المقالات

مشروعنا يحدد طريقنا

530 10:01:00 2013-11-18

حسين الركابي

اكبر مظاهرة حسينيه ولائية تشهدها معظم المحافظات العراقية في التاسع من محرم الحرام، والتي تنقل عبر الأقمار الصناعية في أن واحد إلى الجمهور الحسيني الهادف، وقد يصغي هذا الحشد الكبير بمسامعه إلى استلهام الدروس، والعبر، واستماع أهداف الرسالة السامية؛ والمتجددة عبر العصور. إن التاسع من محرم الحرام يحمل في طياته كثير من القيم، والمبادئ الإنسانية، والأخلاقية، ويجسد لنا معنى التضحية، والفناء من اجل إن نعيش بحريه وكرامه؛ ونتذوق طعم الإخوة، والالتزام بالعهود والمواثيق. فقد خرجت الجماهير الولاية بهذه الإعداد الهائلة رغم الأجواء الممطرة، والوضع الأمني، والزحام المروري؛ فهذا يدل على وعي وثقافة هذا الجمهور المتحدي لكل هذه الظروف التي تقف عائقه أمامه، وصاحب مشروع كبير متلاطم الأمواج، لا يمكن لأحد إن يغوص فيه إلا من كان على بصيرة، ودراية من أمره؛ فيوم التاسع من محرم عام 61 هجرية ركز لنا قوانين الحياة، وأنار طريقنا، وعلمنا إن نسير ضمن مسار الحق، والعدل الالاهي، وان نكون أول المضحين من اجل راية الحرية ونقتفي اثر أصحاب الحسين(عليه السلام) عندما اجتمع بهم عليه السلام، وقال هؤلاء القوم يقصدوني، فمن أراد منكم الذهاب فليتخذ هذا الليل جملا، ويكون في حلا مني؛ فكان رد الأصحاب لو قتلونا، وحرقونا، وعملوا هكذا ألف مره لما تزحزحت أقدامنا عنك قيد أنمله. فهذا الإصرار على الموت هكذا نابع عن بصيرة كاملة يمتلكونها هؤلاء الأصحاب، ومعرفه بما يعملون، وأين هم ذاهبون؛ فالحياة هي محطة يختبر فيها الإنسان، ويحدد مصيره، واتجاهه، وطبيعة المسار الذي يريد إن يسلكه؛ أما إن يكون مع الحق والعدل مهما كلفه الأمر، وإما إن يكون في اللعنة الدائمة إلى يوم الدين. فلا يختلف اليوم المشهد كثيرا عن تاسوعا 61 هــ وتاسوعا بعد 2003م، حيث جسد ذلك المشهد ألولائي الكبير أصحاب البصيرة والمعرفة، والذي يدركون خطورة المرحلة، وقد خرجت 14 محافظة عراقيه بصوتا واحد(لبيك يا حسين، هيهات منا الذلة) وبالرغم من المعوقات الرهيبة التي تعيق حركتهم، والأوضاع الأمنية الخطيرة في البلد، وعمليات القتل، والتفجير التي عادوا بها أسلاف يزيد بن معاوية، وصبيان هند أكلت الأكباد؛ حيث رسموا صوره ولائية تعبر عن عشقهم وولائهم الحقيقي والصادق، وتحمل تلك الصورة في طياتها كثير من القيم الإنسانية، والأخلاقية، ويطلق عدت رسائل إلى العالم مفادها إن العراق يفصح عن هويته الحقيقية كل تاسوعا ويعلن لا انكسار، ولا انهزام في المشروع الحسيني الكبير، مهما احتدمت الظروف...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك