محمد حسن الساعدي
في البدء علينا ان نطرح تساؤل ؛ ماذا يريد الحكيم من التجمعات الجماهيرية سواءً يوم تاسوعاء او بقيه المناسبات ،هل هي دعايه انتخابية خاصه ونحن نقترب من الانتخابات البرلمانيه نيسان ٢٠١٤ ؟المتابع لخطاب السيد الحكيم في يوم تاسوعاء يجد انه اطلق رويه جديده لتيار شهيد المحراب ، وهذه المره تعدى الموقف داخلياً ، ليرسم ويضع نظريته في مشروع بناء الدوله الحديثه ، فلم نجد في خطابه دعايه لتياره او مجلسه. السيد الحكيم في مناسبه تاسوعاء وقف على مجموعه من المحاور المهمه والتي تصور المشهد الحسيني يوم عاشوراء في كربلاء ، ويضع قراءه للأبعاد المهمه التي من اجلها خرج ابي الاحرار ضد حكم الطاغيه يزيد ابن معاوية ، كما انه يتطرق في قسم الثاني من خطابه الى المشهد السياسي العراقي الداخلي ، ورؤيته الوطنية والسياسه لهذه المشاهد .لقد تطرق خلال خطبته الى المشهد السياسي الداخلي ، حيث أكد ان آلامه تمر بمنعطفات خطيرة ، والعراق كذلك متأثر والمنطقة عموما بهذه المنعطفات ، اذ أكد ان الانتخابات على الأبواب وضروره الاستعداد ، خصوصاً ان الدوره المقبلة تتميز عن غيرها ، كون العملية السياسيه عموماً تمر بمنعطفات خطيرة تهدد العملية السياسيه وقد تساهم في تغير الخارطة السياسيه للعراق .الحكيم في خطابه بذكرى عاشوراء قدم رويه جيده وتصور للحلول للمشاكل القائمه وبناء دوله المؤسسات ، على أساس الشراكة الحقيقيه بين المكونات ، اذ أخذ يمزج بين رويه الامام الحسين في تحقيق العدالة الاجتماعيه للأفراد ،وبين رؤيته في تحقيق الدوله العراقيه المبنية على أساس العدل والمساواة بين جميع المكونات . كذلك له وقفات مهمه في خطابه منها ( حوار الأقوياء والشجعان ، ومفهوم الشراكة الوطنية ،اي شراكه الأقوياء والعمل بروج الفريق الواحد ،كما انه أكد على ضروره محاربه الفساد والفاسدين في مفاصل الدوله العراقيه ، ودعا في سياق حديثه الى ثوره إداريه كبيره ، وبناء مؤسسات الدوله على أساس مهني صحيح ،بعيدا عن المصلحيه الحزبية ، وبناء مفاصل الدوله على أسس ستراتيجيه صحيحه مؤكدا على شعاره" شعب لا نخدمه لا نستحق ان نمثله " كما انه أشار في سياق حديثه ، وركز كثيراً على الملف الإقليمي ، اذ اطلق رسائل عديده واضحه لا تقبل التأويل والنقاش ، اذ ركز الى المتغيرات في الواقع الإقليمي ، والذي يؤثر سلبا على الوضع الداخلي للعراق ،،، اذ أراه أعطى موقفاً من الملف البحريني وأعطى رويه واضحه في ما يجري في البحرين ، والحلول الناجعة لهذه الازمه ، من الاعتقالات والاستهداف لمكونات البحرين ذات الغالبية ، وانتهاكات لحقوق الانسان ، وغيرها من ملفات إقليميه من تونس الى مصر الى سوريا ، والملف النووي الإيراني ، والعلاقة مع تركيا ، مرورا الى قضيه المسلمين الاولى فلسطين المغتصبة ، وهو بذلك قد تجاوز احياء عاشوراء وأطلق رسائل للخارج (الإقليمي والدولي ) والتي يبدو انها رسائل تطمينيه ، ورؤيته وبرنامجه للحكم في العراق ، ومنهجه ورؤيته في كيفيه أداره الدوله العصريه الحديثه .وبناء على هذه الرؤيه والخطاب ،يبدو انه الحكيم تجاوز مرحله الوسطية في الخطاب ، الى مرحله الموقف الواضح ، فقد بين في الملفين الداخلي والإقليمي ، رويه واضحه في كيفيه أداره الملفات ، وطريقه اداره الدوله العصريه ، وعلى كافه الأصعدة ( السياسيه ، والثقافية ، والاقتصادية ،والأمنية ) ، وهي تمثل حلول واقعيه لجميع هذه الملفات ، وان اي تقدم في الوضع الداخل يميني على أساس ما يتقدم إقليميا ، فالعراق مرهون باي متغيرات تحصل في الواقع السياسي الإقليمي .الخطاب التاسوعائي للحكيم وبانصاف لم يكن للدعاية السياسيه او الانتخابية بقدر ما هو رويه ومنهج لأداره الدوله ، وبناء المؤسسات وفق استراتيجية صحيحه ، سواءً أكان على دفه الحكم ام لا ، سواءً أكانت كتلته( المواطن) تقود البلد للمرحله القادمه ام لا ، وتبقى خيارات المواطن مفتوحة في اختيار الأصلح ، ولكن يجب ان تكون هذه المره على أساس المهنية والقرب من معاناه المواطن .
https://telegram.me/buratha