الشيخ حسن الراشد
ما من شك ان المنطقة تعيش على فوهة بركان خطير اذا ما انطلق وانفجر فان مداه يتجاوز اطارها الاقليمي ليشمل العالم كله والسبب هو حماقة انظمة بعينها في المنطقة وخاصة النظام السعودي الذي يراهن في صراعه مع خصومه على التجييش الطائفي والاقتتال الشيعي السني او الاسلامي المسيحي ..السعوديون يشعرون ان موقعهم في الخارطة السياسية في المنطقة قد اهتز كبيرا وان نفوذهم في تراجع مستمر شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وان العالم قد تنبه ان النظام السعودي اصبح اليوم عامل عدم الاستقرار السياسي وحتى الاقتصادي في كثير من المناطق والاكثر من ذلك ان النظام السعودي يسعى اليوم لوضع سنة العالم في مأزق وورطة تحت عناوين مختلفة ومخادعة تارة "مواجهة النفوذ الايراني الفارسي" وتارة باسم "الدفاع عن السنة" وتارة اخرى رفع شعار محاربة "المد الشيعي" وكثير من الشعارات المصطنعة التي تهدف جعل السنة اداة لاجندة ال سعود واهدافهم السلطوية والخبيثة .
كان النظام السعودي يعتمد في السابق على الجانب "الدعوي" ونشر افكار التطرف الوهابي في مختلف اصقاع العالم لتعزيز نفوذه فكانت الجمعيات الخيرية وتأسيس مدارس دينية في البلدان المختلفة واوروبا تعتمد المنهج الوهابي التكفيري احدى اهم الوسائل المتبعة في ذلك ومازالت كذلك رغم تباطأها الا ان احداث 11 سبتمبر في 2011 والتي هزت العالم باسره بعد قيام مجموعة سلفية تابعة للقاعدة تخرجت من مدارس الوهابية فيهم 15 سعوديا بتفجير البرجين العالميين في نيويورك واستهداف مدن امريكية بالطائرات فرضت على النظام السعودي تغيير اساليبه وتكتيكات المواجهة ونيل النفوذ واللجوء لمبدأ "التقية" والتوقف مرحليا عن البروز العلني في نشر الفكر الوهابي ودعم "الجمعيات الخيرية" والتي تخضع في برامجها وخططها توجيها وتمويلا لسياسة النظام السعودي وتحمل في اغلبها افكار التطرف والتكفير وهي بحد ذاتها مشاريع ارهاب وتفجير "وقنابل بشرية" يمكن تفجيرها في اي وقت واي مكان متى ما تطلب ذلك ودعت اليه الحاجة وفقا لاجندة ال سعود ."
استطاع ال سعود احتواء الهجمة الدولية ضد الوهابية وتمييع مساعي دول كبرى في محاربة الفكر الوهابي والسلفي المتطرف عبر هجمة مضادة وضخ اموال هائلة بعشرات الملياراد من الدولار وخلق عدوا مصطنع على محورين :
المحور الاول: المحور الدولي وذلك من خلال خلق قناعة لدي الدول العظمى صاحبة النفوذ والقرار وخاصة امريكا وبعض الدول الاوربية بان العدو الحقيقي هو ايران والشيعة وتحريضها لاتخاذ سياسة العداء تجاها لاخيرين تأخذ تارة طابعا سياسيا وتارة اخرى طابعا اقتصاديا بحيث يتم توجيه البوصلة بدلا عن محاربة الارهاب الوهابي والسلفي وخطره على المجتمع الدولي الى مواجهة ايران والشيعة وتصويرهما على انهما يشكلان الخطر على الامن والاستقرار في المنطقة وبذلك ينسى العالم شيئا اسمه الخطر الذي تشكله المدرسة الوهابية السعودية.
المحور الثاني : المحور العربي الاسلامي حيث سعى السعوديون ونظامهم بوضع العالمين العربي والاسلامي في مواجهة المسلمين الشيعة وايران وتشغيل الماكينة الاعلامية باتجاه تصوير الشيعة بانهم اعداء للسنة ..وقد صرف ال سعود اموال طائلة على هذا المحور لخلق فتنة طائفية شيعية سنية واستقطب كفاءات اعلامية بالمال ورجال دين واطباء وحتى رؤساء دول وحكومات كحكومة ماليزيا العلمانية واقناعهم بان العدو الاول هو "الشيعة" وايران واستطاع السعوديون وللاسف سوق الكثيرين بهذا الاتجاه وتوريطهم في المشاريع السعودية الجهنمية والخطيرة وخارجة عن كل الاعراف والقيم الانسانية والشرعية وزجهم في معارك وهمية وطاحنة يدفع السنة ثمنها في كل بقعة من بقاع الارض وهم اي ال سعود يتنعمون بالراحة والطمئنينة وقد لمس المراقبون ثمار ما زرعه النظام السعودي في كل من افغانستان وباكستان والعراق وشمال افريقيا وسوريا ولبنان واليمن وحتى في اقصى الشىرق الاسيوي حيث الدماء التي تراق هي دماء سنية بامتياز يتساقط المئات من ابناء السنة يوميا ضحايا لسياسة النظام السعودي الذي يحاول بكل الاساليب الشريرة والخبيثة استغلال العنصر السني في معاركه الفاشلة رغم غياب رد الفعل الشيعي والامتناع عن الدخول في مثل هذه الصراعات التي لا يوجد فيها منتصر بل الجميع خاسر .والواضح وبعد فشل النظام السعودي في معاركه السابقة التي كانت تتسم بالكتمان والتحفظ وعجزه عن تحقيق اي مكسب يذكر بدا اليوم بالتوجه علنا وبالمكشوف نحو دعم المجاميع المتطرفة والارهابية والتحريض العلني على القتل والتفجير وتبني نهج الصراع المذهبي والطائفي والتضحية بشباب السنة في معارك وهمية وخاسرة لاشباع نهم قادة متربعين على السلطة في الرياض يحكمون رقاب الناس بالحديد والنار والمال .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة ‘ الي اين يريد ال سعود ان يقود السنة؟الا يكفيهم ما قاموا به من من تدمير وخراب لبلاد االمسلمين في كل الامصار وحتى تلك البلاد التي لا يوجد فيها شيعة ولا عنصر قد يوحي بالخلاف المذهبي ؟؟ من لا يعلم ان اغلب الضحايا الذين يتساقطون في صراعات ال سعود الطائفية والسياسية هم من السنة رغم التحريض المذهبي الذي يمارسه ال سعود واعلامهم ضد الشيعة واستهداف الابرياء بالمفخخات يوميا في العراق وباكستان وافغانستان وسوريا ولبنان ورغم ان الطرف المستهدف يعض على وجعه والامه ويرمي بالمسؤولية على اسرائيل درءا للفتنة الا ان ال سعود وادواتهم مازالوا يصرون على العناد والحماقة ويجرون السنة نحو خسارة تاريخية قد لا تعوض وتعرض مستقبلهم السياسي للزوال والسبب هو ال سعود!
كل من يتابع سياسات ال سعود ويراقب الاهداف التي يسعون اليها يصل الى حقيقة واحدة وهي ان ال سعود لا يفكرون بالسنة بقدر ما يفكرون في مصالحهم وعمالتهم لاسرائيل ‘ فهم واجهو السنة في مصر واسقطوا النظام الذي كام يمثلهم وهم اخوان المسلمين بغض انظر عن اخطاء الاخير والمآخذ القائمة عليهم الا ان ال سعود وضعوا يدهم بيد العسكر واطاحوا بهم ووضعوا شعب مصر السنة في مواجهة بعضهم البعض حيث لا يمر يوم الا ويتساقط ضحايا من الجيش والمدنيين والسبب هم ال سعود ..وفي سوريا جلب ال سعود كل شذاذ الافاق والقتلة والارهابيين وفتح لهم مدن ومناطق السنة ليمارسوا افظع الاعمال والجرائم وليس اخرها الاقتتال الداخلي وتحريض تلك الجماعات لقتل كل من لا يتبنى نهجهم وليس ادل على ذلك هو القتال الدائر بين داعش والنصرة وجيش الحر وحتى الاكراد الذين هم ايضا من السنة والنتيجة هي مزيد من الدماء السنية .وفي العراق حيث يوميا تستهدف المفخخات وبالعشرات الشيعة ومناطقهم ورغم تساقط الضحايا في اغلبها من الشيعة الا ان ال سعود بمثل هذه الحماقة احجم الدور السني في العراق وكبله بقيود الارهاب والتطرف .وفي لبنان لن يقل اجرامهم عن بقية المناطق حيث مصلحة ال سعود تقتضي بتخريب العملية السياسية وبالتالي اخراج السنة من المسرح السياسي .والمحصلة ان العالم يجمع اليوم ان الارهاب هو مصدره ال سعود ومن يدور في فلكهم وهذا الامر دفع بكثىير من الدول للتعاطي مع السنة على انهم ال سعود وان الاخير هم السنة ..
الشيخ حسن الراشد
https://telegram.me/buratha