مرحلية او قيادة موقف تفرزه أزمة.السياسة في العراق بحر يلج معظمها من يبحث الجاه والمال والمغانم، وتميز طبقي وإجتماعي وحصانة، دون جهد او رقيب خدمةً للنفس بدل المجتمع.الإستعدادات للأنتخابات البرلمانية هذه المرة مبكرة جداً، وغير دقيق من يقول أنها الأن بدأت تحركاتها؛ إنما بعد أنتهاء الدورة الإنتخابات السابقة، جعلت معظم الكتل همها الأساس التحضير للدورة اللاحقة، وما كل تلك الأزمات والصراعات وكسب ميولات المواطن الاّ مقدمات ضمنها تندرج الهيمنة على المؤوسسات، جعلت الوزرات بشكل مقاطعات حزبية، ثم جاءت الإنتخابات المحلية وإنتخابات كردستان لتضع اللمسات النهائية للخارطة الجديدة، تتضح معالمها قادم الأيام ونوع التحالفات.نظام الحساب (سانت ليغو) أكمل صورة الخريطة النهائية، عرفت خلاله الكتل حجمها وطبيعة التحالف، وكيفية الإستفادة من ألية الحساب، القائمة العراقية تبدو مفككة وتسعى لإستعادة عافيتها بأسم جديد بعد تصاعد نجم متحدون، وحركة التغيير (كوران) أصبحت طموحاتها أكبر، بعد النتائج التي حصلت عليها، مهددة بإنشاء إقليم السليمانية.دولة القانون في مجالس المحافظات أكثر القوائم تفككاً هذه المرحلة، بعد الإشارات الجازمة من فقدانها الولاية الثالثة، وإعطاء السلطة أولوية قوصى ومشروعها الأوحد ولا بديل للمالكي، يجعل موقفها صعب وإعادة تجربة الإنتخابات المحلية، في وقت كانت تعد للأغلبية السياسية والإستفادة من كبار القوى المتحالفة معها؛ لكن النتائج عكس التوقعات، وتراجع مقاعد حزب الدعوة الى 32 مقعد ومنصبين سياديين في المحافظات، وتنافس قيادة القائمة مع القوى الاخرى في محافظات أكثر منها مقاعد, ثم فقدان أهم محافظتين: بغداد والبصرة؛ فيما الاحزاب المتحالفة التخلص من هيمنة قيادة دولة القانون، وتعرض معظم أعضائها للإنتقادات؛ لذلك تسعى للدخول منفردة؛ هذا ما يضعف كل أطرافها دولة القانون لدى العقل الجمعي العراقي، وتطيح بها حرب الملفات. السيد الجعفري في نفس الوقت يسعى لجمع أكبر قوى من التحالف الوطني للعودة الى واجة السلطة والحلم برئاسة الوزراء، مستغلاً الإنشقاقات داخل دولة القانون ومناغماً لكتلة الاحرار وهو ايضاً مؤثر على الدعوة.المشهد واضح أمام كتلي المواطن والأحرار وبعد حصول الأول على 63 والثاني 58 مقعد، وإمكانية تحالفهما كما في مجالس المحافظات، وقدرتهما على التقارب مع المكونات الاخرى، وأقتراب خطابهم السياسي من الإعتدال، يحصر دولة القانون في زاوية ضيقة. كتلة المواطن من الواضح إنها قادرة على خوض الانتخابات لوحدها بقائمة منفردة، منطلقة من خطاب السيد عمار الحكيم في مؤتمر المبلغين كونه لا يشترك بحكومة تسيرها أليات المحاصصة والمنافع الكتلوية، ثم خطاب يوم تاسوعاء الذي أشار الى أولوية المرحلة القادمة هي شن حرب على الفساد والروتين الإداري، وكأنه يرسم ملامح حكومة جديدة بتحالفات عابر للطوائف يشترك فيها الأقوياء لإمتصاص إمتعاض الشارع من سوء إدارة الدولة، والتخطيط للدولة العصرية العادلة.كتلة الأحرار سوف تعيد تجربة القوائم المتعددة تحت غطاء واحد، وهذا ما ستفعله دولة القانون؛ لكن الصراعات الإنتخابية بدأت بالتصاعد بشكل تصريحات نارية بين الأحرار والقانون، سيما خلال الإتهامات بين السيد المالكي والسيد مقتدى الصدر، لكن منعطف كبير حدث من تحول موقف السيد جعفر الصدر تأييداً للتيار الصدري، هذا ما يعطي الدلالات؛ إن تصريح السيد مقتدى الصدر كلام مواطن من حقه الإعتراض، والحكومة معرضة للإنتقاد وعليها السماع ولا يمكنها التعامل بتهديد حرية الرأي، من جانب أخر دولة القانون أشركت السيد جعفر الصدر في الإنتخابات البرلمانية السابقة كونه أبن الشهيد الصدر الأول مؤوسس حزب الدعوة، وهنا يكون موقف جعفر الصدر سحب البساط من حزب الدعوة والأعضاء الموجودين مالكين وليس دعاة.تحول كبير يعصف بكثير من القوائم والأسماء الكبيرة، تتساقط مثل أوراق الخريف بعد تجربة مريرة من أزمات وتردي أمني وخدمي وعلاقات أقليمة، لن تستطيع القوى القوى في السلطة تداركها في الوقت الضائع.المرحلة القادمة تؤوسس مرحلة تاريخية ستراتيجية، ويبدو إن الحكيم على ثقة عالية بالنفس ووضوح رؤية لمستقبل النتائج الإنتخابية والمشهد السياسي القادم، أعطى الإنطباع لخراطة 25 سنة قادمة من مستقبل العراق، ورسم طريق بشكل تحالفات داخلية مع المستقلين وتحتوي كل المكونات بشراكة الأقوياء لحكومة الأغلبية المكوناتية، وبناء جسور الثقة مع الدول الأقليمية وخاصة الخليج العربي، وإستثمار التقارب الغربي الإيراني، للتخلص من عقدة كون العراق ساحة للصراعات الدولة والتدخلات الخارجية، وتحويل العراق الى ممر للتقارب الداخلي والدولي.الخطوات السياسية الفاعلة يبدوأنها بدات تنضج في عقلية المواطن العراقي، وشعر بالمسؤولية تجاه الخيارات الخاطئة، والتغيير أحد اهدافه، والمرحلة القادمة تؤوسس الى نضوج ديمقراطي يكون للقوى الممثلة للمجتمع دور كبير في قيادة المرحلة، مع إختفاء أسماء كبيرة تتصدر المشهد أهمها دولة القانون والمطلك. اللعبة إنتهت والقوى السياسية والمواطن لا تلدغ ثلاثة مرات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-11-17
موقف السيد جعفر الصدر قلب المعادله اكثر على المالكي ودولة القانون من خلال تصريحه وسحب البساط من تحت المالكي بالذات وبقو ا اسماء بلا حزب كانوا متكئين عليه وعلى من ادعوا مؤسسه السيد الصدر وستحل الكارثه اذا رشح السيد جعفر الصدر في كتلة الاحرار سيصاب المالكي وشلته بدوار البحر وهذا يعني حظوظه تبقى على التصويت الخاص المرهونه بالعسكر وفي ضوء سوء ضن المواطن بالسياسيين وخاصه الشيعه لن تكون النتائج للكتل كبيره واعتقد سوف تحصل كتلة القانون على اقل من ثلاثين مقعد والاحرار كذلك والمواطن اقل من خمسين مقعد
الدكتور شريف العراقي
2013-11-17
مشكلة يوجد تخوف من قدوم شخص ضعيف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك