المقالات

في مباحثات ايران مع دول 5+1 ايران ربحت كل شيء ولم تعط شيئا

819 18:52:00 2013-11-27

في المفاوضات العسيرة التي جرت بين ايران ودول 5+1 في جنيف ، وجدنا ان المفاوض الايراني قد انتصر بدبلوماسية وحنكة سياسية كبيرة وكبيرة جدا . ،فماحصلت عليه ايران في نهاية المطاف هو حقها في تخصيب اليورانيوم بنسبة 5% ، كما وحصلت على حق الاستمرار في تشغيل محطات تخصيب اليورانيوم ، وكذلك حصلت على حق استثمار ما انتجته سابقا من يورانيوم بنسبة 20% نصفه يتحول الى اوكسيد لتصنيع وقود تشغيل محطة بوشهر ، وتمييع النصف الاخر الى نسبة 5% ، فضلا عن تعليق عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على ايرادات ايران البتروكيمياوية ، اضافة الى الخدمات المرتبطة بها ، وعن الذهب والمعادن الثمينة والخدمات المرتبطة بها ، وتعليق العقوبات عن صناعة السيارات الايرانية اضافة الى الخدمات المرتبطة بها ، والسماح لزبائن ايران الحاليين بشراء معدلاتهم الحالية من النفط الخام ، واعادة مقدار الايرادات المتفق عليها المحجوزة في الخارج وغيرها الكثير من الامتيازات تتعلق بالصحة والقطاع المدني والخدمي.ان اقرار الدول الكبرى بحق ايران في تخصيب اليورانيوم بنسبة 5% وهو اقرار مكتوب ولاول مرة بعد الاجتهادات والمناورات في تفسير مواد القانون الدولي ، وبعد هذا الاقرار اصبحت لدى ايران وثيقة مكتوبة تعلن عن حقها في تخصيب اليورانيوم .كما وان ايران سبقت وان اكدت انها لاترغب في امتلاك السلاح النووي بقدر رغبتها على امتلاك التكنولوجيا النووية للاغراض السلمية ، ونسبة 5%تكفي لحصولها على ماتصبو اليه .والنجاح الاكبر في هذه الاتفاقية ان ايران كانت تقترح على الدول الكبرى ان يتم تبادل مالديها من يورانيوم بنسبة 20% في دولة محايدة ، وكانت تقترح ان تكون تركيا على سبيل المثال ، بالمقابل كانت الدول الكبرى ترفض وتشترط ان تسلم ايران مالديها من مخزون وبعد ذلك يتم التبادل ، لكن في الاتفاق الجديد نجد ان ايران قد حصلت على حقها في استثمار نصف مخزونها من اليورانيوم بنسبة 20% لتشغيل محطة بوشهر وتقليل المتبقي الى نسبة 5% ، وكل هذا يحصل داخل الاراضي الايرانية .بالمقابل حصلت الدول الكبرى على ضمانات من ايران على عدم انتاج اليورانيوم بنسبة 20% وهذا لايعد انجازا للغرب لماذا ؟ لان ايران لاترغب في الوصول الى هذه النسبة ، وان انتاجها لهذه النسبة من باب الضغط السياسي ليس الا ، ولهذا وجدنا وزير الخارجية الايراني يقول نحن احتفظنا براس المال وتنازلنا عن الربح ، وهي في غنى عن هذا الربح .كما واعطت ايران ضمانات بعدم تطوير اجهزت الطرد المركزي ، وهذا الطلب لاترفضه لانها في غنى عن تطوير هذه الاجهزة على اعتبار ان مالديها من اجهزة الطرد يكفي لتحقيق نسبة الانتاج المطلوبة .هذا على البعد التقني ، اما على البعد السياسي فاول انجاز تحقق في هذه المفاوضات ان ايران اصبحت لوحدها في قطب والدول الكبرى كلها في قطب اخر ، وهذا بحد ذاته يمثل مكانة جديدة لايران في المنطقة والعالم .ان التلويح بتوجيه ضربة لايران اصبحت في زوايا التاريخ ، وان ايران رسخت قناعة لدى الدول الكبرى ان لغة التهديد لن تجدي نفعا معها ، لانها اكبر من ذلك بكثير وهي ليست لقمة سائغة يمكن ان تبلعها هذه الدولة او تلك .ان ايران ترفض لغة المساومة او سياسة الصفقات على حساب ثوابتها الدينية والاخلاقية والسياسية ، ففي الوقت الذي كانت الادارة الامريكية والغرب تريد ان تحل جميع القضايا في المنطقة بسلة واحدة ومنها القضية السورية والفلسطينية وحزب الله ، وجدنا ان ايران تريد ان تحل كل قضية من هذه القضايا بمعزل عن بعضها البعض الاخر ، وقد تحقق ماتريده .من خلال هذه المفاوضات تبين بما لايقبل الشك للادارة الامريكية انها لابد ان تتعامل مع ايران كدولة مؤثرة في المنطقة ، ولايمكن الاستغناء عنها في حل المشاكل في المنطقة ، على خلاف بقية الدول الاخرى وتحديدا في الخليج كونها لاترتقي الى مستوى التاثير الايراني ، وانها - تلك الدول - لاتمتلك مقومات الدولة فضلا عن ان تكون دولة مؤثرة ، وان اي اتفاق مع ايران سيكون من شانه ارساء الاستقرار السياسي والامني في المنطقة .اتصور ان ما حققته ايران من لقاءات جانبية مع ممثلي ووزراء الدول الكبرى سيفتح افاقا كبيرة لاعادة العلاقات مع تلك الدول ، وتفكيك التحالف الغربي بناءا على مصالح تلك الدول الاقتصادية في ايران لما تمتلكه ايران من امكانات كبيرة يجعل هذه الدول تتنافس على فتح صفحة جديدة من العلاقات المتكافئة معها .هذا كله كان حاضرا في تفكير الكيان الصهيوني ، وكذلك لدى قادة المملكة العربية السعودية ، ولهذا وجدنا الطرفين - الصهيوني والسعودي - قد استشاطا غضبا من هذه الاتفاقية الى الحد الذي يسميها نتنياهو ب( الخطا التاريخي ) ، وكان موقف السعودية خجولا ومرتبكا، واضطرت الى اصدار بيان خجول جدا بعد ان وجدت اغلب الدول العربية رحبت بهذا الاتفاق ، لان كلا من السعودية واسرائيل كانا يصوران للغرب ان الخطر الايراني لابد ان يواجه بعزلة سياسية واقتصادية ، وعندها وبسبب هذه المخاوف تبقى السعودية هي الدولة المعول عليها في الوقوف ضد ايران( سياسيا ) مقابل حماية نظامها السياسي ، اما اذا حصل تفاوض واتفاق بين ايران والدول الكبرى ، وهذا الاتفاق من شانه ان يشمل كل الملفات السياسية في المنطقة ، وعندها سوف لن يكون للسعودية دور اكثر من كونها عبارة عن مخزون نفطي تستثمره الدول الكبرى ، ولهذا قد تعيش السعودية على هامس التاريخ السياسي.جمعة العطواني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك