في موضوع بناء الدول وتشكلها وقيامها، ثمة عوامل تحرك تلكم المسارات، وهي تشبه الى حد بعيد، العوامل التي تحكم حياة الكائن الإنساني فتصيرها مراحل: طفولة فصبونة، ويفوعة، و بعدها مراهقة، وشباب يفضي الى رجولة، وكهولة من بعدها شيخوخة، ثم القبر..!
بعض الدول، سيما تلك التي تتوفر على عوامل الثبات المنطقية، تمط تلك المراحل؛ فيطول عمرها لإمتلاكها أسباب البقاء، وهي تدعم وتقوى أساسات بنائها باستمرار، ليرسخ مشيدها، وفي المقابل هنالك دول تحرق المراحل؛ فتذهب الى شيخوختها بسرعة، فتتحلل وتذوي لأن لا ثبات منطقي لها.. ثم القبر..!
مملكة آل سعود من هذا النوع الذي احرق المراحل وطواها، بلا تأسيس مَشيد!
فقد أعتنق حكامها عقيدة لا تتوافق مع الفطرة الأنسانية، عقيدة قائمة على أنهم الصحيح ألأوحد في الكون، وكل غيرهم على خطأ، فقادتهم هذه العقيدة الى الإنعزال عن الإنسانية، وهم اليوم منبوذين من قبل المجتمع الدولي، لتطرفهم ورعايتهم أفكارا وممارسات متطرفة، تُكَفر كل سكان الأرض تقريبا، ولولا أموالهم ونفطهم؛ لما قبل أحد أن يتعامل معهم، ولما إشتراهم أحد ببنسين، ولكنها المصالح التي جعلت الغرب يحابيهم ردحا طويلا من الزمن، ريثما يرتب أوضاعه فيما يتعلق بالنفط والطاقة..
المصالح بدأت تتآكل، والغرب يوشك أن يرتب أوضاعه الطاقوية، وآل سعود ونظامهم وعقيدتهم، باتوا شرا مستطيرا، يعم على كل البشر، وفي مقدمتهم الغربيين، وهم اليوم قد وقعوا في شر أعمالهم، ودعمهم وتبنيهم وتصديرهم للإرهاب، والتكفير ارتد عليهم، ولم تعد الأموال السحت التي يوزعونها هنا وهناك، من اجل القتل وتكتيم الأفواه تنفعهم، ولا طبول الإعلام الأعمى التي روجت لأكاذيب الربيع العربي، بقادرة على أن يعلوا صوتها على أصوات الحقيقة، التي تدمغ زيفهم وعارهم وعهرهم وشنارهم.
زمن آل سعود أفل، أو هو يوشك على الأفول، ونظامهم في مرحلة الاحتضار والانتحار، وسيكون عام 2014 شاهدا على سقوطهم، وما حولهم من مشايخ الخليج سيكون مآلها مثل مآلهم، لأن مملكة آل سعود هي الأم الحنون لتلك المشيخات، وما نراه من لجوء هذه الأنظمة للحضن الإسرائيلي، ليس إلا محاولة للبحث عن أم جديدة، وهم في الرفسات الأخيرة للثور المذبوح، وآل سعود سيكونون قريبا خارج تغطية حركة التاريخ، لأنهم ليسوا أصلاء في مساراته..وسينتهي في جزيرة العرب زمن الدولة المسعودة، ويعودون قبيلة موتورة، تطالبها بقية القبائل بثارات حقبتهم، وعندها سيتمزقون ويختفون كقبيلة..!
لقد فشل مشروعهم المضاد في العراق وسوريا، وقبلها فشل ما كانوا يكيدونه ضد إيران وحزب الله، فشلهم هذا سيكون له إرتدادات خطيرة، على وجودهم ككيان سياسي له أبعاد دولة، كيانات آل سعود ومشيخات الخليج ستموت، لكن يبقى سؤال واحد نسأل عنه الفقهاء: ما هو حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد، مع العرض أن الموتى ملوك وشيوخ، ولكن مثليين ..!
كلام قبل السلام: وخذ عندك قوله جل ذكره: [ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا] {المرسلات: 25 26}
سلام..
https://telegram.me/buratha