المقالات

صورة في عقل رافضي

508 17:58:00 2013-11-21

علي الغراوي

خيام سوداء مطرزة بعبارات الود والهيام لرمز عاشوراء، وأطعمة فيها رائحة ذلك الرمز الطاهر؛ دواء للعاجزين عن الشفاء، و زحمة حشوداً ترق عيونهم بالدموع وأرتداء السواد - يقتادون أنفسهم بسياط السلاسل ضرباً على ظهورهم مع تراتيل الولاء والحرية( لبيك ياحسين) بصوت واحد، وعلى ضفاف ذلك الزحام المنير؛ نساء تنحب بالدموع تأسيةً لسيدة الصبر والعقل والقيادة، وأطفالاً يقلدون ما يعظمه الكبار كهدايةً إلهية؛ لكن مقابل هذه الصورة ألأنسانية المعبرة عن أخاديد الحب والولاء - وقف الفسق والفجور والهمينة الشيطانية كمحاولة لتشويه معالم تلك الصورة.هذا الوصف ليس نتاج عقلية شيعية، ولا رغبة تقود الى ألأنسياق، بل هي- ملحمة العقل البشري التي أبى الله( عز وجل) ألأ أن تكون خالدة على مر العصور، ففي كل بقاع ألأرض تجد ملامحها راسخة في أذهان ملميها، فهي ليست من نسج خيالاً جامح؛ بل من واقع متجدد ومتوارث وفق صراع الخير والشر؛ فأذا كان يزيد( عليه لعائن الله) أمير السفهاء والطغاة، فالحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة، وأذا كانت داعش واخوتها حملوا راية ألأمويين بسفك الدماء وقطع الرؤوس لعودة ألأصنام، هناك أنصار وموالين لسيد الشهداء( روحي له الفداء) لأعلاء كلمة الحق، كل ذلك يفسر بأن هنالك صراع أبدي بين الطالحين والصالحين متواتراً عبر ألأجيال رغم سطوع الفرق الشاسع بين الكفتين.هذا الخلود في الثورة الحسينية كشف القلوب المريضة بفناء من سكنها، وجعلها تتصدع حقداً وكراهية، وألأ فما يحرق هذه النفوس الخبيثة عندما تطعم المساكين والفقراء أبتغاء مرضاة الله(عز وجل) وحباً برسولنا الكريم وال بيته ألأطهار؟ ما يحرقها عندما تذكر سبط رسول الله ( فداءه ابي وأمي)ومصيبته الراتبة بالبكاء والعزاء؟ ما يحرق تلك النفوس عندما تذكر( علي ولي الله) في ألآذان؟ ما يحرقها عندما تصلي(صلاة الليل) متوجهاً الى الله ( جل وعلا) في الليل الحالك؟ أم نحن نعيش في زمن الجاهلية وفكرة ألأسلام غير مطروقة لدى تلك النفوس! كل ما يفحم ألأخيرة هو الخلود ذات النور ألهي؛ لولا الحسين(عليه السلام) لما بقي الأسلام، ولولا يزيد وأجداده لما بقي الطغاة والفاسقين. أحياء عاشوراء، وأطعام المساكين والفقراء، ومساجد العزاء الخالدة، والقلوب المتيمة في حب سبط الرسول ألأعظم(عليه السلام) والدموع الناطقة في حب أل بيت النبي الطيبين الطاهرين؛ ما هي إلأ مصدر رعب وأزعاج للقلوب المريضة- لكن صورة ألأسلام وأنصاره الحسينيون ستظل بالوان ساطعة كالشمس والقمر مهما حاول السفهاء تشوييها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2013-11-21
تصور ايها الفاضل مجرد العشق والولاء والمسيرات المليونية تدفعهم على قتلنا فما حالهم لو كنا شيعة بحق بمقاييس اهل البيت عليهم السلام الصعبة . جهل وضعف واستكانة وفساد اداري وبؤس وظلم وقتل ونفاق ونأكل بعضنا بعضا ولكن مازال فينا من الانسانية ما يجتمع تحت خيمة محرم الحرام فتنتشر الانسانية في قلوبنا لمدة ونكون قبسا تخشى منه حشرات الظلام فماذا لو ان القبس مستمر ونحاول ان نكون حسينيون حقا طيلة العام ماكان سيحصل لو اننا بحق صورة احلى مما هي عليه الان ربما لقطعوا عنا الهواء والماء احسنتم عبارات جميلة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك