المقالات

هذا الحكيم فمن انت يا اديب ؟

737 09:09:00 2013-11-30

قيس المهندس

ربما يكون الصبي في المدرسة، بحاجة الى بعض التأديب، وكذلك الشاب اليافع بحاجة الى الثقافة، وهذان الامران مكفولان لهما من خلال الاسرة والمدرسة، او عبر المنتديات الثقافية ونشاطات مؤسسات المجتمع المدني، وذلك من ابجديات المجتمعات المتحضرة. الا انه من الغريب بمكان أن نرى وزيراً للتعليم العالي بحاجة الى تلك المستويات المتأخرة من الثقافة والتأديب، فذلك ما لا تقبله العقول السليمة، الا ان كانت تلك الوزارة؛ (وزارة الصبيان)، فقد ورد في المرويات: (في آخر الزمان تكون امارة الصبيان)!.

تراقى الى مسامعنا نبأ ما قام به الاديب، من تغيير أسماء قاعتين في جامعتي بغداد والمستنصرية، تحملان اسم رمز من رموز الوطن، وشهيد من شهدائه، أقل ما يستحق من الثناء أن يقال عنه؛ انه سيد شهداء اهل زمانه.

وان كان لا يعرفه الاديب فنحن نعرفه إياه: هو رجل من ذرية رسول الله (ص) يعود نسبه الشريف الى الامام الحسن (ع)، من أسرة قدمت أسمى صور التضحية والفداء في مقارعة النظام الفاشي البائد، وقدمت قرابة سبعون شهيداً، ولم تنثني عن المقاومة والجهاد ضد الطاغية المقبور، كيف لا وهم الامتداد الطبيعي لأجدادهم اهل البيت عليهم السلام.

كان سماحة السيد الحكيم رمزاً من رموز الوطن وعالمٌ من علمائه، يحظى بمقبولية شعبية منقطعة النظير، الا من قبل البعثية و (إخوانهم)! الذين تداهنوهم من اجل المصالح الضيقة، والولاية الثالثة المشؤومة والتي أهدرتم ماء وجوهكم من أجلها!..

في عهد حكومتنا الرشيدة، مازالت شوارع مدننا ومؤسساتنا الحكومية، منجسة بمسميات نبذها التأريخ وغدت مورد لعن وسباب، وانزوت في مكبات نفاياته، أمثال طغاة بني العباس؛ (المنصور، والرشيد، والمأمون) وأقرانهم من القردة والخنازير، الذين ولغوا في دماء الشعوب العربية، سيما الشعب العراقي!..

لم ينتفض الاديب لإزالة هذه المسميات، كونها لا تضر بمصالحهم ونزواتهم، فالأديب وأخوته باتوا لا يرعون أي مبادي او قيم بقدر اهتمامهم بالكراسي التي اصبحنا لا نفرق بينها وبين عروش بني أمية وبني العباس!. وحتى تلك التسميات التي تعود لعلماء الإسلام، أمثال : الخوارزمي وجابر بن حيان وابن سينا وغيرهم، ألم يكن بعض أولئك العلماء مطاردون من قبل السلطات الجائرة، وهل كانوا آنذاك رموزا لجميع الامة أم انهم كُفروا، واضطُهدوا من قبل قطاعات واسعة من المجتمع الإسلامي الذين بايعوا الطغاة قلباً وقالبا؟!، ولم يكون أولئك العلماء اسوأ حال من شهيدنا السعيد.

اغاض اسم شهيد المحراب؛ الأديب وأخوته، فأخذوا يزيلون اسمه من على تلك القاعات في الجامعات، حيث أريد من تلك التسمية، إيصال رسالة الحكيم التي خطها بدمائه الطاهرة في تعليم الشباب اليافع قيم الفداء والتضحية، والشهادة من اجل العلم، ومن اجل الوطن وحرية الشعوب، وتحقيق قيم العدالة والمساواة، من أجل صناعة أجيال من الشباب العقائدي المتزن، ليكونوا بناة العراق الجديد.

لكن من أين يفهم الاديب وأمثال الاديب تلك المعاني السامية، (ففاقد الشيء لا يعطيه)، فتلك معان لا يفهمها الا أنوف أبية، وقلوب صادقة، وأنفس مجاهدة وذوات طاهرة.

أصبح الاديب وأخوته تجار نخاسة، يتاجرون بأحلام شعبهم وأمانيه في نيل الحرية والتقدم، والممانعة ضد التخلف والرجعية والطغيان، وكل ذلك من أجل الدعاية الانتخابية، من أجل جيفة نتنة تزكم الانوف وتنفر الطباع، ولا تمت سياستهم الى سياسة الاسلام الحنيف بصلة، وهم محسوبون على الكيانات الإسلامية.لكنها لا تعمى الابصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.والسلام ختام.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحق المهتضم
2013-12-02
أخي المكرم إن هذه الخطوة ليست الاولى و لن تكون الاخيرة من هذا الرجل ! و كما قيل : فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة * و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم . فقد سبقتها خطوات في الإساءة الى رموز العراق و المذهب و لم ينس العراقيون ما قاله الأديب عند إغتيال السيد عبد المجيد نجل الإمام الخوئي ( قده) على شاشة قناة سحر مع مقدم البرنامج ( علي رضائي الذي أساء هذا القزم الأدب الى الإمام الخوئي و تطاول عليه بدون أي حياء ) . و ختم الأديب قوله عندما اخبر بشهادة السيد عبد المجيد قال ما نصه : هذا مصير الخونة .
حسين الساعدي
2013-11-30
كن على ثقة اخي العزيز المهندس لن ينالوا من شخصيات بناها الدين فهم اما يريدون التملق للسنة واما انهم احسوا بزوال ملكهم فيريدون ازالة هذه الاسماء التي لاتحتاج ان يقيمها الاديب او المالكي او اراذلهم من الدعوجية حتى يصعب على القادم الاخر اعادتها لكننا نقول لهم ان كنتم ازلتم لوحة مكتوبة لاسماء العظماء فهم يسكنون القلوب والعقول اما انتم فستذهبون الى مزبلة التاريخ كما سبقكم بذلك مثلكم الاعلى صدام الملعون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك