المقالات

آل سعود: ما بعد القبيلة..!

748 09:34:00 2013-11-18

 

   في موضوع بناء الدول وتشكلها وقيامها، ثمة عوامل تحرك تلكم المسارات، وهي تشبه الى حد بعيد، العوامل التي تحكم حياة الكائن الإنساني فتصيرها مراحل: طفولة فصبونة، ويفوعة، و بعدها مراهقة، وشباب يفضي الى رجولة، وكهولة من بعدها شيخوخة، ثم القبر..!

   بعض الدول، سيما تلك التي تتوفر على عوامل الثبات المنطقية، تمط تلك المراحل؛ فيطول عمرها لإمتلاكها أسباب البقاء، وهي تدعم وتقوى أساسات بنائها باستمرار، ليرسخ مشيدها، وفي المقابل هنالك دول تحرق المراحل؛ فتذهب الى شيخوختها بسرعة، فتتحلل وتذوي لأن لا ثبات منطقي لها.. ثم القبر..!

   مملكة آل سعود من هذا النوع الذي احرق المراحل وطواها، بلا تأسيس مَشيد!

   فقد أعتنق حكامها عقيدة لا تتوافق مع الفطرة الأنسانية، عقيدة قائمة على أنهم الصحيح ألأوحد في الكون، وكل غيرهم على خطأ، فقادتهم هذه العقيدة الى الإنعزال عن الإنسانية، وهم اليوم منبوذين من قبل المجتمع الدولي، لتطرفهم ورعايتهم أفكارا وممارسات متطرفة، تُكَفر كل سكان الأرض تقريبا، ولولا أموالهم ونفطهم؛ لما قبل أحد أن يتعامل معهم، ولما إشتراهم أحد ببنسين، ولكنها المصالح التي جعلت الغرب يحابيهم ردحا طويلا من الزمن، ريثما يرتب أوضاعه فيما يتعلق بالنفط والطاقة..

   المصالح بدأت تتآكل، والغرب يوشك أن يرتب أوضاعه الطاقوية، وآل سعود ونظامهم وعقيدتهم، باتوا شرا مستطيرا، يعم على كل البشر، وفي مقدمتهم الغربيين، وهم اليوم قد وقعوا في شر أعمالهم، ودعمهم وتبنيهم وتصديرهم للإرهاب، والتكفير ارتد عليهم، ولم تعد الأموال السحت التي يوزعونها هنا وهناك، من اجل القتل وتكتيم الأفواه تنفعهم، ولا طبول الإعلام الأعمى التي روجت لأكاذيب الربيع العربي، بقادرة على أن يعلوا صوتها على أصوات الحقيقة، التي تدمغ زيفهم وعارهم وعهرهم وشنارهم.

   زمن آل سعود أفل، أو هو يوشك على الأفول، ونظامهم في مرحلة الاحتضار والانتحار، وسيكون عام 2014 شاهدا على سقوطهم، وما حولهم من مشايخ الخليج سيكون مآلها مثل مآلهم، لأن مملكة آل سعود هي الأم الحنون لتلك المشيخات، وما نراه من لجوء هذه الأنظمة للحضن الإسرائيلي، ليس إلا محاولة للبحث عن أم جديدة، وهم في الرفسات الأخيرة للثور المذبوح، وآل سعود سيكونون قريبا خارج تغطية حركة التاريخ، لأنهم ليسوا أصلاء في مساراته..وسينتهي في جزيرة العرب زمن الدولة المسعودة، ويعودون قبيلة موتورة، تطالبها بقية القبائل بثارات حقبتهم، وعندها سيتمزقون ويختفون كقبيلة..!

   لقد فشل مشروعهم المضاد في العراق وسوريا، وقبلها فشل ما كانوا يكيدونه ضد إيران وحزب الله، فشلهم هذا سيكون له إرتدادات خطيرة، على وجودهم ككيان سياسي له أبعاد دولة، كيانات آل سعود ومشيخات الخليج ستموت، لكن يبقى سؤال واحد نسأل عنه الفقهاء: ما هو حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد، مع العرض أن الموتى ملوك وشيوخ، ولكن مثليين ..!

    كلام قبل السلام: وخذ عندك قوله جل ذكره: [ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا] {المرسلات: 25 26}

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك