كلنا نتذكر المائة يوم التي اطلقها حجي ابو حمودي يوم أن بدت نسمات الغضب العراقي تلوح في أفق المسامرات اليومية، وقد وعد شعبه العظيم والماجدات العظيمات بانه وخلال 100 يوم سيجرد حسامه ويمتشق مهنده ويعتلي برمحه كي يبدل واقع العراق من حال إلى حال، وقد صدق أبو حمودي في ذلك تماماً، بالرغم من أن الشعب اللئيم كان ينادي في كل المحافظات: كذاب كذاب...
فالعراقي تحول حاله من حال إلى حال وعين الحسود تبلى بالعمى أو الرمد أو ببوكس من بوكسات كراندايزر العراقي إن لم يصدق ذلك، فالأمن الخاص بالعراقيين أصبح هو الأعظم، والفساد أصبح هو الأنعم، والحكومة أصبحت الأذكى، والحزب الحاكم أصبح الأرحم، والمواطن غدا هو الأكبر، ورئيس وزرائنا اًصبح الأكثر حضوراً، ومن لا يصدق عليه أن يفرش للحساب بساطه وللفواتير جردتها.
فالأمن كما هو متيقن لدى كل عراقي أصبح عظيماً في الأرواح المنتقلة إلى جنان الله تعالى وفي عدد الصابرين من الجرحى وعدد المحتسبين لقتلاهم في كل المحافظات، وانتقلنا بحمد الله من ألأرقام المتواضعة في الشهداء إلى الأرقام العظيمة لأمة تستشهد أبناؤها بفخر في كل يوم..
وبحمد الله أصبح الفساد أنعم من ذي قبل فالمهارات التي كان الفساد يتمتع بها أصبحت في خبر كان وأصبح الفساد يتمتع بمهارات ظريفة وناعمة واستبدل طرقه البالية في سرقة ملايين الدنانير وانتقل بفضل الله إلى سرقة الملايين من الدولارات.
والحكومة أصبحت أذكى في استغبائها لمواطنها فمرة كراندايزر، وأخرى صخرة عبعوب، وثالثة حكايات جدتي التي يلقيها على مسامعنا كل أربعاء من العراقية سلطاننا المبجل وحاكمنا العظيم.
والحزب الحاكم أصبح أكثر رحمة فعبعوب الذي كان منقوماً عليه لأنه كان الأكثر فساداً وفشلاً في أمانة العاصمة باعتباره هو الوكيل البلدي فيها وبالتالي هو المسؤول عن الخدمات البلدية بما فيها المجاري ما ان تحدث السيد الحاكم عن وجود صخرة 150 كلغم في أحد المنهولات حتى بارك له ذلك وصدقه وأعلن إيمانه العميق بما قال وشهد له شهادة زلزلت الأرضين فأحدثت زلازل لم يشهد لها العراق مثيلاً وأرعدت السماء مهلهلة لها بما لم ترعد من ذي قبل، وأبرقت سماؤنا صواعق وبرقاً تستعيض بها عن ألعاب كوريا الجنوبية النارية بما لا خبر لنا عنه في العراق المعاصر، وكان الحزب الحاكم رحيماً فأصدر مرسومه الديواني بتحويل عبعوب من مطرود من الأمانة إلى أمين العاصمة دفعة واحدة.
أما المواطن فيا عيني على المواطن من يحسده؟ ومن يصل إليه من مواطني الدول المجاورة والبعيدة والنائية حتى أصبح المواطن الصومالي لا يضاهيه، فهو الأكبر بكل الإمتيازات، فهو أكبر في قلقه وفي خوفه ومن أنينه وتوجّعه وفي عجزه وفي تذمره، والأسرع في قتله واستباحة دمه ومصادرة حقوقه وحرمانه من أمواله، ولماذا يحمل المال ويثقل جيبه والحزب الكريم قد حمل المانة المال عنه؟. ..
ورئيس وزرائنا أصبح الأكثر حضوراً من بين الجميع في ساحات الإعلام فقد استفرد بالاعلام الحكومي واشترى ابنه قناة السومرية وصديقه الأسدي قناة الديار وياسين مجيده وعلي الموسوي يوزعون الهبات السخية الكريمة على بقية القنوات القابلة للشراء والتكلم بمقدار ما تدفع والشتيمة بقدر ما لا تدفع، وهاهو في كل أربعاء يؤنسنا وهو يحدثنا عن سندريلا وليلى والذئب والسنافر وأخيراً راح يحدثنا عن كراندايزر وابنه يلوح له: علّي علّي كراندايزر لكي ينام الشعب على صوته الحنون اما بقية الأيام فمخصصة لانجازاته العظيمة في لقاءاته مع شيوخ النخبة الإسنادية ومسؤولي نعم سيدي وكوادر عاش الحزب القائد ورواد اندية لا تنطيها، وهو أرانا كيف أن الفيل يطير؟ وهو ما عجز الدهر عنه، وجعلنا نشاهد كيف ان سرعة السلحفاة أصبحت تضاهي البرق، ولولا بواسير صاحبه وغش صديقه الشهرستاني وتآمر جلال الصغير الذي لا زال يمسك بعنق البرلمان لكان حاله معنا أكثر بريقاً، ربما كان سيرينا: كيف ان تنظيم القاعدة قد اصبح شيعياً؟ وكيف ان سعيد اللافي وطارق الهاشمي ومحمد الدايني وظافر العاني وعدنان الدليمي قد أسسوا موكباً لخدمة الزوار؟
فماذا تريدون إذن يا شعب؟ حزب رحيم وشعب كبير وحكومة ذكية وفساد ناعم وأمن عظيم ورئيس وزراء حاضر...
فتشوا في كل العالم هل ستجدون مثيلاً لنا. أشك جداً فأن من حزب الشكاكين النمامين الذين لا يقدرون نعمة ولا يتذكرون معروفاً.
مئة يوم حققنا فيها الإنجاز ولم نكن كهؤلاء الأعاجم الذين زجوا بدولتهم خلال 99 يوم من أيام رئيسهم الجديد المعمم روحاني بأتون الدول النووية وأصبحوا تجاراً لليورانيوم المخصب وراحوا يفرضون سطوتهم على المنطقة الساخنة.
الفارق بيننا وبينهم يوم واحد، وفي عمر الشعوب لا قيمة لليوم خاصة لعراقنا العظيم الذي عرف بأنه أكثر البلدان عطلة، لأن الحكومة تتخلص من مشاكلها بالعطلة، وفي العطلة يتم تخدير الناس وترطيب مشاعرهم الساخنة حفاظا على نسبة الأدرينالين.
الفارق بيننا أنهم حملوا النووي الإيراني على رؤوس العالم، ونحن حمّلنا الرئيس المحبوب مختار العصر صخرة عبعوب، ولا فرق فكلنا يحمل، وما قيمة النووي الذي لا يرى بالعين المجردة مع صخرة تراها كل فيلة العالم الطائرة.
إذن من الصادق ابو حمودي لو هذا الشعب الناكر للجميل؟
https://telegram.me/buratha