بسم الله الرحمن الرحيم
ونحن نعيش نكبات الحاضر وغصصه ومخاوف المستقبل وما تحمله الايام , يطرق بابنا شهر الحزن والكربة شهر شق فيه الاسلام جيبه حزناً على ما جرى لابن رسول الله (ص ) واهل بيته في كربلاء وتوعدنا القدر بتوابع قاسية لتلك الجريمة التي نفذها سفهاء الامة واسافلها ولنجني ثمار السكوت عن الحق وعدم نصرته في الماضي اشواكا ً تدمي ايدينا في الحاضر ورغم ان جروحنا مؤلمة فالاغلبية للان لم تصرخ ويدها تقطر دما ً! هذا هو حالنا في سطور .
اليوم وقد اخذ المطر بلجام حواراتنا وفعالياتنا وحبسنا عن الخروج من منازلنا اجد في نفسي اسفاً ً لهذه الايام التي يحتاج فيها المرء ان يجتمع بعشاق الحسين ع ليكسر سدود المدامع معلنا ً فيضانا َ معنويا َ هو الاخطر في العالم وربما يدرك العدو الامر جيدا ً اكثر ممن يُحسب علينا ويحزن لاننا نقدم صورة تسىء للتشيع !! وبعيدا ً عن هذه الاهات اجد نفسي وحيدة وفي ايام تسير فيها بطلة كربلاء الى الشام والدقائق تمطر اهات فالخطوات تقودها الى حيث الارعن الذي ذبح حجة الله واولاده ولا بد لها من تحمل شام معاوية بل واختزال الجمل بعبارات يحفظها التاريخ لتذبح بها ذابح حجة الله ولتعلن في مجلسه انها لم ترى الا جميلا ً .
وبينما انا كذلك هاربة الى الماضي من حاضر مؤلم بقربة ارجو ان املئها ماءا ً وفكرا ً ودرسا ً وعبرة وعبرة في خليط يداوي عللي واهاتي وجدت نفسي استمع الى تسجيلات للحاج باسم علها توصلني الى اجواء روحية بمستوى حضوري في مجالس تحضرها المئات في منظر يخشع فيه القلب قبل كلام الخطيب ونتحد على غير عادتنا ! في هذا المصاب ولكن شعرت ان الحاج الكربلائي امة في رجل فحنجرته لا تعكس صوته بل تعكس صوت امة تأن منذ قرون واستغربت كيف اني لم افكر في شكره رغم انني لا انساه من دعائي بان يجعل الله حسن العاقبة من نصيبه وجميع المؤمنين .
اعتصر قلبي ونقلني من نهر الى مخيم ومن طفل الى ظمأ ومن حرم الى خيول الى نار لاجود بدموعي عساها تطفأ نيران الخيام المستعرة اوصلني الى سمو روحي وخلصني من ذنوب امزجها بدموع الندم وهو يشرح لي حال امامي ع واهل بيته العطشى وامامي يقدم انصاره واولاده واخوته وقلبه وكبده وروحه لا لشيء الا ليصلني الاسلام الحقيقي ولعمري ان البكاء من الذنب خجلا من الجسد الطاهر اولى من خوف العقاب فلقد تقطعت اوصال حبيبي وامامي وذبح طفله وسبيته عياله لاجلي ولاجلك ايها المسلم العاشق .
اجدد لك شكري وامتناني ايها الفارس الكربلائي فلقد اجدت ونسال الله لك العافية وحسن العاقبة والسلامة ولقد كررت قصيدة "عتابي" في اليوم والليلة الماضية كثيرا ً وللامر اسباب غير روعة القصيدة فالقصيدة فيها روعة الوصف من حيث ان عباراتها توصل لك امرا ً بلا تصريح وهذا ما اتمنى ان تكون عليه اغلب
القصائد ولنأتي بمثل عسى ان يوافقنا القارىء في ما ننوي طرحه فعبارة " على متوني الهضم تارك علامة " وعبارة " طيح مهجتي بطيحة كفيلي " يشير الى مصيبة نعرف تفاصيلها بدون البوح بها فهي قاسية كذلك الاباء في الكلمات له صدى في الانفس الابية كل هذا اجده من افضل مقومات القصيدة فاحيانا تكون العبارات ذليلة لا تستحق ان تعبر عن لسان حال اهل البيت ع او انها واقعية حد الصدمة من هول المصيبة ومثل هذه القصائد لايمكن ان تُسمع الا في يوم المصيبة , ربما الامر يعني الشاعر اكثر من الرواديد ولكن لهم مشاركة في الاختيارات .
وما اود طرحه موجه للشعراء والرواديد والخطباء وللقارىء الكريم من ان هناك عبارات لايمكن ان تكرر بنحو يفقدها صعوبة جريانها على الالسن والمها فتصبح وكانها امر عادي كما في صعود الشمر اللعين على الصدر الشريف وضرب متون المخدرات ولحظة نحر الامام ع ففي السابق كان الخطباء يستأذنون من الامام الحجة عليه السلام قبل البوح كما في المقتل يوم العاشر وينطقها وهو يغص بالالم ويرمي عمامته ويلطم فيعطي المصيبة حقها ويجعل للبوح بها خصوصية ومراسيم خاصة وهو امر يلتزم به للان العديد ولكن هناك ثلة تبتدأ اول المحرم بصعود الشمر والذبح والتقطيع وحقيقة اجد الامر لابد من لفت الانتباه نحو اجده قاسي وشاق على قلوبنا ومفاجىء في حين التاريخ يسرد ويهىء بنحو تدريجي فاول الايام لغربة الامام عليه السلام ووداعه قبر جده ومدينته ومن ثم لوعة مسلم والانصار والعباس ع وعلي الاكبر فالاصغر عليهم السلام حتى اللحظة التي نلوم فيها ارض كربلاء كيف لم تطمر الشمر قبل ان يرتكب هذه الفاجعة .
نرجو وبشدة ان يلتفت المسؤولون عن العتبات ورجال الدين للامر ولما لا يكون هناك اجتماع بخطيبات المنبر وخطبائه والشعراء وكل من له صلة بعكس صورة الطف خطابيا ً وشعرياً واعلم انه هناك اجتماعات بالمبلغين ولكن لا ضير من تكثيف الامر ووضع منهج له حيث ان منهجية المعلومة وعدم تقاطعها هي مهمة خاصة للنشأ الجديد .
نسال الله في هذه الليالي الحزينة ان يمن علينا بتعجيل الفرج وحسن العاقبة وشفاعة محمد وال محمد عليهم السلام .
ودمت لنا ايها الحاج الكربلائي فخرا ً ومنهلا ً للكلمات المواسي لهذا المصاب الذي ابكى السماء .
بغداد
https://telegram.me/buratha