المقالات

رصاصة الطغيان لازالت في صدري

606 07:37:00 2013-11-18

الكاتب فراس الجوراني

" لا يخاف الطاغية من شيء كما يخاف من الحقيقة ,ولذلك لا يعتمد على شيء كما يعتمد على الكذب والتمويه ولايكره شيئاً كما يكره الصدق والصراحة ".انا الان لا أتحدث عن الكذب والافتراء والتدليس وقلب الحقائق والتغرير بالبسطاء ,ولاأتحدث عن فشل أمني في وضح النهار ( والحكومة عاجزة ) ولاأتحدثٌ عن السيارات المفخخة التي تجول وتصول في انحاء بغداد والمحافظات , والتي حصدت مئات الأرواح في العراق , والتي خلفت أمهات ثٌكلت , وزوجات ترملت ,وأبناء تيتمت ,رجال ونساء وأطفال قضوا فخلفوا في أهليهم وذويهم حزناً يقتلع القلوب من الصدور, ونارٌ من الكراهية مستعرة لا يخمدها الابالقصاص العادل .لكني أحدثكم عن رصاصة الطغيان التي لازالت في قلوب الشعب العراقي من جراء حكم الطغيان المغلف بغطاء الديمقراطية ,إشكالية الطغاة ليست وليدة اللحظة كما يتخيل البعض من خلال تجربة مره بها الشعب العراقي اكثر من ثلاثة عقود ,لكن جذورها في القدم ولعل المثال البارز في هذا البيان "فرعون الذي أتبع نظاماً "تيوقراطياً" ,أي أنهُ حاكم يستمدُ نظامهُ السياسي من قدرات لاهوتٌية باعتباره ألهاً أو أبن الآلة أو مبعوث العناية الألهية أو ( القائد العام للقوات المسلحة ) فكما تعرفون هو رئيس الوزراء , والوزير على كل شيء ,على أي حال فأن الطغيان عموماً هو وضع الشيء في غير محله ,باتفاق أئمة اللغة ,وهو ايضاً التعدي عن الحق الى الباطل وفية نوعٌ من الجور , أذ هو انحراف عن العدل ( وهذا الانحراف ميسور الحال في العراق والحمد لله) فكما يعلم الجميع أن هناك من يصنع الطاغية من خلال تثمينه لكل ما هو سلبي وشيطاني عن طريق الحرص على قراءة مزاجه لتقديم كل ما يروق له ويرضيه فيسمعوه من الثناء ما يشحذ غريزة السطو والاحتكار وفائض شهوة التسلط والعدوان لديه ,ومن ثم مرحلة تبريراته وتزيفها لتتحول الرذائل الى فضائل والجنون الى حكمة , وارتكاب الحماقة الى دهاءُ وذكاء بالرغم من بشاعة المنظر المفعم بالدم والقتل , وأول نتائج هذه الصناعة هي تصديق الطاغية ما يقال له عن ذاته من تمجيد وإلباسه هالات البطولة والزعامة والعبقرية الى حد اللامعقول ,وأن قدر للمصنوع وفق مشيئة الله وحكمته ,غالباَ ما يصبح الصانع هو الضحية على غرار قصة ذلك الشيخ الذي قرر أن يتخلص من عبدهُ رغم إخلاصه له ,لأنه يردد كل ما يسمعه منهُ بلا زيادة أو نقصان ما دفع الشيخ الى أن يقول لعبده المطيع ... أنني لم أعد بحاجة اليك وسوف أستبدلك ببغاء ما دمت تردد الكلمات نفسها دون أدنى تفكير او صدور رأي يعبر عن الذات .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك