خضير العواد
زيارة الأربعين التي تتطلع لها القلوب وتخطف بأبصار كل العشاق لطريق أبي الأحرار (ع) وتشغل فكر كل محب للحرية والإباء ، ففي كل عام تشد الرحال الى كربلاء الشهادة والفداء من جميع بقاع العالم لكي يشتركوا بإحياء مراسيم زيارة الأربعين ، فمن يسير مشياً على الأقدام لمئات الكيلومترات أو يقدم الخدمة بكل أنواعها للزائرين ، فمن يريد مشاهدتهم من الفضاء يلاحظهم كألأنهر الجارية في النهار من جميع المحافظات الى كربلاء وفي الليل يتوقف جريان المياه ( الزوار) وعند الفجر وبعد صلاة الصبح يستمر الماء بالجريان وهكذا تستمر الحال لأكثر من أسبوعين وينتهي جريان النهر عند وعاء الخير والشهادة والصلاح والكمال عند من فدى بنفسه من أجل أن يصل إلينا الإسلام المحمدي عند قبر سيد الشهداء (ع) وكذلك قبرأخيه أبا الفضل العباس (ع) لكي يغترفوا من قبريهما كل الصفات السامية وينتهلوا من عبقاتهم جميع الأخلاق النبيلة ويتزودوا من إيمانهم كل الولاء والعشق للإسلام وتعاليمه ، وخلال هذه المسيرة العظيمة فأن الجموع البشرية الموالية لأهل البيت عليهم السلام تعيش الإسلام بكل تعالميه من أخوة ومحبة وسلام وتعاون وإحترام الجميع للجميع مع رفض كل عوامل التفرقة كألون والعرق والجنسية واللغة فألجميع أخوة يجمعهم حب الحق والإسلام ، فتلاحظ يسير الأفغاني بجنب السعودي والبحريني والسويدي والأمريكي والصيني والأسترالي وغيرها من بقاع المعمورة الجميع فرح برؤية أخوته وسعيد بما يشاهد من نكران ذات وذوبان في حب الإسلام المحمدي ، فجميع الأهداف الدنيوية ليس لها محل في هذا الطريق لا المال عزيز ولا للأنا وجود ولا للوجاهة والكبرياء شهود بل الجميع يصرخ كلنا خدام خدام الحسين (ع) ، هذه الصورة الجميلة والرائعة التي تجمع أبناء المعمورة كالعائلة الواحدة المتحابة فيما بينها يجب أن نخرجها للعالم لنريهم حب الحسين (ع) كيف جمع القلوب وآخا ما بين الجموع ، الفضائيات تقوم بعمل كبير لنقلها صور الزاحفين الى كربلاء ولكن المشاهد لا يعرف من أي بلد هم السائرون وبأي لسان يتكلمون إلا بعد اللقاء بهم ويسمعهم وهم يتحدثون، ولكن إذا كانوا يحملون أعلام بلدانهم فهذه الأعلام سوف تُعلم المشاهد بهوية الزائرين والبلدان التي إليها ينتمون، وحمل الأعلام بيد العاشقين ينقل صورة للعالم عن عالمية هذا التجمع المليوني ، الذي يجمع شعوب جميع الحكومات المتناحرة حول حطام الدنيا بكل حب ومودة ووئام ، وحتى شعوب المعمورة في بلدانها عندما تشاهد أعلام أوطانها في هذا التجمع يتمالكها حب الأستطلاع لكي تعرف لماذا تتواجد الأعلام هناك وهذا بيت القصيد والغاية المهمة من إحياء الشعائر الحسينية هي تعريف العالم بمظلومية أهل البيت عليهم السلام ومن ثم الإسلام المحمدي الأصيل ، فلسهولة الوسيلة وعِظم المنفعة منها على كل زائر قادم الى كربلاء أن يحمل معه علم البلد القادم منه لكي يبين هويته الى العالم بدون كلام ، ويجب على المؤسسات الدينية جميعها وخصوصاً الروضات المقدسة العلوية والحسينية والكاظمية أن تهتم بفكرة الأعلام حتى نسهّل وصل نور آل محمد الى كل الشعوب لكي ينير لهم طريق الخير والجنان ، وجميل أن نشاهد مابين الحرمين في كربلاء أعلام جميع الدول التي يشارك أبناءها في مراسيم زيارة الأربعين ، حتى تعلم شعوب المعمورة جميعها بأن الأمم المتحدة تجمع بإجتماعتها حكومات دول العالم ولكن الحسين (ع) يجذب بحبه قلوب العاشقين من جميع الشعوب في العالم ، ومن خلال العلم الصغير سوف تكثر التسائلات وعلامات الإستفهام التي تعجز عن إثارتها أعظم الأدوات ، فأليتعاون الجميع في إظهار زيارة الأربعين الى العالم بأسهل الطرق وأكثرها تأثيراً حتى نكون مصداق حديث الإمام الصادق (ع) ( كونوا دعاةً لنا من غير ألسنتكم).
https://telegram.me/buratha