المقالات

"بلقنة" العراق سهواً..!

378 01:51:00 2013-11-25

محمد الحسن

عادةً ما ترافق أحداث التغيير تبعات تترتب إثرها أحداث أعظم من التغيير ذاته, فتتلاشى الخطوط أو تتداخل لتتكون خارطة جديدة, فتضيع الحدود؛ وتنتهي أسماءً لدول؛ وتُفرز أخرى بشعوب متقاتلة؛ وتنتعش تجارة الحروب, سيما إذا تغلّبت إرادة الصراع على لغة الحوار والتفاهم..تلك الأفرازات بحاجة لمبررات -بمثابة العوامل المساعدة- لتظهرها وتجعلها حقيقة يعيشها الشعب.الحديث عن تقسيم العراق ليس بالجديد, غير إن عوامل التقسيم ومسوّغاته أصبحت أكثر وضوحاً وأشد خطورة من أي وقت مضى. في الماضي كان الكلام الفدرالي يعد غريباً بعض الشيء على مسامع الجمهور والكثير من أعضاء الطبقة السياسية؛ إما المرحلة الحالية -حكم الدعوة- فأتسمت بمفاهيم تعد هدّامة للدولة التي أنكفأت جميع معالمها, وتوزعت كحصص بين فئات متخاصمة في كل شيء سوى في المصلحة..!الزعماء تفرزهم الأحداث بطريقة غريبة؛ يتوائم فيها الغرماء بشكل صامت, وكأنهم يتفقون على أشيائِهم بعيداً عن عداواتهم!..فالمهم أن يحكموا أو يتحكموا, ولعل الإتفاق الصامت, مبرم اليوم بين نقيضين طالما عرفا بخلافهما الذي عقّد الوضع العراقي منذ سنوات الأزمة الأولى, ومن يتذوق حلاوة رئاسة البرلمان يعذر من يتمسك بكرسي رئاسة الحكومة..!ثمة حقيقة لا بد من قولها, قد يعرفها جميع من تجوّلَّ في كواليس السياسة المحلية وأعتاش على مطابخها, وهي: إن الأزمات -أغلبها- تفتعل في أروقة تلك المطابخ. تحوّلت الأزمة إلى صفة لصيقة بالعملية السياسية, ومرافقة لتشكيل الحكومات, وسابقة مثلما هي لاحقة للإنتخابات..في كُلِ مرة تزداد الفجوة إتساعاً بين الشعب الذي صار حطباً لنيرانها, فأصابه الملل من بلدٍ يضرم نيران الحقد في أجساد أبنائه..حديث الثلاث دول, معزوفة ألفتها الآذان, ومن يعزفها, الآن, بعض أبناء الوطن, ليس بداعي العمالة أو الخيانة؛ إنما إستفحال اليأس في روح الشعب, فلا حلّ -بنظر البعض- سوى الإنتحار بسكين التقسيم!..كان "بايدن" يصرّح بمشروعه -تقسيم العراق- كحل لمشكلة لم تكن حاضرة, واليوم ولدت المشكلة, وتفاقمت وأستعصت؛ ثمة قائل ممتدحاً حكمة "بايدن" وبصيرته الثاقبة: إن الأمريكان يدركون أكثر منا ما يجب أن يكون. غير إن هؤلاء لم يضعوا أفتراضاً آخراً للموضوع؛ فمن صار سبباً لمشكلة حلها "البلقنة" لا يلومنَّ من يسيء الظن به..!ربما يُطرح التقسيم بشكل رسمي؛ لكن بعد الظفر بولاية جديدة لكل من رئيس الوزراء, ورئيس مجلس النواب الطامع بخلافة "طلباني", وهؤلاء أرباب الأزمة التي يديمون وجودهم بها..من أراد الحفاظ على البلد, وتجنّب تبعات ما ستئؤل إليه الأمور؛ فلينفي هؤلاء خارج نطاق الخارطة السياسية التي ستُرسم في نيسان المقبل, وإلا فالمخاض سيكون عسير, وقد تموت الأجنة والأم معاً..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك