المقالات

للشيعي رب ٌ يحميه..

770 09:54:00 2013-11-18

سليم الرميثي

نقترب من مرور نصف قرن منذ حكم البغاة والوثنية البعثية ولايزال شيعة العراق يدفعون ثمن تلك الحقبة السوداء في تأريخه وربما اكملنا النصف قرن اذا ماحسبنا مجيء البعثيين عام 1963م و بداية مؤامراتهم وانقلاباتهم الدموية والعبث بمقدرات الشعب العراقي وتخريب كل ماهو صالح في في هذا البلد..منذ مجيء البعثيين الى السلطة في العراق وحتى بعد سقوطهم والبلد لايزال يتعرض الى أعاصير تسونامية من المؤامرات والحروب العبثية والقتل العشوائي الذي لم يفلت منه لابشر ولا حجر ولا شجر ولا أرض ولا سماء أما الارض فتشهد من فوقها ومن تحتها..ولم يسلم من اجرامه وعفونة فكره حتى الحيوان.. وكل ذلك طبعا بمساندة وتأييد ودعم من قبل ثلة الهمج الرعاع في الداخل وثلة الضلال الاخرى من الخارج..عُرف البعثيون بمهاراتهم الشيطانية في زرع الفتن والتخريب في اي مكان يتواجدون فيه وامتازوا بالغدر والجريمة في كل مراحل التاريخ التي مرت على وجودهم في السلطة وخارجها ولم ينجوا احدا من الشعب العراقي من غدرهم وخيانتهم خصوصا في المناطق الوسطى والجنوبية .. ولم تكن هناك اي هدنة او توقف لجرائم البعث في تلك المناطق وسَلَبها كافة حقوقها وثرواتها وجعلها من افقر مناطق العراق رغم وفرة وكثرة خيراتها..ولازالت اثار تلك الحقبة السوداء ظاهرة للعيان في كل قرية من قرى الجنوب والوسط..ولم يسلم بيت من بيوتات الشيعة من جرائم وانتهاكات الحكم الصدامي الاسود..وربما لانجد بيتا من بيوت الشيعة الاّ وله قصة مأساوية تروي احداثا لاتخطر على بال انسان..البعث الصدامي استطاع ان يزرع الحزن والالم في بيت كل عائلة شيعية واستباحت كلابه المسعورة كل المدن والقرى في الوسط والجنوب..واصبح الانسان الشيعي مهدد في عرضه وكرامته وماله ودمائه في كل لحظة وفي كل ساعة وفي كل يوم من تلك الايام العجاف والمشؤومة..خلال فترة حكم البعث الفاجر كانت تمر بنا الايام وكأنها سنين من شدة الرعب والخوف على اهلنا واخواننا وكنا نفضل الجلوس في البيت طوال النهار وعدم الخروج الاّ ليلا تحاشيا لعيون شياطين البعث ومنافقيه الذين يفعلون كل شيء من اجل اخافة الناس وتهديدهم بكل الوسائل القذرة والتي تخلو من كل ضمير انساني حي لانهم كانوا بلاغيرة وبلا شرف...بعد تلك المعاناة الطويلة والاليمة جائت العملية الجراحية لاستئصال السرطان البعثي من بلدنا بمساعدة دول خارجية وبعد ذلك التاريخ استعاد الشعب انفاسه من جديد وكان تواقا للحرية التي سُلبت منه طوال نصف قرن من الزمن ادت الى تخلف عدة اجيال وتبذير ثروات هائلة وضياع نصف قرن من الزمن كان كفيل بوضع العراق بمصافي الدول المتقدمة اقتصاديا وعلميا ..لكن الصدمة الاخرى جائت على ايدي من استلموا الحكم منذ عقد من الزمن وهم لايزالون يدورون في فلك قوانين البعث الفاشي ولم يستطيعوا ان يحرروا الشعب من قيود الروتين و القوانين الظالمة والمستبدة التي تقيد كل ما من شانه ان يطور البلد ويخدم المظلومين ..واصبح الشعب العراقي وخصوصا في مناطقه الوسطى والجنوبية عرضة لاقبح جرائم القتل والابادة وكأنها تكملة لمراحل حكم البعث وجرائمه بحق الشيعة خصوصا..اما ساسة العراق الجدد فكأنهم يقولون للشيعي رب يحميه..والسبب واضح طبعا وهو اعادة ودمج كل قاذورات البعث الصدامي الى مؤسسات الدولة الامنية والمدنية بما فيها البرلمان الذي اصبح نصفه من البعثيين او من تربى على رضاعة الكبار.. نقولها الان وبكل صراحة ان الظلم والتهميش الذي يتعرض له شيعة العراق لازال مستمرا بل زاد قتلا وتجويعا.. فها هي المدن والقرى في الوسط والجنوب تعاني الاهمال المتعمد والفقر وتغزوا كل مؤسساتها الرشوة واللامسؤولية وتنصيب من ليس لهم كفائة في ادارة امور الناس وشؤونهم..فبالأمس كان الشيعي يُقتل ولا احد يعرف مكان قبره ولا هويته في مقابر جماعية وفردية واليوم يُقتلوا وتُقطع اشلائهم ولاتُعرف لهم هوية ولا عنوان وكل هذا يحدث امام انظار العالم بعد ان كانت تفعله العصابات البعثية سراً..لك الله ياشعب العراق..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-11-19
كلام صحيح لعل الحكومة تتعض منه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك