محمد عبد الجبار
تعودنا بعد كل تفجير أو خرق أمني؛إصدار رئيس الوزراء لقرارات تقتضي بتغيير القيادات الأمنية؛ في المناطق التي تعرضت,للخروقات كنوع من عقوبة المقصرين؛والسعي لإجراء تغييرات لتلافي الأخطاء السابقة,نفس الإجراء اتخذه رئيس الوزراء؛بعد هطول الإمطار,إذ قرر إقالة أمين بغداد عبد الحسين المرشدي وتعيين نعيم عبعوب بدلاً منه.يبدو إن لرئيس الوزراء رؤية مختلفة؛في موضوع معالجة الإمطار,لكن هذه الرؤى والأفكار لاتنفذ؛الأبعد أن تغرق البلاد,ولانعرف ماهي رؤية دولة الرئيس ومالغاية؛أو الغرض من التغييرات؛لان الأمين العام الجديد لايملك العصا السحرية,لإجراء الحلول السريعة للقضاء لمواجهة الأزمة,علما أن الأزمة ليست وليدة اللحظة؛أنماهي نتيجة تراكمات طويلة تتمثل في التلكؤ بإنجاز المشاريع,إضافة إلى الفساد الإداري المستشري في مفاصل الدولة,كل هذه الأسباب أدت إلى غرق البلاد بأكملها,والضحية الوحيدة في هذه الأزمات هم البسطاء,مهمة ثقيلة تنتظر الأمين الجديد الذي آثار جدلاً بطروحاته الجديدة, إذ صرح مع أول يوم له في الأمانة انه تمكن من تفتيت صخرة تزن 150 كغم وإنها السبب في غرق معظم أحياء العاصمة بغداد!إذا كانت العاصمة بغداد قد غرقت بسبب؛صخرة فلماذا غرقت معظم المحافظات الأخرى سيادة الأمين؟وربما أمطرت السماء صخوراً ولم يلاحظ أحد ذلك سوى سيادة الأمين الجديد؟على مايبدوا إن اختيار الأمين الجديد لم يأتي اعتباطاً؛بل بسبب قدراته الخارقة على؛ اكتشاف الأسباب الحقيقية وراء المشاكل,فحسب وجهة نظر؛السيد الأمين الجديد أن الفساد الإداري وعدم انجاز المشاريع والصفقات الوهمية والفساد ليست السبب في غرق العاصمة بل الصخرة؛التي عثر عليها الأمين هي السبب,لذا ندعوا كل السادة الأمناء؛في جميع المحافظات الى البحث؛عن أسباب غرق المحافظات العراقية جميعاً؛ربما سيعثرون على الحلول السحرية,كما عثر عليها الأمين الجديد.أن الاستخفاف بعقول الناس هي الصفة المطلوب توفرها لدى كل مسؤول جديد,إذ ليس من المهم أن يكون نزيها أو منجزا,أو كفوءاً,بل المهم أن لايغرد خارج سرب,حتى لاتُسمع أصوات النشاز؛في أوركسترا الفساد الإداري والصفقات المشبوهة,فالكل سيقتسم الغنائم,ومن سيملأ جيوب وخزينة المفسدين؟ هو الأكثر أنجازاً,فهل سيملأ الأمين الجديد منصبه أم جيوبه وجيوب االمراهنين عليه؟
https://telegram.me/buratha