المقالات

أمطار صلاح عبد الرزاق

1317 16:18:00 2013-11-20

 

ليس صحيحاً أن الحياة في العراق، كانت عابسة وقاتمة بسبب نقص الخدمات وفوضى الأمن وخطب الجعفري عن ” اللعق بالمعلقة “، فهناك أيضا جوانب مضحكة كثيرة، بل وكوميدية، ولمن لا يصدق عليه مطالعة الخبر الذي نشرته وكالات الأنباء أمس، وجاء فيه أن محافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق حذر أهالي بغداد من أنّ عدم انتخاب نوري المالكي لولاية ثالثة سيزيد من غضب السماء عليهم، ففي

حديث مثير للسخرية أخبرنا المحافظ السابق من “أن الإمطار التي هطلت على العاصمة بغداد هي عقوبة سماوية، ولو كنا على رأس الحكومة المحلية الحالية لما حدث ما حدث لكن السماء أرسلت رسالتها للشعب وعليه ان يفهمها جيدا. “. ولم ينسَ عبد الرزاق أن يخبرنا من أنّ العراقيين، إذا ما أرادوا تجنب الكوارث فعليهم أن يصوتوا لدولة القانون والتجديد لولاية ثالثة للسيد نوري المالكي.

وربما نختلف أو نتفق مع السيد المحافظ، السابق، لكن علينا مع هذه اللفتة المتميزة أن نؤمن بأن الرجل يتمتع بروح الفكاهة والدعابة، إضافة إلى صفة الإصرار وعدم اليأس،والدليل على ذلك أنه لا يزال يقسم بأغلظ الأيمان أن الحل في تطوير بغداد وانتشالها من حالة البؤس والقتامة، هو في إعادته إلى الكرسي والهتاف بحياته في شوارع بغداد!

وأظن أنها منتهى الإنسانية والرحمة من المحافظ السابق المنتفخ بانتصاراته الوهمية، أنه لم يفرض على الذين لم ينتخبوه، وقرروا البقاء في بغداد أن يدفعوا ” الجزية ” كما أن الرجل كان كريماً ولم يعتبرهم من ” الإرهابيين”، ولم يطلب تجريدهم من الجنسية ، لأنهم صوتوا ضد إرادة السماء!

بعد أن قرأت حديث صلاح عبد الرزاق شعرت بالامتنان للرجل فقد أثبت بالدليل القاطع أن هموم أهالي بغداد محصورة في عودة سيادته إلى المنصب، لأن هذه العودة ستجنبهم غضب السماوات.

هكذا يفهم البعض المسؤولية، فهي فن الحصول على كل شيء ،، ومن ثم لابد من استخدام كل وسائل الخرافة للعب على عقول الناس، وزرع في أذهانهم أن المعركة ليست بين خصوم سياسيين، وإنما بين مؤمنين سيجنبونك غضب السماء، وكفرة سيقودونك إلى نار الدنيا قبل جحيم الآخرة.

لعل ما قاله شيخ هذا الزمان صلاح عبد الرزاق عن كوارث التخلي عن دولة القانون، يكشف إلى أي مدى يحاول البعض قصف أدمغة البسطاء بأسلحة محرمة في الممارسة السياسية، يريدون من خلالها إحداث دمار هائل في وعي الناس.

لقد توهم أهالي بغداد وتصوروا أنهم يخوضون معركة سياسية نظيفة محورها هو ترشيح محافظ ومسؤول يسعى لخدمتهم، فيما اعتقد البعض من الساسة ان الأمر هو تنصيب وكيل سماوي لإدارة شؤون المحافظة الدينية لا الخدمية ، بهذا المنطق يختطف عبد الرزاق القضية ليبعدها عن جوهرها الحقيقي، وليحاول إعادة تسويقها للعامة على أنها قضية ” إيمان ضد جهل ” أو وفقا لحالة الانتشاء التي ظهر عليها المحافظ السابق، بدا وكأنها كانت معركة بين مؤمنين وكفار، وغير خاف ما لمصطلح ” غضب السماء ” من دلالات، كما أن الرجل لم يتمالك نفسه من نشوة ” الدروشة ” فاعتبر أن بغداد أصبحت مدينة مغضوباً عليها لأن أهلها خالفوا إرادة السماء وعليهم الآن أن يبحثوا عن حل ينقذهم من أمطار لا تبقي ولا تذر.

بالتأكيد أن ما تفوه به المحافظ السابق مضحك جدا، فهو في واد والمواطن في واد آخر، فالمواطن لم يشعر بالرفاهية في زمن صلاح عبد الرزاق، فقد كان صلاح عبد الرزاق مهموما بصولاته على نادي الأدباء وجمعيات المسيحيين وبإنشاء “إمارة دولة القانون “.

دعونا نتساءل؛ لماذا يقوم محافظ بغداد السابق بكل هذا الصخب في هذا الوقت بالذات؟ هل يريد من الناس أن يصدقوه، وهو الذي ساهم بحملة نهب البلاد وتخريب مؤسساته؟ ألا يدرك الملا صلاح أن السياسة تقوم على الثقة والإخلاص وهي صفات يفتقر لها العديد من ساسة اليوم؟!

 

هذا هو صلاح عبد الرزاق وهذا هو خطابه.. فتأملوا كيف تصنع دولة القانون أبطالها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الطيب
2013-11-20
هل تعلمون ماذا يريد ان يقول لكم صلاح انه يقول ان الله قد ارسل تهديده لكم اذا ما انتخبتوا المالكي تره راح اكلبها بيكم لاننا كما عرفناهم يعتقدون انهم وحدهم من يعرفون الله ويعرفهم ووحدهم من عبدوا الله حق عبادته وان ترك مختار العصر يعني ترك الله. اي نفوس مريضة يحملها هؤلاء واي قدر اسود ساق لنا هذه العصابة بس اكاد اقسم بالحق راح يصير طشارهم ماله والي وعن قريب يهربون ويتم تطبيق شريعة الله فيهم(السارق والسارقة فأقطعوا ايديهم نكالاً من الله) وخسئتم وخابت احلامكم والى مزبلة التاريخ انتم ووهمكم
احمد الطيب
2013-11-20
عرفنا ان المبالغ التي فقدت مقاولات المحافظة ابان حكم صلاح عبد لم يذهب في معظمه الى جيبه اورئيس المجلس بل ذهب في جيوب وخزانة حزب الدعوة لدعم وفتح مراكز التنظيمات في عموم العراق وهذا الامر حتى صدام ما سواه لان المقبور كان يعتمد بالدرجة الاساس على الاشتراكات الحزبية ولم يفكر كما فكر حزب الدعوة . وبالنتيجة فان بناء وقوة هذا الحزب المتغطرس بني على انقاض البنى التحتية للعراق فأي خسة وخنا تظمرها نفوسهم المريضة يبنون امجادهم على جوع الشعب وتدميره والله عار عليكم وسيضربكم الشعب بيد من حديد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك