حسين الركابي
يروي لنا التاريخ: إن هناك حادثه قد حصلت بعد وفاة النبي(صلى الله عليه واله) أثناء حكم عمر بن الخطاب، وعلى أثرها قال عمر لولا علي لهلك عمر، وهذا ما ذكر في معظم كتب المسلمين. فقد كان هناك رجل يتكلم بين أصحابه، ويقول أنا اكره الحق.! وأحب الفتنه.! واهرب من الخير.! فوصل هذا الخبر إلى عمر بن الخطاب إبان حكمه آنذاك بان هذا الرجل يتكلم جهارا بالعصيان، ويقول كذا وكذا فأمر عمر إن يجلد هذا الرجل ثمانين جلده، وإذا لم يعرض عما يقول فيصلب؛ فجاء بالرجل حتى ينال جزاء ما قال، وفي هذه الأثناء وهم يسيرون به وإذا برجل يحرث الأرض، وهو علي بن أبي طالب(عليه السلام) فاستنجد الرجل وقال يا علي أدركني هؤلاء حكموا علي بالجلد ثمانين جلده. فقال عليه السلام ما هو ذنبك.؟ فقال الرجل قلت اكره الحق.! وأحب الفتنه.! واهرب من الخير.! فقال عليه السلام أنت محق، وصادق فيما تقول، ولا ذنب عليك، فردوا به إلى عمر ومعهم علي(عليه السلام) حيث قال عليه السلام؛ يا عمر ما ذنب هذا الرجل.؟ فقال عمر انه يتجاهر بالعصيان أمام الملاء فقال(عليه السلام) انه محق فيما يقول. يقول اكره الحق وقال تعالى(أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ) فالموت حق لا مناص منه، ولم نرى أحدا لا يجزع من الموت. وإما قوله أحب الفتنه فقد قال تعالى((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)) فحب المال، والأولاد لا يضاهيها حب في الدنيا. وإما قوله اهرب من الخير فقال تعالى((إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)) ولا يمكن لأحد إن يقف تحت المطر ساعات طويلة، بل أول قطرات منه ترى الناس تهرب إلى البيوت، او إلى أماكن تؤويها، بالرغم من نه خير. فمن الطبيعي جدا إن نجد الناس تهرب من المطر إلى أماكن تحتمي بها، حتى وان كان المطر لا يؤدي حالة الغرق، والفيضانات؛ فكيف بنا وان هذه الأعوام مليئة بالإمطار، والفيضانات التي اجتاحت المدن، وسقطت البيوت على ساكنيها، وجعلت معظم الشعب مهجر ليس من الإرهاب هذه المرة بل من سياسة التخريب، والتهريب، وعدم الرؤية الواضحة لقياده البلد، ومؤسساته الحيوية، والخدمية.
فهل يصلبونا ساستنا اليوم كوننا هربنا من خير الله(المطر) كما فعلها السابقون؟ وإذا حكم علينا بالصلب من قبل حاكمنا اليوم كوننا اعترضنا على ما نحن فيه من فيضانات، وسيول نتيجة الأمطار الغزيرة، وعدم وجود شبكات لتصريفها، فمن أين نأتي بعلي بن أبي طالب(عليه السلام) ليوضح أمرنا إلى سياسينا؟
https://telegram.me/buratha