سليم الرميثي
نقترب من مرور نصف قرن منذ حكم البغاة والوثنية البعثية ولايزال شيعة العراق يدفعون ثمن تلك الحقبة السوداء في تأريخه وربما اكملنا النصف قرن اذا ماحسبنا مجيء البعثيين عام 1963م و بداية مؤامراتهم وانقلاباتهم الدموية والعبث بمقدرات الشعب العراقي وتخريب كل ماهو صالح في في هذا البلد..منذ مجيء البعثيين الى السلطة في العراق وحتى بعد سقوطهم والبلد لايزال يتعرض الى أعاصير تسونامية من المؤامرات والحروب العبثية والقتل العشوائي الذي لم يفلت منه لابشر ولا حجر ولا شجر ولا أرض ولا سماء أما الارض فتشهد من فوقها ومن تحتها..ولم يسلم من اجرامه وعفونة فكره حتى الحيوان.. وكل ذلك طبعا بمساندة وتأييد ودعم من قبل ثلة الهمج الرعاع في الداخل وثلة الضلال الاخرى من الخارج..عُرف البعثيون بمهاراتهم الشيطانية في زرع الفتن والتخريب في اي مكان يتواجدون فيه وامتازوا بالغدر والجريمة في كل مراحل التاريخ التي مرت على وجودهم في السلطة وخارجها ولم ينجوا احدا من الشعب العراقي من غدرهم وخيانتهم خصوصا في المناطق الوسطى والجنوبية .. ولم تكن هناك اي هدنة او توقف لجرائم البعث في تلك المناطق وسَلَبها كافة حقوقها وثرواتها وجعلها من افقر مناطق العراق رغم وفرة وكثرة خيراتها..ولازالت اثار تلك الحقبة السوداء ظاهرة للعيان في كل قرية من قرى الجنوب والوسط..ولم يسلم بيت من بيوتات الشيعة من جرائم وانتهاكات الحكم الصدامي الاسود..وربما لانجد بيتا من بيوت الشيعة الاّ وله قصة مأساوية تروي احداثا لاتخطر على بال انسان..البعث الصدامي استطاع ان يزرع الحزن والالم في بيت كل عائلة شيعية واستباحت كلابه المسعورة كل المدن والقرى في الوسط والجنوب..واصبح الانسان الشيعي مهدد في عرضه وكرامته وماله ودمائه في كل لحظة وفي كل ساعة وفي كل يوم من تلك الايام العجاف والمشؤومة..خلال فترة حكم البعث الفاجر كانت تمر بنا الايام وكأنها سنين من شدة الرعب والخوف على اهلنا واخواننا وكنا نفضل الجلوس في البيت طوال النهار وعدم الخروج الاّ ليلا تحاشيا لعيون شياطين البعث ومنافقيه الذين يفعلون كل شيء من اجل اخافة الناس وتهديدهم بكل الوسائل القذرة والتي تخلو من كل ضمير انساني حي لانهم كانوا بلاغيرة وبلا شرف...بعد تلك المعاناة الطويلة والاليمة جائت العملية الجراحية لاستئصال السرطان البعثي من بلدنا بمساعدة دول خارجية وبعد ذلك التاريخ استعاد الشعب انفاسه من جديد وكان تواقا للحرية التي سُلبت منه طوال نصف قرن من الزمن ادت الى تخلف عدة اجيال وتبذير ثروات هائلة وضياع نصف قرن من الزمن كان كفيل بوضع العراق بمصافي الدول المتقدمة اقتصاديا وعلميا ..لكن الصدمة الاخرى جائت على ايدي من استلموا الحكم منذ عقد من الزمن وهم لايزالون يدورون في فلك قوانين البعث الفاشي ولم يستطيعوا ان يحرروا الشعب من قيود الروتين و القوانين الظالمة والمستبدة التي تقيد كل ما من شانه ان يطور البلد ويخدم المظلومين ..واصبح الشعب العراقي وخصوصا في مناطقه الوسطى والجنوبية عرضة لاقبح جرائم القتل والابادة وكأنها تكملة لمراحل حكم البعث وجرائمه بحق الشيعة خصوصا..اما ساسة العراق الجدد فكأنهم يقولون للشيعي رب يحميه..والسبب واضح طبعا وهو اعادة ودمج كل قاذورات البعث الصدامي الى مؤسسات الدولة الامنية والمدنية بما فيها البرلمان الذي اصبح نصفه من البعثيين او من تربى على رضاعة الكبار.. نقولها الان وبكل صراحة ان الظلم والتهميش الذي يتعرض له شيعة العراق لازال مستمرا بل زاد قتلا وتجويعا.. فها هي المدن والقرى في الوسط والجنوب تعاني الاهمال المتعمد والفقر وتغزوا كل مؤسساتها الرشوة واللامسؤولية وتنصيب من ليس لهم كفائة في ادارة امور الناس وشؤونهم..فبالأمس كان الشيعي يُقتل ولا احد يعرف مكان قبره ولا هويته في مقابر جماعية وفردية واليوم يُقتلوا وتُقطع اشلائهم ولاتُعرف لهم هوية ولا عنوان وكل هذا يحدث امام انظار العالم بعد ان كانت تفعله العصابات البعثية سراً..لك الله ياشعب العراق..
https://telegram.me/buratha