المقالات

تعبير خارج عن المألوف

678 20:39:00 2013-11-17

جواد العطار

حادثين منفصلين شهدتهما بغداد اليوم ليسا بمعزل عن ازمة الامطار التي تعانيها بعض ازقتها منذ اكثر من اسبوع ، فالحادث الاول؛ بشقين؛ ما اعلنه سعد المطلبي عضو مجلس محافظة بغداد عن دولة القانون بتعرض موكبه لهجوم عنيف من الاهالي الغاضبين في احدى ساحات حي اور ، وشقه الثاني قيام سكان حي المعامل بقطع الطرق العامة المحاذية لمناطقهم. اما الحادث الثاني فهو تعرض مجموعة من الناشطين امام مبنى امانة بغداد في شارع الجمهورية وسط العاصمة للاعتقال والتضييق اثناء تظاهرة طالبت بإقالة امين بغداد نتيجة الفشل في ادارة ملف العاصمة الخدمي عموما والمتعلق بتجمع مياه الامطار وتلكؤ تصريفها من بعض الازقة خصوصا ، مما ادى الى اضرار جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة بل ووفاة بعض الاشخاص من جرائها.المقارنة بين الحادثين ليست بالصعبة ، فالمشترك بينهما هو رغبة الجمهور بالتعبير التي جاءت بطرق مختلفة عن موضوع واحد وهو ازمة الامطار .. فأهالي حي اور نفسوا عن ما يجول بداخلهم بطريقة عنيفة طالت رتل سيارات وحماية عضو مجلس المحافظة الذي يعتبرونه مسؤولا عن معاناتهم رغم انه قد يكون جاء للاطلاع او حتى المساعدة وشاطرهم اهالي المعامل عملهم حينما وجدوا ان سلاحهم الوحيد للضغط على الادارة البلدية ولفت انتباهها لمعاناتهم هو اغلاق الطريق الرئيسي الرابط بين محافظة بغداد وديالى المجاورة ، اما الناشطين المدنيين ومعهم بعض المتضررين من غرق منازلهم فحاولوا التعبير عن مطالبهم بالتظاهر بطريقة سلمية امام الجهة المسؤولة عن تقديم الخدمات وتصريف مياه الامطار مطالبين بوسائل ديمقراطية بمحاسبة المسؤولين عن هذه الازمة واقالة امين بغداد.واذا كانت الحالة الاولى التي وقعت في حي اور مرفوضة تماما ايما كانت الاسباب من هذا الطرف او ذاك لانها عنيفة وخارجة عن القانون ، مثلما قطع الطرق في منطقة المعامل مرفوض ايضا لانه اضِرار بالمصلحة العامة ، والتظاهر امام مبنى الامانة مرفوض هو الآخر لانه تدخل بالسياسة العامة من وجهة نظر البعض وخروج عن ارادة الكتل السياسية التي دائما ما تتقاسم المناصب وفقا للمحاصصة الحزبية ، رغم ان استبدال امين بغداد (مطلب المتظاهرين) ليس بالامر المستحيل خصوصا اذا ما علمنا انه معين بالوكالة. فكيف يعبر المواطن اذن عما يعانيه ؟ وايهما افضل استخدامه للقوة والتخريب وقطع الطرق العامة ام التظاهر السلمي والمطالب المشروعة امام الجهة المسؤولة ؟ اسئلة نضعها امام من يخاف توسع ظاهرة الاحتجاج على الخلل وتحولها الى ممارسة مدنية ، والاخيرة افضل بكل الاحوال عن غيرها من الممارسات التي قد يلجأ اليها المواطن .. لا سامح الله. وان كان حل ازمة الامطار ، يتمثل ب:1. العمل لخدمة المواطن ليلا ونهارا بالإمكانيات الهائلة والميزانيات الضخمة ، دون كلل او ملل.2. التحلي بالشجاعة للتنحي عن المسؤولية؛ لمن لا يستطيع؛ والاعتراف بالعجز عن ادارة ملف الخدمات.3. تقديم المسؤول والمتسبب بالتلكؤ والخلل الى القضاء امام مرأى ومسمع الرأي العام عموما والمتضررين خصوصا ، لأنه الاسلوب الامثل لامتصاص النقمة وتعديل كفة التعبير السلمي؛ لصالح النظام العام والديمقراطية ومؤسساتها؛ في مواجهة دعاة العنف.واذا لم نقم بالخطوات اعلاه ، فلنتوقع الاسوأ من المواطن في مساحات التعبير الخارجة عن المألوف لسببين: الاول - توقعات امطار غزيرة تسقط على بغداد ومدن الجنوب في الايام المقبلة قد تفاقم من ازمة الامطار الحالية ، والثاني - بُعد موسم الانتخابات باعتباره احدى وسائل التغيير الديمقراطي التي يلجأ اليها المواطن لمعاقبة المقصرين من السياسيين احيانا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسن ولهان الخليفاوي محرر صحيفة الموقف الرابع العرا
2013-11-18
الخدمات البلدية هي من اولويات الدول النامية والمتطورة على حد سواء فهي مقياس الشعوب على تطورها ورقيها حيث تختار الكفاءات بشتى صنوفها للعمل في هذا المجال الا العراق حيث المسؤلين على البلدية لا يمتلكون اي تخصص وهو نتاج محاصصة اما العاملون الصغار في الشوارع والخدمات البلديةالاخرى فحدث ولا حرج اغلبيتهم من المعوقين والمصابين بعاهات عقلية مو لو مومو
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك