د.فراس الكناني
بلد يحتاج لبلد, وشعب يولد ولا يلد..
أمطرت السماء فُُُُضح الله أهل الرياء, تطايرت المشاريع كدخان ورقات محترقة , ضج الناس أين من تفاخر علينا ؟ أين الذي أزعجنا كل يوم بوسائل إعلامه؟بعد الغرقة الشهيرة منذ اكثر من سنة, في مؤتمر عقد بمبنى مجلس النواب يوم الخميس 27/12/2012 جاء على لسان احد النواب"أن الله أراد بهذه المطرة التي استمرت لساعات أن تكون فاضحة للفاسدين والفاشلين"..زخة مطر كشفت الحقائق, كانها لم تكشف من قبل! أصبح المتصايحون عراة أمام مستمعيهم العراة... كل يضحك على ليلاه, فانقلب الجميع بعد الدموع ضاحكين..وبعد سنة, تجددت الأوجاع, وأمطرت السماء, في وقت لم تستطع إن تخرج الناس من بيوتها؛ حفاظا على ماء الوجه, تصاعدت الهمم لتعلن المكرمة اي مكرمة (غدا عطلة رسمية) لتضاف لسجل العطل العامر !رئيس الوزراء نوري المالكي يخرج بنفسه, يلتقي بالسادة المحافظين لتدارك ما يمكن إن يحصل خصوصا بعد تعالي الأصوات الناقمة للجماهير المنكوبة على الأداء الحكومي, داعيا: (إلى عدم الاعتماد على ما اسماه بمبدأ الفزعة في معالجة الفيضانات الناجمة عن الأمطار)!بين رئيس الوزراء أن :(مشاكل تصريف المياه يجب أن تحل وفق خطط وسياسات مدروسة)، مع وجود حاجة لحلول سريعة كيف ذلك لا نعلم! فهناك فرق بين الحلول الآنية( الترقيعية ) والتخطيط ,أوضح المالكي أن (الأموال المخصصة لهذا القطاع في العام 2012 بلغت ترليونين، فيما بلغت ترليون و13 مليار دينار في العام 2013) ؟ لافتاً إلى أن (الوزارات الاتحادية والحكومات المحلية لو استثمرت هذه الأموال في تنفيذ مشاريع لمعالجة مشكلة تصريف المياه لتمكنت خلال السنوات الثلاث الماضية من إنجاز تلك المشاريع), اعتراف ضمني عجيب وغير مباشر بالتقصير لا يبرر استمرار الفشل .تعالى ضجيج الخائفين على مناصبهم, أصبحوا يطلقون التهم, يبحثون عن شماعة لأخطائهم..سارعوا بتقديم المبررات الضعيفة: تجاوز الناس, إهمال الناس, غباء من عمل قبلهم... وصل بهم الحد ليدعوا أن الله قد أزاد علينا هذه السنين المطر أكثر من إي وقت مضى كان الله تعالى يريد أن يغرقنا!قدموا الحلول البليدة المعهودة( صرف الأموال بغير تخطيط), لم يفد إستنفار مديريات المجاري وهمم المحافظين , فعجزت إلا بالإعلان لعجلاتها المتهالكة تقوم بتصريف المياه،وصولا إلى الدعوة عن لسان احد الحضور:(بأهمية التعاقد مع شركة خاصة لتصريف مياه الأمطار, لعجز المحافظة وأمانة بغداد بالياتها عن مواجهة أزمة الأمطار) السؤال الذي يطرح نفسه بشدة أي شركة خاصة في العراق تمتلك من الإمكانيات ما لا تمتلكه الدولة !لقد أسمعت إذ ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تناديلقد أذكيت أذ أوقدت ناراً *** ولكن ضاعَ نفخُكَ في الرمادِعجيب هم يضنون العراقي الذي بنى أول الحضارات في العالم, قدم ما قدم للعالم,اليوم وصل لحد من السذاجة يؤهله لينخدع بهم !أموالنا مهدورة بغير مواضعها , وموظفينا شخوص مغرورة لا تمتلك لنفسها نفع, تعمل متحاربة !نعم أن الجهل أفنى من الساسة أقواما, بعد أن ظنوا حُلم الشعب ضعفا, فزادوا عليه قهرا.
https://telegram.me/buratha