المقالات

قطرات مؤلمة

566 09:31:00 2013-11-21

الكاتب فراس الجوراني

قطرات المطر تلك المياه الناعمة التي تهبط من السماء راسمةُ من ذلك الهبوط لوحةُ جميلة متجسدة بطبيعة الخالق ,ومدى براعته في نعمته , تلك القطرات التي تتجسد بها سرُ من أسرار الحياة وتنتعش بها الكثير من مخلوقات الله , وتحي بها الارضٌ الميتة , وأن كانت تلك القطرات قد تتحول في بعض الاحيان الى زخات كثيفة متتالية مؤلمة مخلفة دمار وخراب في الكثير من البلدان .ما بين نيران المفخخات ومياه الامطار عاشت بغداد وباقي المحافظات الاخرى هذه الأيام مأساةُ حقيقيةُ من تلك الزخات الكثيفة , مأساة مؤلمة أدت الى غرق المنازل والشوارع في معظم مناطق العراق , رسمت ابشع الصور المخزية والتي يعرق لها الجبين ,عن سوء الإدارة وضعف الوعي الخدمي في هذا المجال ,وعمق الفساد في الانجازات الحياتية , في الشتاء تكون الصورة واضحة , وبشعة في نفس الوقت من جراء الامطار ومخلفاتها , حالة يرثى لها .في البلدان المتقدمة تكنلوجياَ يفرحون بهطول الامطار, وأحياناً يخرجون الى الشوارع تحت زخات المطر المتتالية , وكأنهم لم يشهدوا هذه النعمة أصلاً !!, ونراهم يصورون بعضهم البعض في ( كاميراتهم الديجتال ) يصورون قطرات الندى فوق الازهار , يعتبرون من هذه النعمة حماماَ شاملاَ لكل بلدهم , وصورةٌ حقيقيةُ رسمتها السماء خلابةُ وبراقةُ . في العراق نرى عكس هذه الصورة فالمطر يعتبر لدينا من أسوء نعم السماء ,ترسمُ تلك القطرات الغزيرة صورةُ معتمة ومخزية لما تتركه من اثار ومخلفات جسيمة مادية ومعنوية , فالكوارث الطبيعية مثل الأمطار التي تحل في بلدنا من المحتمل أن تتزايد عاماً بعد عاماَ وتتعرى كل الوزارات المعنية بتعمير المدن , وتكشف سوء التخطيط هنا وهناك ( فالفساد والمفسدين في العراق ( حدث ولا حرج ) يعمدون الى أعمار مصالحهم الشخصية على حساب الأرض وأهل الأرض , نتمنى يكون لدى السؤلين في هذا الشأن اهتمام عام يصب في صالح التنمية الوطنية التي تحتاج الى عمل متكامل في منظومة متناغمة سياسياً واقتصاديا واجتماعيا في بلد تفوق ميزانيته قدرات المعقول نسمع فيها ولانشعر بها كأنها دقيقُ ذهب أدراج الرياح .فالبنية التحتية هي الاساس ولابد أن يكون الأساس متيناَ وحتى تكون تلك القطرات الكثيفة نعمة تحتاجُ الى ماهر ساهر يرصد حركات المشروع الخدمي من بدايته وحتى نهايته ,يضمن لنا عدم خروجه عن مساره المحدد له , هذه القطرات نعمة حسب قول رسول الله صلى الله عليه والة ( اللهم أنت الله لا أله الا أنت الغني ونحنُ الفقراء ,أنزل علينا الغيث وأجعل ما نزلت لنا قوةُ وبلاغاً الى حين) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك