المقالات

رجال دولة أم رجال سلطة ؟!

614 10:55:00 2013-11-25

محمد حسن الساعدي

في البدء نطرح تساؤلنا ، من واقعنا اليومي هل نحن نعيش في ظل أجواء دولة ؟! ، هل لدينا رجال دولة ؟!هناك فرق شاسع بين طلاب السلطة وبناة الدولة، فالسلطة نفوذ والدولة مشروع، السُلطة حزم والدولة نظام وقانون ومؤسسات وتقاليد يراعى فيها الدستور الساري والذي اقر ، او يفترض انه اقر ؟!، السلطةُ يعشقُها السُلطويون، ويركضُ وراءها الباحثون عن الثروةِ والجاه، أما الدولةُ فيبنيها الحكماء الوطنيون ذوو الخبرات الذين تحركهم عقولهم لا نزواتهم، وتوجههم انتماءاتهم لا نزعاتهم وأهواؤهم!.اليوم الصراع الذي نعيشه والذي بسببه تندلع الخلافات بين السياسيين ويسيل الدم انهارا إنما هو من أجل السلطة، لا من أجل الدولة!.إذن لكي تكون هناك الأولى أن تتوفر فيها مقومات هذه الدولة فيجب ان تتوفر فيها ثلاث أمور:1) القيادة الحكيمة .2) الاقتصاد القوي .3) الإعلام المؤثر .هنا المقصود بالقيادة الجيدة هي القيادة الواعية الحكيمة المحبوبة من قبل الشعب والمحبة للوطن ، والحريصة على أمنه وسيادته ، وبتوفر الاقتصاد القوي(وان لم يكن متوفر فالقيادة من واجبها ان تعمل على توفير أسباب إيجاد الاقتصاد القوي مثل تشجيع الزراعة والصناعة والسياحة)عندها ستقوم القيادة الحكيمة بتوفير الخدمات ورفع المستوى المعاشي للشعب ودعم العلم والعلماء وتسليح وتدريب الجيش لحماية البلد من الاعتداءات الخارجية وإعداد شرطة محلية مدربة للسيطرة على البلد من الداخل ضد العابثين بأمنه مدعومة بمخابرات قويةوالنتيجة الأخرى لقوة الاقتصاد هو إمكانية تأسيس موسسات إعلامية قوية تأخذ على عاتقها نشر الوعي والثقافة العامة فينشأ مجتمع حضاري واعي يعرف حقوقه وواجباته ومستعد للدفاع عن مقدساته .إذن أهم وسيلة للوصول إلى دولة قوية مكتفية ذاتياً هو القيادة الحكيمة ، التي ترعى مصالح شعبها ، تدافع عن حقوقه ، تصون حدوده ، وتحمي أرضه ومقدساته ؟!الواقع عكس ما نكتب ، فظهرت الرشوة ، مما طفح إلى السطح الابتزاز والتزوير ، والمحاباة الطائفية والسياسية ، فأصبحت الدوائر والوزارات على أساس الطائفة والقومية ، وزارات سنية ، وزارات شيعية ووزارات كردية ، عدا الفساد الإداري والمالي ، والسرقة والاختلاس ، وغيرها من نظاهر الفساد والتي أصبحت ظاهرة في الدولة العراقية ، ناهيك عن حكم العوائل ، والأبناء ،وسيطرة الأقارب على مفاصل مهمة من اقتصاد العراق ، وموارده النفطية .وفي ظل الموازنات الانفجارية منذ عام 2003 ولغاية 2013:-6.1، ،24.4 ،34 ،41.1،72.2 ،58.6،72.4 ،82.6 ،100.00 ، 118.4 ، نجد ان الوضع الاقتصادي في ظل هذه الموازنات لم يتغير شيء ، بل تراجع في تقدم العراق اقتصادياً ، وتقدمه في ملف الفساد وفق استقراءات لمراكز عالمية . وفي ظل كل ما تقدم يبقى الوضع الاقتصادي في بلد لا يملك مقومات الدولة العصرية ، لفقدان الرؤية في بناء هذه الدولة ، كما ان القيادة الحكيمة هي الأخرى مفقودة ، مما سيؤدي الى فقدان أي مرتكز من مرتكزات قياد هذه الدولة ، وهذا ما يحتم علينا ان نشارك بقوة في التأسيس للدولة العصرية الحديثة، وتوفير مقومات قيامها كما تقدم ، ويأتي ذلك من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة نيسان 2014 ، لعلنا نبني وطن ، ونؤسس لحكومة تكون في خدمة الدولة ومؤسساتها ، لا أن تكون الدولة مسخره للأحزاب ورجالها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك