احمد عبد راضي
غردت السياسة الايرانية بعيدا عن سرب ما يقال وما يروج له منذ سنوات ، الجميع كان يعتقد ان المعممين متقوقعين على امور الفقه والاصول وامور دينية بحتة ، لكن ما حدث خلال الايام الماضية من نصر سياسي ايراني على الصعيد الدولي غيّر نظرة الغرب الى العمامة التي انتزعت هذا النصر بعد ان غاب عنها طيلة فترة حكم (الافندي)، فقد كان للدهاء دور فعال في ان تكتسب قضية الملف الايراني النووي صفة النصر السياسي العظيم ، بعد شد وجذب وعقوبات وتهديدات ، وحديث عن ضربات عسكرية ، كان للضغط السعودي والاسرائيلي الدور الاكبر فيه ، و كيف ان الرؤى السعودية اتفقت مع رؤى الكيان الصهيوني ، ربما لوجود قاسم مشترك بينهما ، وهو القبلتين ! أو لان ايران الشيعية ليس لها ان تمتلك التكنولوجيا النووية ما دامت اسرائيل لا تهدد السعودية ، عرين التطرف ومركز القرار السني ، السعودية التي غازلت اليهود منذ سنوات وتعلقت بحبال ودها ، جاءت اهدافها متسقة مع ما يذهب اليه اليهود ، في ان لا تقوم للشيعة قائمة وان يبقى زمام الذبح بيد المملكة . ما فعله نجاد خلال ولايتيه الماضيتين كان عبارة عن اخفاق سياسي واضح ، فقد ادخل الملف النووي الايراني الى منعرجات خطيرة كادت تودي بالعملية برمتها الى الهاوية ، فقد اتخذ سياسة التهديد والتصعيد والهتافات ، التي حجمت الدور الايراني وساعدت على تأكيد مخاوف الغرب بان تخصيب اليورانيوم ليس لاغراض سلمية بل هو لصنع ترسانة نووية ، الامر الذي حدا بالولايات المتحدة الى تكثيف الجهود وتحشيد الراي العام العالمي ضد الملف الايراني النووي ، حتى استطاعت ان تحصل على قرارات تضع ايران تحت ضغط العقوبات الدولية ، نعم قد يكون لبعض ما قام به الرئيس الايراني السابق دور في خلق حالة من توازن القوى ولتصريحاته اثر في زعزعة نفسية العدو ووضعها تحت الضغط ولكن لم تكن كل هذه الامور كافية لتحقيق نصر سياسي كالذي حدث مؤخرا . من المؤكد ان جدلية المعمم والافندي حاضرة ايضا وبشدة في المشهد السياسي العراقي ، فمنذ سنوات ما بعد سقوط النظام ظهرت على الساحة نظرية مغلوطة تقول ان العمامة لا تستطيع ان تقود البلد الى بر الامان ، وستودي به الى ما لا يحمد عقباه ، رغم ان العراق لم يحكمه معمم بعد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، ومع ذلك فان هذه النظرة ما زالت سائدة حتى اليوم ، وكأن الافندي "اتى بما تستطعه الاوائل" ، وها هي الولاية الثانية قد لفضت انفاسها الاخيرة والحال يسوء يوما بعد آخر .نسأل الله ان ينتصر المعمم في كل مكان وزمان وان يرفع صخرة الـ 150 كيلو غرام عن كاهل المواطن العراقي بعد ان اخفق الافندي في ذلك.
https://telegram.me/buratha