المقالات

المحافظ والوزير في الشارع

667 14:07:00 2013-11-28

احمد رزج

برزت خلال أيام الفيضانات الأخيرة للمدن العراقية، ظاهرة نزول العديد من المسئولين -التنفيذيين منهم والتشريعيين- للشارع، وتواجدهم وسط السيول وإشرافهم المباشر على أعمال الإنقاذ أو تصريف المياه وسحبها.وأثارت هذه الظاهرة ردود فعل متباينة، بين مؤيد وداعم لها باعتبار إن تواجد المسئول بين الناس يعطي أملا بمعالجات وحلول أسرع، وبين رافضا ومنتقدا لهذا النزول واصفا إياه بالدعاية "الرخيصة" الهدف منها التقاط الصور وإبراز العضلات لا أكثر من ذلك ولا اقل.وبين هذا وذاك، قد يتفق الكثير منا، على إن المواطن وخلال الأزمات عندما يجد المسئول متواجدا معه وقريبا منه، سيعطيه ذلك جرعة أمل بان الأمور تسير باتجاه الحل، لان نزول المسئول سيوفر إمكانية اكبر لمعالجة الخلل بصورة أسرع، بعيدا عن تعقيدات الدوائر وروتينها، وكتابنا وكتابكم.كما إن تواجد المسئول في الشارع وبالقرب من المواطن سيجعله قادرا للاستماع المباشر، بعيدا عن "حلقة السلطان" التي غالبا ما تحاول قلب الحقائق، وتجميل واقع حقيقته مأساوي، ووضع الحواجز الكونكريتية والبشرية بين المواطن والمسئول، بحيث يبقى المسئول تائها وسط أكاذيب وعاظه وحاشيته والمواطن غارقا في همومه ومشاكله.لكن البعض يسجل أهداف وأراء أخرى لهذا النزول والتواجد خلال فيضانات المدن الأخيرة، منها إن نزول المحافظين والوزراء جاء للتغطية على فشلهم خلال المرحلة السابقة.فأنهم لو عملوا بصورة صحيحة، وخططوا لمشاريعهم تخطيطا علميا، وبأولويات مدروسة، ونفذوا الخطط وفق برامج زمنية دقيقة وصحيحة، لما حصل الذي حصل واقتضت الحاجة لنزولهم وتواجدهم.ولهذا فإنهم أرادوا استغلال الأمطار والفيضانات لتسويق أنفسهم على إنهم مسئولين ميدانيين وقريبين من الناس، لتمتلئ مع ذلك النزول صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" بالصور التذكارية لمحافظ وهو يمسك "الماسحة" مع أفراد حمايته ليمسحوا الأرصفة والشوارع، وعضو مجلس محافظة وهو غارق وسط الماء، أو الوزير الواقف تحت المطر.فالكثير رغم ترحيبهم بتواجد المسئول قريبا منهم، سجلوا اعتراضهم وامتعاضهم من هذه الممارسات الدعائية التسويقية، مؤكدين أنهم لم ينتخبوا وزيرا أو محافظا من اجل رؤيته يمسح الأرض، إنما كنا ننتظر منه أن يخطط بصورة صحيحة وينفذ بصورة أدق ويتابع مشاريعه متابعة مباشرة، ومع هذا كله يكون قريبا من الناس يسمع معاناتهم ويجد الآليات المناسبة لإنهائها لا أن يختزل عمله بالتقاط الصور وهو يمسح الشارع أو وهو واقف تحت المطر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الاسدي
2013-12-02
لو داح المسوءل في الشوارع لو اتخذ المسوءل الرصيف فراشا له لو اتخذ المسوءل البرك المائيه حماما له لو اتخذ المسووءل الخرائب بيتاً له لو اتخذ المسووءل التسول دخلاً له لو اخذ المسووءل الزباله ماًكلا حلالاً له لو اتخذ لواتخذ والى اخره فلن تجد في جعبته احل لابسط الامور لانه ليس ليس الرجل الصحيح في المكان الصحيح لانه ليس لديه الخبره العلميه ولا العمليه لحل المشاكل وانما اتى المنصب اليه للامتيازات حزبيه وليس وطنيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك