المقالات

فوبيا المطر

572 21:59:00 2013-11-19

قيس المهندس

عندما يكون المطر نقمةً على شعبٍ من الشعوب، فأعلم ان هنالك حكومة فاشلة من وراء ذلك!.هذه حكمة ابتدعها العراقيون!. نعم فالعراقيين أناس اهل حضارة وابداع، والسنون العجاف التي مرت عليهم، صقلت عقولهم وابرزت قدراتهم ومواهبهم؛ حتى اصبح صغيرهم متفلسفاً وكبيرهم حكيما!.يقال ان الابداع هو الخروج عن الشائع والمألوف، والاتيان بما هو جديد، وبما لم يخطر على مخيلة احد من قبل!.فالمطر عند العراقيين اصبح نقمة، بعد ان كان بهجة ونعمة!..وحكومتنا دقيقة جدا في رصد حالة الطقس، والتوقع بهطول الامطار، وهي حريصة الى حد بعيد على ارعاب المواطنين، فالتصريحات الأخيرة التي صدرت من المسؤلين، تتحدث عن هطول الامطار بصورة مستمرة ولعدة أيام، مع توقع حدوث فيضانات، وعدم قدرة الحكومة على تصريف تلك الكميات من الامطار، سيما ان الامطار التي سقطت منذ أسابيع، ما زالت قابعة في المستنقعات المستحدثة ( في شوارع مدننا)!.بعد تلك التصريحات المخجلة، أصبحت سيرة المطر تسبب فوبيا للعراقيين!..وبالرغم من انهم بالأمس القريب؛ كانوا يتضرعون الى الله تعالى ان ينزل عليهم الغيث!.اما اليوم فقد اصبح حال العراقيين مصداقا لقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ..)!.(1)لكن دعونا نتفائل قليلا! لعل كثرة الامطار، تجعلنا نبتدع اشياءً لم تكن لتخطر على اذهاننا، فالحاجة ام الاختراع كما يقال!. مثلا : ربما تتغير جغرافيا مدننا، وتصبح شوارعها مثل شوارع البندقية؛ انهارا!،ونستبدل مركباتها بزوارق!. وربما نربط اهوار الجنوب بشوارع المدن، ويصبح خط السير الدولي؛ نهراً دوليا!. وبالجهود الحثيثة لحكومتنا الرشيدة؛ قد نوصل مدننا بالبحر الأبيض المتوسط شمالا، والبحر الأحمر غرباً، وننفتح على المحيطات، وننشيء القنوات والموانيء؛ حتى تصبح مدننا كجزر المالديف، او جزر هاواي، او بورا بورا الفرنسية!.. ولربما نصبح كجزيرة الكاتراز!.(2)ويبدوا ان حكومتنا سائرة بهذا الاتجاه، ومنجزاتها خير شاهد على واقعها المرير!. فمن بواسير العطية، الى (لغود) الساعدي، ناهيك عن بطولات حمودي التي لا تنتهي!..منجزات حكومتنا المبجلة، أصبحت مضرباً للامثال، فلو كانت مياه شوارعنا مدادا لتسطير منجزاتهم؛ لما نفدت تلك المنجزات، كما لن تنفد مياه شوارعنا، ولن نحتاج الى مداد البحار!..والسلام ختام ..

(1) سورة المائدة (101)(2) جزيرة الكاتراز : هو سجن فيدرالى امريكى مشيد فوق جزيرة بخليج سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية تعرف بجزيرة الكاتراز أو الصخرة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-11-20
تخصيص مبالغ لبناء مجاري في الجنوب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك