المقالات

الانتخابات البرلمانية.. بين الحاضر والمستقبل

579 20:26:00 2013-11-27

حسين مجيد / ميسان

تعتبر الانتخابات البرلمانية ملحمة تاريخية ومنعطف مهم في تاريخ العراق في ظل مراهنات دولية وتدخل إقليمي لمعرفة حجم حقيقة القوى الوطنية ومساحة تأثيرها بعد ان عرفت كل الكتل السياسية الني تشارك بالانتخابات حجمها وطبيعة تحالفاتها في ظل وجود أرداه شعبية كبيرة للتغيير وكيفية الاستفادة من نظام الحساب (سانت ليغو) والذي يعتمد على مبدأ مفاده حصول كل حزب على عدد من المقاعد يتناسب مع عدد الأصوات التي يحصل عليها ذالك الحزب في الانتخابات وليس وفق طريقة العتبة الانتخابية والتي تمنح أصوات البعض إلى كتل معينة بسبب نظام الخاسر الأكبر مثلما حصل للمجلس الأعلى في الدورة السابقة حيث كان اكبر الخاسرين في التحالف الوطني بسبب طبيعة نظام احتساب الأصوات رغم انه جاء بأرقام تفوق ما جاء بها التيار الصدري إلا أن المحصلة النهائية هي حصول التيار على 40 مقعد بينما حصل المجلس الأعلى على 20 مقعد . و في ضوء ما قدمته الكتل من انجازات وما حققته من إخفاقات على ارض الواقع يبدوا أن دولة القانون هي أكثر القوائم تفككاً في هذه المرحلة و يجعل موقفها محرجا بينما كانت تعد للأغلبية والاستفادة من القوى المتحالفة معها لكن (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) فحدث عكس ما هو متوقع في انتخابات مجالس المحافظات وتراجعت مقاعد حزب الدعوة إلى 32 مقعد وهناك تحول كبير قد يعصف بها في الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد تجربة مريرة عاشها الشعب العراقي من ألازمات منها تردي في الواقع ألامني والخدمي وامتهان حقوق الإنسان وتعاطي الرشوة وسرقة المال العام حتى صار الفساد أمرا عاديا وتنوعت حلقاته دون إجراءات تتخذ إضافة إلى تغليب المنفعة الشخصية والسكوت عن الممارسات الخاطئة من قبل قياديين في دولة القانون والأهم من هذا جاءت برجالات للسلطة والبرلمان لا موقع ولا تاريخ حافل لهم ولم يحسنوا التعامل مع الآخرين بل أحسنوا التهجم والتسقيط وبالشكل الذي يثير السخرية والغضب الشعبي وكلما تقترب الانتخابات من موعدها ازدادوا من تهجمهم وتسقيطهم ورميهم التهم جزافا وبالأخص على شركائهم في التحالف الوطني ومنهم المجلس الأعلى والتيار الصدري وبالشكل الذي يضحك الثكلى . مثل قيام القيادي في حزب الدعوة سامي العسكري حينما قال وعبر حوار في قناة آفاق بأن المجلس الأعلى والتيار الصدري لا يملكان مرشحا كفوا لتولي منصب رئيس الوزراء في الدورة القادمة لان وحسب قوله ان لرئيس الوزراء مواصفات غير متوفرة بقيادات المجلس الأعلى منها الجماهيرية والكفاءة وأما التيار الصدري فاعتبره ميليشيا وممنوع من دخول أمريكا وكأن العسكري أراد أن يقول بان فقدان الأمن وتردي الخدمات والفقر والفيضانات والفساد حصل عليها الشعب العراقي بفضل هذه الحكومة ولا يشاركه احد فيها بسبب كفاءتها الأمر الذي عزز ثقة الجماهير والكتل السياسية فيها !!! وعلى ضوء هذا الكلام وذاك فان كتلة دولة القانون فقدت شعبيتها وقيمتها ولم تعد مقبولة من قبل الكتل السياسية والجماهير العراقية بسبب عدم كفاءتها والعراق وصل في عهدها وطيلة أكثر من ثمان سنوات إلى أسوء حالاته وان الشارع العراقي جاهر بالرفض لتلك الحكومة والتي أخفقت مراراً بحفظ أمنه واستقراره أما الحديث عن مكونات دولة القانون فان تيار الإصلاح الوطني وحزب الفضيلة والمستقون وغيرهم سيخوض الانتخابات التشريعية المقبلة بقوائم منفردة لذا يسعى حزب الدعوة إلى التحالف مع قوائم من المكون الآخر بعد إعلان نتائج الانتخابات مثل قائمة الحوار الوطني وغيرها من اجل أن يمارس المزيد من الضغط على المجلس الأعلى والتيار الصدري. أما القائمة العراقية فهي مفككة أصلا ولا تستطيع إعادة عافيتها مثلما بدأت ولربما تدخل باسم جديد بعد تصاعد نجم ائتلاف متحدون (النجيفي ) والذي سيدخل ضمنه الحزب الإسلامي والتجديد أما حركة الوفاق الوطني (أياد علاوي ) فسوف تدخل بقائمة منفردة وتحت مسمى القائمة الوطنية لذا ذهب البعض مع النجيفي وقائمته متحدون وفضل البعض البقاء مع علاوي ومن اجل ترميم القائمة العراقية شكل تيار جديد اسمه (تيار المحور العربي) الذي تم تشكيله مؤخرا بزعامة سعد البزاز للملمة شمل القائمة العراقية وما تبقى منها . اما القوى والأحزاب الليبرالية والمدنية سيخوضون الانتخابات باسم التيار الديمقراطي المدني والذي يضم الحزب الشيوعي وحزب الأمة وحزب الشعب والحزب الوطني الديمقراطي أما كتلة المواطن فأنها ستخوض الانتخابات لوحدها بقائمة منفردة في جميع المحافظات لأنها لا تريد ان تشترك بحكومة تسيرها آليات خاطئة مثل المحاصصة والمنافع الخاصة . كما إن سماحة السيد عمار الحكيم على ثقة عالية بالنفس والمنافسة في الانتخابات وانه سيدخل بتحالفات مع كل المكونات وبشراكة الأقوياء لحكومة الأغلبية بعد الانتخابات. ورغم إن المجلس الأعلى فقد مواقع في السلطة بسبب المؤامرات الداخلية لكنه لم يبقى ساكتا أو خجولا للرد عليها وكانت مصيرها الفشل والخيبة و برهن للجميع انه مهما أراد البعض تغيبه أو إخفائه سيظهر قامته عاليه لا تنحدر أو تهزم وبالفعل كانت نتائج انتخابات مجالس المحافظات صدمه لأولئك المتآمرين المهزومين الذين يبنون خططهم على إلغاء ألآخري البلاد في حصوله على (61 ) مقعدا ن وخرج الأول على مستوى العراق وبعده التيار الصدري والذي حصل على (58 ) مقعدا . فأستطاع المجلس الأعلى الحفاظ على موقعة كرقم مهم في الساحة وخط لا يمكن تجاوزه لكونه يمتلك أطروحات واقعيه تلامس الواقع العراقي ومبادرات أخذت صدى اجتماعي وسياسي . ورغم هذا التقدم لكن السيد الحكيم لا يعتبره انتصارا كون جملة من التحديات مازالت إمامه منها داخليه في طبيعة الأشخاص التي سيخوض بها المجلس الأعلى انتخابات البرلمان وتحدي الحلفاء والشركاء والذي يتجسد بأن لا يكون المجلس الأعلى مجددا ممرا للانتهازيين . ان مستقبل تيار شهيد المحراب سيتحدد في هذه المرحلة والتي يكون الشعب العراقي بأمس الحاجة إليه لكونه يمثل خط الاعتدال ويمتلك مشروع الدولة التي تحمي جميع أبنائه . أما كتلة الأحرار فربما تعيد تجربة القوائم المتعددة تحت غطاء واحد وستدخل الكتلة في تحالفات بعد الانتخابات . وبعد قراءة المشهد والمعطيات كاملا نجد أن البوصلة تسير باتجاه كتلة المواطن في الانتخابات البرلمانية القادمة لأسباب عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر حصولها على أعلى المقاعد في انتخابات مجالس المحافظات وإبداء العديد من الحركات والمنظمات السياسية استعدادها للاندماج آو التحالف معها في الانتخابات كون وحسب تصريحات قادة تلك الكتل بان كتلة المواطن تمثل خط الاعتدال وتسعى لبناء حكومة الأغلبية وسلطة عادلة تمثل جميع مكونات الشعب العراقي و لم تضع أي خطوط حمراء على أي من الكتل السياسية شريطة أن تؤمن بمشروعها الوطني والخدمي في بناء الدولة العصرية وترحب بأي تحالف يخدم العملية السياسية ويدفع بها إلى الأمام ومن ضمن تلك الحركات والشخصيات كتلة الصفوة والتي تضم ( لجنة العمل المشترك وطليعة الشباب المسلم وحركة الوفاء الإسلامية والغوث الأعظم ) وحزب المؤتمر الوطني والنائب المستقل جواد البزوني والذي أعلن انضمامه إلى كتلة المواطن والعديد من التيارات والأحزاب التي أعلنت تحالفها مع كتلة المواطن بعد الانتخابات . وختاما إذا أردنا التغيير والإصلاح علينا الذهاب إلى صناديق الاقتراح وبإرادة صلبة لاختيار الكفء والأصلح ومن الذين سيقودون البلاد نحو مستقبل مشرق وإذا أخطأنا الاختيار هذه المرة فلا نضع اللوم على الحكومة المقبلة والتي ستولد من رحم البرلمان المنتخب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك