يحيى علوان الحجامي
الرياضة, هي العاب تنشط الجسم, وتجعل سريان الدورة الدموية بشكل صحيح ومنتظم نوعا ما, اذ مارسها الشخص بصورة صحيحة وضمن جدول ممنهج يعد مسبقاً. حينما نعد كورس رياضي, مثلاً لممارسة كرة القدم, لابد من وجود منهاج رياضي يتضمن هدف وغاية يراد تحقيقها, وكذلك وجود ادوات تساعدنا في بلوغ تلك الاهداف, ومع هذه الادوات وجود اشخاص ماهرون يمتازون في ادارة الادوات وتحقيق افضل النتائج, فضلاً عن ذلك وهو جانب مهم في الساحة الرياضية في مجمل العابها, وهو محور التعاون والاخلاص من اجل بلوغ الاهداف المرجوة . اما الساحة السياسية, فهي تشبه تماماً تلك الساحة الرياضية, فالسياسة تحتاج متطلبات تشابه الرياضة, من وجود اهداف وغايات واعداد مشروع للنجاح, وكذلك وجود قادة تؤمن بقيادة هذه الافكار, فضلاً عن ذلك لابد من ان نكون صفاً واحداً لتحقيق غاية المشروع السياسي, وهو بناء دولة ترعى, وتحترم, وتثابر, لرقي شعبها وتعمل على توفير احتياجاته, وهي بحد ذاته لابد من ان تكون معه كالفريق الواحد في الساحة, معاً من اجل الفوز والنجاح, وتحقيق الانتصار, ومعاً في الازمات والخسارة والانكسار لمعالجة اسباب الفشل, وسبل وتلافيه في المستقبل, وكيفية اعادة الوضع الى سابق عهده. ان هذا الكلام هو مجرد تنظير لا غير, ويبقى الكلام حبراً على ورق! وهو مجرد ما نراه يخرج من افواه بعض الساسة في ساحات الاعلام, ونراه ايضاً في بعض برامجهم السياسية, وسوف اثبت ذلك؟حين يحقق نصر رياضي نهرج, ونزمر, ونقول: (ما هذه الاسطورة؟ ما هذا التكتيك الرياضي الذي اعده المدرب وما الخبرة التي يمتلكها في اعداد الفريق, وان المعسكرات كانت جيدة والتعاون من جميع الجهات كان مثمراً وغيرها من التزيين والتملق, لذلك الانتصار, وخير مثال في الساحة الرياضية النجاحات التي حققها المنتخب العراقي في نهائيات كاس اسيا عام 2007, في حين لن ننظر الى الاخفاق الرياضي بعد كاس اسيا, فتراجع العراق الى ادنى مستويات التصنيف العالمي للفيفا وعدم وصولنا الى نهائيات كاس العالم, ونهائيات كأس اسيا التي باتت حلماً ضيقاً, نعبر عنه كالاتي : (ضعف المدرب وعدم انسجامه مع اللاعبين وعدم وجود معسكرات بالمستوى المطلوب, عدم تعاون الجهات المعنية, المشاكل الداخلية بين اللاعبين) هذا كلام نفس الشخوص التي تحدثت اثناء الانتصار فلماذا تغيير الكلام لعل السبب نحن لا نعترف بأخطائنا وعدم قدرتنا على ادارة المهام الموكلة لنا هو سبب فشلنا. والجانب السياسي اصبح مشابه تماماً لجانب الرياضة, حين استقر الامن في بلادي, ظهر فرعون ينادي انا ربكم الاعلى, انا الذي تحقق الامن على يدي, انا الذي اوقعت بمخططات الارهاب, انا انا انا الذي نظر الاعمى الى ادبي, وظل ينادي حتى زعمنا انه الرجل الاول في بلادي, والمضحك في هذه المسألة نرى فرعون في جميع الانجازات, فتح مجسر, بناء مستشفى, افتتاح جامعة, افتتاح مدينة رياضية, وضع الحجر الاساس للمشاريع, لكن لا نراه في الانكسار والفشل كالتردي الامني, والفساد الاداري المستشري, والخلل الواضح في مفاصل الدولة, وحين يسأل ما سبب الفشل يكون جوابه ( الشركاء لم تعاونني , عدم وجود الجهد الاستخباراتي, وجود اطراف خارجية , صغرة عبعوب... الخ ).وفي الختام, في الفوز والانجاز لا يعرف الشركاء ولا يكترث لهم وهو صاحب هذه الانجازات, اما في الفشل نلوم الاخرين وكل واحد يرمي الكرة في ملعب الاخر وعلى قول الشاعر: (نعيب الزمان والعيب فينا.. وما للزمان عيباً سوانا )
https://telegram.me/buratha