المقالات

أبو ذر العصر !..

689 15:42:00 2013-11-24

قيس المهندس

بين الفينة والأخرى، يطل علينا احد الساسة، بمصيبة اقل ما يمكن ان يقال عنها، انها مصيبة عظمى وطامة كبرى ، يُرزأ بها الشعب العراقي عامة والموالين خاصة!. فذلك السياسي لم يسرق شيئاً في العلن، والله تعالى اعلم بما في السرائر، لكنه أصيب بمرض ما، فسافر الى بلاد أخرى للعلاج على نفقة الدولة - أموال الشعب العراقي - وكانت تكلفة علاجه اكثر بخمسين ضعفاً مما لو عولج في داخل العراق، كما لم يكن مرضه شديداً، لكنه كان في مكان حساس، لا اخفي عليكم، قد سئمت الاضمار! .. انا اتحدث عن (بواسير العطية)!..لقد فضح العطية نفسه، ومرغ كرامته بالوحل، وتلطخت سمعته السياسية، حتى اصبح مورد ذمٍ، واستهزاءٍ، ولعنٍ للعامة وحتى لخطباء المنابر!..والى هذا المقام، لم نصل بعد الى الطامة الكبرى والرزية العظمى، التي تكلمنا عنها في بدء حديثنا، فكل ما مر يخص العطية ذاته، وان كانت هنالك جنحة، فهي من اختصاص السلطات القضائية، ولسنا هنا في معرض حوكمة العطية.ما يثير حفيظتنا، ويهز مشاعرنا، ويقض مضاجعنا، ويستخف بعذاباتنا، وينكأ جراحنا التي لم تندمل منذ رحل علي ابن ابي طالب وابو ذرٍ، واضرابهم من الفحول؛ ان العطية يكنى (ابا ذر)!..عادة ما تطلق الكنى والتشبيهات والمجازات، و تسمية الأولاد، على كنى وأسماء اهل البيت عليهم السلام وصحبهم المنتجبين، اعتزازا بتلك الرموز وتبركا بهم، وتأسياً بمسيرتهم.ففي احد الأيام، لم يجد أبو ذر الغفاري ما يسد رمق عياله من الطعام، فخرج من منزله مغتما وبدى ذلك على تقاسيم وجهه، وفي الطريق لاقاه علي ابن ابي طالب (ع) وكان عليٌ عائداً من عند رسول الله (ص) مقترضاً منه دينارا! - عندما كان ابو ذر يجوع، فعلي (ع) ليس افضل حال منه! - لما رأى أبي ذر سأله عن سبب اغتمامه، وعلم بحاله فأعطاه الدينار!..عندما جاع أبو ذر لم يسرق من الأموال العامة، ولم تكن له شأنية مادية، رغم شأنيته المعنوية بقربه من علي ابن ابي طالب (ع) وصحبته لرسول الله (ص)!. وحتى علي (ع) ابن عم زعيم الامة والقائد السياسي الأول بعد رسول الله (ص) لم يراعي المكانة السياسية، ولم يعتني بالامكانية المادية والتي من شأنها ان تؤهله للنجاح السياسي، ولم يراعي التمظهر بمظاهر الكبر والزهو، التي الفناها في قادتنا الساسيين اليوم!. كانت ثياب عليٍّ الهِدمْ، ووسادته التراب!.اين الثرى من الثريا، وأين أبو ذر الغفاري كفيل اليتامى من العطية وأمثاله!..بالأمس نُفي ابا ذر الى الربذة، وترك لنا اريج روحه الطاهرة، تربت على اكتاف فقراءنا الذين انهك متونهم الجوع والعوز، وتمسح على رؤوس اليتامى ولوعات الثكالى، وتقبّلُ أيادي قلوبنا، فتغمرنا عطفاً ورأفةً وتحننا.يريد ( أبو ذر العصر) وامثاله أن يسرقوا منا كل شيء، حتى كسرة خبز عليٍّ التي ما فتأت تواسي جياعنا، وملحه الذي ما زال يلهمنا صبراً وايماناً وثباتا!.أبو ذر العصر، ومختار العصر!... ولولا بقية خشية من الناس، وخشيتهم من انهيار كيانهم وتبدد احلامهم، لقدموا لنا: محمد العصر وعلي العصر!.. ولكن هيهات ان تمتد أحلامهم الى المعصومين عليهم السلام!.في عهد النظام السابق، تحديداً في الجيل الأخير من ازلام البعث، كنا حينما نذكر أسماء رموزنا ؛ محمد باقر الصدر، ومحمد باقر الحكيم، كان اؤلئك البعثيون يطأطئون رؤوسهم خجلاً وذلا، فأولئك الرجال قهروا كبار ازلام البعث واذلوا صغارهم!.ماذا نقول لهم اليوم؟! وعن ماذا نتحدث؟! وبأي صورة نقدمكم اليهم؟! وكيف نبرر أفعالكم؟!.. ان كان (أبو ذر العصر) يقوم بأفعالٍ ازدريناها بالأمس عندما صدرت من داهيتهم ( ابن العاص)، في مبارزته لعلي ابن ابي طالب(ع)!..فسلامٌ على علي ابن ابي طالب، وعلى ابي ذر الغفاري، وعلى ثيابهم المرقعة، وكسرات خبزهم اليابسة، وعلى ملحهم وترابهم..والختامُ دموعٌ وأسى ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2013-11-24
يوجد يو توب يظهر اهل الديوانيه بمظاهره يهتفون للعطيه خانك المطيه بقول ( نفطات الشعب فدوه البواسيرك ) الا يستحي العطيه والله قد فضحه امام الاشهاد والكثير على شاكلته من سراق المواطنين والشعب .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك