هادي ندا المالكي
في الوقت الذي يحاول العالم البحث عن وسائل متطورة لاكتشاف الكذب ووضع حد لأصحابه وكشف ألاعيبهم تقوم الحكومة العراقية ووزرائها باختصار المسافة وتقليل الجهد للباحثين عن الحقيقة عندما يسقطون وبسرعة في فخ تناقض وكذب ادعاءاتهم وبالتالي فان دليل كذبهم لا يحتاج الى أجهزة متطورة بقدر ما يحتاج الى إعادة الزمن الى الوراء قليلا والاستماع الى ما قالوه عن الانجازات الوهمية والتي لا تستند الى الحقيقة.وقد تكون كذبة تصدير الكهرباء بعد ان يكون العراق قد اكتفى منها ،الأكثر أهمية وان كانت ليست الأخيرة لان الكهرباء مثلت تحديا وهاجسا لجميع العراقيين في الوسط والجنوب والمنطقة الغربية باستثناء كردستان التي تتنعم بكهرباء حقيقية وليست وهمية لان هذه المفردة ارتبطت دائما مع عشرات المليارات المهدورة وضياع عشر سنوات دون نتيجة واقعية وهذا المال المهدور والوقت الضائع شكلت عنوانا مؤلما لواقع لم يتم الخروج منه وهو واقع الكهرباء المزري.وقبل فترة ليست بالبعيدة وتحديدا في الفترة الانتقالية بين الشتاء والصيف وهي الفترة التي يقل فيها الطلب ويتحسن وضع الكهرباء تسابق قادة البلد ومن له علاقة بالطاقة والكهرباء بإطلاق التصريحات الكهربائية ذات الفولتية العالية وهم يزفون البشرى تلو البشرى للشعب العراقي عن استقرار الكهرباء وتصديرها الى الخارج وان زمن المولدات الأهلية قد انتهى بل ان المولدات الأهلية ستكون وبالا على أصحابها الجشعين المتسلطين لأنهم سيضطرون الى بيعها على شكل أدوات احتياطية او خردة او سكراب.وبين تصريحات المالكي والشهرستاني وعفتان الكهربائية وبين تحسن واقع الكهرباء وبين توجس وقلق الأهالي من ان هذا التحسن لا يعود الى حقيقة اكتمال المحطات الكهربائية بقدر ما يعود الى العوامل الطبيعية وقلة الطلب صدق البعض من الأهالي هذه التصريحات فتمردوا على أصحاب المولدات وامتنعوا عن أداء ما عليهم من ذمم مالية الا بعد ان يقوم أصحاب المولدات بتقليل المبلغ بل ان البعض كان على عجلة من أمره وقام بقطع السلك الممتد وقطع علاقاته مع صاحب المولدة بينما توقف البعض عند التجارب والتصريحات السابقة وهم الأغلبية وقرروا الإبقاء على حبل الود مع أصحاب المولدات لاحتمال ان تكون الحكومة غير جادة وغير واقعية وفعلا ومع أول موجة شتاء وغرق الأزقة والشوارع بسبب صخرة عبعوب غابت الكهرباء وساد الظلام وعادة حليمة الى عادتها القديمة وعض من قطع حبل الود مع أصحاب المولدات أصابع الندم واضطر صاغرا إلى طلب الصفح وتحميل المالكي والشهرستاني وعفتان مسؤولية تمرده لان صدق بما لا يمكن تصديقه.ان أسوء ما يمكن ان تقوم به حكومة ما هو تضليل الرأي العام وتسطيح عقول ابناء شعبها من خلال إطلاق حزمة من الأكاذيب والأباطيل لأهداف سياسية وقتية تنتهي بانتهاء الغاية التي عملت الحكومة عليها وهذا هو بالضبط ما حاولت الحكومة ان تقوم به الا ان الوقت لم يمهلها ان تحقق مبتغاها فانكشفت عوراتها وكذب ادعائها ولم تتمكن من تصدير امبير واحد الى دول الجوار لانها عاجزة عن توفير احتياجات ابنائها وذهبت مليارات الدولارات والوقت المهدور اما بتصريحات فارغة او بترقيع منظومة متهرئة لا يوجد علاج لها الا باقتلاعها وتاسيس شبكة جديدة وخلاف ذلك كذب وخداع سيتكرر. انتصرت خردة المولدات وانكشفت حقيقة واقع الحكومة المزري وتوقف تصدير الكهرباء قبل ان يبدا لان حكومة عاجزة عن توفير احتياجات ابناء شعبها اعجز من ان عطي لغيرها وقديما قالوا ..فاقد الشيء لا يعطيه.
https://telegram.me/buratha