المقالات

صخرة عبعوب تبكي اوباما

505 20:35:00 2013-11-22

واثق الجابري

في أكثر إنتخابات تأثير على الرأي العام العالمي، يراقب الإعلام وتقتضب خطابات الحملات الإنتخابية، الرئيس بارك اوباما أصمت العالم وأوقف حملته الإنتخابية، ذهب بنفسه للإطلاع على خسائر وضحايا إعصار ساندي، صورة معبرة تناقلتها وسائل الإعلام وشاهدتها شعوب العالم الثالث، متمنيةً ان تكون عواطف رؤوساءها بهذا الشكل الإنساني، يبكي بها الرئيس على شعبه دون خطابات إنشائية رنانة، لا يعتمد على ما ينقل من تقارير، مضحياً بحفلته التي ينفق عليها المليارات.اوباما وصل الى سدة الحكم استحقاقاَ انتخبياً ووطنياً، ليس بالمحاصصة أو حصة الزنوج هذه المرة، او عطفاً من الشعب الأمريكي عليهم كي نقول لا توجد عنصرية.لم يهرب من الكارثة؛ بل واجهها بنفسه، مثلما اليوم تحول هطول الأمطار في العراق الى كارثة تنذر بالخطر الحقيقي لبينية الدولة التحتية، والخطر الأكبر من تفشي الفساد والتلاعب بالتبريرات. مطر العراق لا يقاس بالكوارث او صخرة عبعوب الشهيرة! ومخالفي المالكي السياسين متعمدي غلق المجاري! تغلغل الفساد تحت أقدام شعب يسرق نفطه وضح النهار، يستبدل بالقاذورات والأمراض، مهشم البنيته السياسية والإجتماعية مهمش الدور في إدارة السلطة والمشاركة في القرار؛ ربما دعاء صلاح عبدالرزاق مستجاب لعدم إختيار دولة القانون، وعلى الشعب تجنب الكوارث تمسكاً بالولاية الثالثة.كلنا يعرف ويعترف بالروتين المعقد القاتل وسلبية الاجراءات، قرارات تصدر من الهرم بعيد عن هموم القاعدة الجماهيرية، معتمداة على المقربين حزبياً تعزيزاً للمحاصصة والحسابات المكسبية الضيقة، قطعت جسور الثقة بين مكونات الطبقة السياسية والمواطن، تقاريرها مموهة تحافظ على هيبة وعرش المسؤول، مناقضاً للإعتراف الحكومي والشعور المجتمعي بتفشي الفساد وسوء إدارة الدولة وتراكم الأخطاء.لم يستوعب الساسة كارثة العام السابق، سارعوا الى التعويضات والهبات وإنفاق المليارات، لم يأخذوا بعين الإعتبار بيوت تساقطت وعوائل شردت ومدارس عطلت، ولا زال السيد رئيس الوزراء يلوح لنا بالملفات ولكن متى يقول؟! الغريب هذه المرة القيام بمهاجمة المحافظين، ومن تطوع وطنياً، من اعضاء مجالس المحافظات والجهات السياسية، كل شيء بنظره دعاية إنتخابية،صدق وفعل بمثل ما يعتقد، إنتزع روح المبادرة والإستقلالية وحب الوطن والإنتماء.اوباما لا يفكر كما يفكر عبعوب حينما كان يبكي على الكارثة، لم يستهزأ بشعبه ويقول ان الإعصار كان لإغراض سياسية وقت الحملة الإنتخابية.لكن من الواضح ان صخرة عبعوب الشهيرة أوفر حظاً من إعصار ساندي لأوباما، حصل منها على منصب أمين العاصمة بالوكالة، أستلم المنصب هاتفياً قبل صدور الأمر الديواني، تجاوز الروتين وأهالي بغداد في إختيار أمين، في عصر غياب الأمانة والذمة والضمير، بل تجاوز المسؤوسسات الدستورية والتصويت. عبعوب لم نراه في شوارع بغداد بعد أن أصبح من صقور سياسة التلاعب بالألفاظ، من بين النخبة التي تحتاجها الدول بوصف دولة القانون ( الولاية تحتاج الى تراكم الخبرة)، صاحب قلب صلب لا يبكيعلى شعبه، ويبدو ان تراكم خبراته في غرق بغداد مرتيتن، وما تلاها من تعويضات ونسيان لمشاريع دفنتها الأمطار والطين، معها دفنت أسرار الفساد خلال ترأسه لخدمات بغداد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك