المقالات

الحاضر العربي لعبة دولية

452 06:14:00 2013-11-29

د. فراس الكناني

تتطور البلدان الأجنبية وتتجه نحو الصناعة بثورة تقنية عالية, في حين تتأخر الدول العربية وتسلك منهج الجهل باستراتيجيات مبتكرة, مدعومة من القوى الخارجية وفق مبادي قديمة متطورة وفاعلة كفرق تسد, وجوع عدوك ليرضخ لك..الأمة العربية بعد أن كانت خير امة أخرجت للناس, تعيش مغلوبة على أمرها, من ظالم إلى طاغية, يسودها تأخر معرفي, وتبعية اقتصادية..هاهي الشعوب العربية تقيد نفسها من جديد بدعوى الحرية, والمطالبة بحقوقها المستهلكة من قبل حكامها, بعد شرارة الربيع التي أطلقها التونسي بجسده, ليعطي الحياة للنفوس الراغبة بالتغيير , وتعلن الثورة الشعبية بصورة رسمية قوة جديدة صاعدة في منطقة تخضع لأهواء دول خارجية طفيلية بنت أمجادها على حساب خيراتنا, ومازالت تبني مشاريعها التوسعية من طريق العبث بالأمن العربي..العم سام المدعوم بالفكر اليهودي لم يترك صغيرة او كبيرة, شاردة او واردة إلا وخطط لها, انفق من اجلها ملايين بل مليارات الدولارات .. كيف ولا, والجذر لهذه الدولارات ما تحمله وتحويه الأراضي العربية .عجبا أظن البسطاء بربيعهم المزعوم أنهم تغلبوا على قوى الاستكبار العالمي ؟ أظن ثوار الحرمان أن حكامهم يحكمون وفق أهواهم الشخصية ؟ من دون أجندات تسيرهم ! أن الكثير من الحكام العرب يمكن أن نسميهم بالماريونيت (أي الدمى المتدلية التي تتحرك بواسطة خيوط من الأعلى) فالتبعية للأجنبي ليست بدعة او شي جديد لم نألفه, أنها للأسف موجودة في تاريخنا العريق كنقاط سوداء بثوب ابيض أنيق , وهي تستثمر دائما للعبث في المصير العربي , وتستثمر اليوم في تجزئته, وأضعاف همة الشعوب العربية ..انفجرت الثورات العربية؛ وأطاحت ببعض الطغاة, لتنصب طغاة جدد, من طينة جديدة, بثوب جديد, ظهروا مسالمين, من الشعب, لكنهم سرعان ما كشروا عن أنيابهم, لإخضاع الآخرين لأرائهم, اتجاهاتهم, وان تطلب الأمر استعملوا الأساليب القمعية القديمة..بلمح البرق تركوا شعاراتهم الوطنية, ليرفعوا شعارات طائفية وفئوية ضيقة, أنهم يدعون لهدنة طويلة مع اليهود, قد يباركون حل الدولتين الذي سبق واقترحته الحكومة اليهودية, مما دفع الجانب اليهودي ليعلن مساندته لإرادة ثورات الشعوب العربية, تحديدا أفكار قادتها المنحرفين عن خطوط الثورة, لأنها تكرس شعارها (فرق تسد), هذا ظهر واضحا في مصر مع الإخوان فقد أعلن مرسي, استعداده لمقابلة العزيز اليهودي, مؤكدا أن الخطر ليس في الدولة اليهودية, إنما في المد الشيعي ..ليس ببعيد عن مصر والمحتل اليهودي سوريا ساحة حرب جديدة: النظام مع المتطرفين من تنظيمات القاعدة والحر, الذين لا يمتلكون لهم قاعدة ولا حرية, أنهم جهلة بمعنى الكلمة سلاحهم التدمير, وقطع الرؤوس بدعوة ضبابية لا تعرف ما أهدافها ؟صرح اليهود علنا أكثر من مرة أن من السهل التعامل مع المتشددين الجدد, لأنهم ينتمون لعهد قديم يحبون ويتمسكون بالجهل, وبالسيف هم متحمسون لنشره, حالهم كما قال الكاتب الأمريكي فرانك كلارك: "إن السبب في انتشار الجهل إن من يملكونه متحمسون لنشره", بينما الصعوبة والخطر يكمن في الشيعة, هل من المصادفة تطابق الفكريين اليهودي والمتطرف ؟صولات الإرهاب المدعومة بأسلحة يهودية مشتراة بأموال خليجية من صادرات النفط, من طريق أوربي - أمريكي, نتيجته ضعف ترابط, واختلاف عربي عربي, يتجلى واضحا اليوم, كما يعد التدخل الخارجي مؤثر قوي في ضرب الإرادة العربية, وزرع الفرقة بين أبنائه لتفتيت الجسد الواحد ..الثورات العربية كانت قانونية ومتوقعة, وان جاءت متأخرة, إلا أنها خرجت محرفة عن أسبابها الحقيقية في حدود اللعبة الأجنبية, لتتوافق وتطلعات الأعداء ..

أن محاولات الإيهام بشرعية انتفاضة شعبية في بلد , وعدم شرعيتها في أخر, كما الحال عند تسويق لحرب ضد الإرهاب في بلدان معينة بذاتها جائز, ومكروه في بلدان أخرى, ازدواجية تمارسها الدول الكبيرة عند تسويق قراراتها, لا يقف عندها شعوبهم, كونهم يستعملون وسائلهم الإعلامية, وحربهم الباردة أولا, ليبثوا أفكارا خاطئة عن المهم, والاهم في الأمور, والخطير, والأخطر من الأعداء , وكيف أن التدابير الوقائية قد تبيح المحظورات عند التفكير بالمصالح العليا..

السؤال الذي يبين عند الإجابة عليه صدق ما ذهبنا إليه: لماذا لم تنجح الثورة البحرينية في حصد التأييد الأجنبي, فالولايات المتحدة وحلفائها يساندون الإرهابيين في سوريا بحجة نصرة الشعب, كما يقدمون الأسلحة (أدوات القمع ) للنظام الخليفي ليستعملها ضد الشعب في البحرين ؟ يمكن تعزيز الإجابة على هذا السؤال بأسئلة متعددة مثل : لماذا تضخم دور قطر في الآونة الأخيرة ؟ ولماذا تركت الانقلابات في ثورة ليبيا للفوضى الخلاقة؟ بينما تدعم السعودية علنا وسرا الانقلابات والعمليات الطائفية في العراق وسوريا ولبنان والبحرين, بمساندتها المتشددين من جانب, ومن جانب أخر تعلن وقوفها مع حكم العسكر في مصر ضد نفس المتشددين ؟الازدواجية لعبة دولية, تخطط وتنفذ وفق نظام علائقي, مبني على أسس المصلحة الخاصة بمحاور وأقطاب السياسية العالمية, هم لاعبيها, شخوصها في امتنا العربية دمى ملعوب بها ؛ ينفذون مخططات كبيرة, بداياتها في العراق عندما حارب الجارة إيران, بدعوى حماية البوابة الشرقية للوطن العربي, فكلنا يعلم مقدار الدعم المادي اللوجستي الذي قدمته دول الخليج للنظام البائد, وفي الضد أيضا ما يعملوه اليوم لقلقلت استقراره, والعبث بمقدراته, كان اللعبة لن تنتهي كما تشير الكثير من المعطيات إلا به, او عنده فهو رغم الصعاب قوي وأهله فطريا متحابون رغم الاختلاف ..الخشية كل الخشية اليوم من إن تتأزم أمورنا العربية , بسيناريوهات جديدة تحول وتحرك الشعوب, كما تحرك الحكومات, إذ ما استمرت تتبع طريق الجهل وتسمح للظالين أن يسيروا أمورهم, فلا نجني إلا تقاتل ودمار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك