بقلم/عدنان السريح
في كل دول العالم نجد أن الحاكم أو المسؤول هو أول من يضحي في سبيل الوطن والمواطن، فلو تعرض الوطن الى كارثة طبيعية أو انسانية تمس الوطن او حياة المواطن فإن المسؤول هو أول من ينتفض لأداء الخدمة والواجب، ولكن في بلدنا نجد أن المواطن هو اول من يتحمل التضحية بحياته او بيته او ماله، والمسؤول أخر من يفكر في التضحية بل حتى لا يفكر في أن يستقيل ويعترف في تقصيره .
منذ أكثر من ثمان سنوات والوطن والمواطن يعاني من الكوارث الإنسانية والصحية والبيئية والتعليمية والاقتصادية والطائفية والارهابية، المطر هو نعمة من الله تعالى، إن الأمطار التي سقطت علينا من السماء بهذه الكميات الكبيرة ونعتقد أنها لن تكون الأخيرة، ففي حكومات العالم عندما تتسلم أي حكومة زمام السلطة تقوم برسم استراتيجياتها وسياستها في جميع المجالات الخدمية والاقتصادية والصحية والتعليمية والعسكرية وإعداد خطط وبرامج في كيفية مواجهة الأزمات والكوارث والحوادث الطارئة، ونرى في بلدنا أن المواطن ضحية السياسات خاطئة في ظل غياب الاستراتيجية وضعف الرؤيا وضيق الأفق في حل الأزمات السياسية أو الخدمية أو الإرهابية أو أي حالة طارئة يمر بها الوطن، في شتاء العام الماضي أنزلت علينا السماء بركتها من المطر،وما أن مطرت السماء حتى وجدنا العاصمة غارقة عن بكرة أبيها ولم تكن هناك من حلول تحول دون غرق بغداد مرة أخر ولا حتى في كيفية استغلال مياه الأمطار،وكانت نعمة الله تعالى نقمة على المواطن الفقير الذي غرق بيته بمياه الأمطار،واليوم مرة أخرى أنزلت علينا السماء من بركاتها وكانت هذه المرة كميات من المطر لم تمر على العراق منذ أكثر من عشرات السنين والحكومة لم تعد أي خطة أو برنامج للاستفادة من مياه الأمطار أو الحيلولة دون غرق المحافظات أو بغداد،وكان المواطن هو الضحية كما هو في كل مرة والمسؤول لم يكلف نفسه في النزول الى الميدان ويشارك الناس همومهم إلا ما ندر جدا جدا،ولم يقف عند ذلك وأخذ يرمي بعضهم البعض الآخر بالتقصير، ومنهم من قال أن مجاري الأمطار كانت مغلقة بحجارة تزن 150 كيلو غرام وهل يعقل هذا الاستخفاف بعقول الناس؟ من أين جاءت هذه الصخرة هل نزلت من السماء مع المطر؟
على مدى أكثر من ثمانية سنوات صرفت مليارات الدولارات على أمانة بغداد ولم نلمس الا الفيضانات في بغداد وباقي المحافظات، وحتى في غيرها من المؤسسات الخدمية، وعلى العكس نجد أن المسؤول يذهب الى وضع حلول بل يضعون حلول ترقيعية من خلال تعيين أمين بغداد لا تسمن ولا تغني من جوع ويتهم غير بتعطيل الجهد الخدمي ويعتبر ذلك دعاية انتخابية، وهل الإنتخابات غير الحلول الميدانية والنزول الى الميدان، على المسؤول أن يفيق من هذا السبات الذي لا ينفع ويبتعد عن التبريرات ورمي الاتهامات، ويذهب الى حل الأزمات هل عجز هذا الوطن عن ان يوجد فيه رجال يخدمون ويغيرون من الواقع الذي يمر فيه الوطن أم هناك حسابات فئوية تبعد الكفوء وتقرب غيرة.
https://telegram.me/buratha