سركيس داجاديان
صديقي الدكتور سعيد, من أشهر الأطباء الجراحين في منطقتنا,قام بمعالجة العديد من حكام وشخصيات الدول العربية,حيث تطورت علاقته مع الكثيرين منهم لتصبح علاقة صداقة متينة.. رئيس وزراء الجزائر في أوائل عهد بوتفليقة من ضمن الذين كانوا يتعالجون لديه السيد علي بن فليس.
حدثني صديقي بما يلي:قال:كنت قبل فترة في زيارة عمل إلى الجزائر, حيث دعانا إلى العشاء السيد بن فليس.
كنا نجلس في أحد المطاعم الجميلة الواقعة على شاطيء البحر,وكان الجو لطيفا والهدوء يخيم على المنطقة, مما جعلني أتذكر وضع الجزائر خلال الفترة العصيبة التي مرت بها قبل عدة سنوات حين عمت فيها الفوضى وكثرت فيها عمليات القتل وسفك الدماء والتي أودت بحياة الألوف من أبناء الشعب الجزائري الشقيق..
فسألت السيد بن فليس: كيف تمكنتم في الجزائر من القضاء على ظاهرة العنف والقتل والتي استمرت لسنوات عديدة؟؟
نظر إليَّ السيد بن فليس وأخذ نفسا عميقا مع تنهيدة بسيطة,قام عن مقعده وطلب مني أن نسير سويا بمحاذاة الشاطيء..
قال والحديث لبن فليس: في أحد الأيام استدعاني الرئيس بوتفليقة إلى مقره,فوجدت عنده السفير الأمريكي ومعه ثلاثة أشخاص آخرين, تبين أنهم من دائرة السي أي ايه الأمريكية.
> طلب مني بوتفليقة الإستماع لما سيقولون. بدأ السفير الأمريكي بالكلام قائلا: هل ترغبون يا سادة أن تنتهي حالة العنف والقتل السائدة لديكم في الجزائر؟؟؟> فأجابه الرئيس بوتفليقة طبعا وبدون شك..> استطرد السفير قائلا: حسن, نستطيع أن ننهي لكم هذا الوضع وبسرعة, ولكن وحتى نكون واضحين لدينا شروط واضحة يجب أن توافقو عليه مسبقا..>أشعره بوتفليقة بالموافقة وطلب منه أن يكمل..> قال السفير: أولا عليكم إيداع عائدات مبيعاتكم من النفط لدينا في أمريكا..> ثانيا عليكم إيداع عائدات مبيعات الغاز في فرنسا..>عدم مناصرة المقاومة الفلسطينية. .عدم مناصرة إيران وحزب الله..لا مانع من تشكيل حكومة إسلامية وعلى أن تكون شبيهة بما لدى تركيا..> وافق الرئيس بوتفليقة على هذه الشروط متأملا إخراج الجزائر من حالة القتل والفوضى التي كانت تعصف بالبلاد..> استطرد السفير الأمريكي: حسن, سنقوم بدورنا بالتحدث مع كافة الأطراف المعنية لإعلامهم باتفاقنا.>سأل بوتفليقة:ومن هي تلك الأطراف؟؟>فأجاب السفير : فرنسا وإسرائيل والسعودية !!!!!!!
صعقنا من ذلك وتساءل بوتفليقة:وما علاقة هذه الدول بما يجري لدينا؟؟.أجاب السفير والإبتسامة الصفراوية على وجهه:: السعودية هي التي تقوم بتمويل شراء السلاح من إسرائيل ,وتقوم إسرائيل بإرساله إلى فرنسا, وفرنسا بدورها وعن طريق بعض ضباط الجيش الجزائري المرتشين والذين يتعاملون معها , يوصلونها للجماعات الإسلامية المتطرفة..واستطرد السفير وسط دهشتنا, سنقوم بإبلاغ فرنسا وإسرائيل باتفاقنا وعليكم إرسال شخص من طرفكم للتحدث إلى الملك عبد الله ملك السعودية حيث سيكون أسهل إبلاغه عن طريقكم نظرا لصعوبة التفاهم معه.على أثر ذلك طلب مني بوتفليقة السفر إلى السعودية لأجل هذه الغاية..
وصلت إلى السعودية بعد ترتيبات مسبقة,والقول لبن فليس, والتقيت بالملك عبد الله وشرحت له ما تم من إتفاق مع الجانب الأمريكي وأنهم أي الامريكان طلبوا من باقي الأطراف وقف الدعم للمسلحين,والآن على السعودية وقف تمويل السلاح.
استغرق حديثي مع ملك السعودية عدة ساعات دون أن يوافق وأصر على موقفه. عندها اتصلت بالسفير الأمريكي وأعلمته عن تزمت الملك السعودي وعدم موافقته على هذا الإتفاق.أجابني السفير: لا بأس انتظر قليلا, سأهاتف الملك شخصيا.. لم تمض بضع دقائق حتى استدعاني الملك وهو يربت على صدره قائلا: ابشر ابشر.
بعدها بعدة أيام توقف الدعم والتمويل للإرهابيين, وتم تزويد قواتنا المسلحة من الأمريكان بإحداثيات لمواقعهم وأماكن تواجدهم, حيث قامت قواتنا المسلحة بالقضاء عليهم وخلال فترة بسيطة من الوقت.
انتهت القصة.هذه القصة التي سمعتها مباشرة من صديقي وليس عن وعن.
والآن أعزائي وأحبتي هل لكم أن تدركوا حجم الدور الذي يقوم به آل سعود وحكام مشيخة قطر في دعم الإرهاب وفي خدمة أسيادهم الأمريكان ولغاية تدمير بلداننا العربية مقابل الحفاظ على كراسيهم؟؟ وكيف تتم معالجة مثل هذه الأمور؟؟؟؟ وما هذا عما يحدث الآن في سوريا ببعيد
https://telegram.me/buratha