يوسف الراشد السوداني
تعرضت بغداد الحبيبة وبعض المحافظات العراقية الاخرى خلال الايام الماضية الى امطار غزيرة فاضت خلالها الشوارع والاحياء السكنية وسقطت بعض البيوت والمدارس من جراء هذه السيول وهذه الامطار وتعالت صيحات العوائل المنكوبة لانقاذها واسعافها من المياه التي حاصرتها من كل مكان وعطلت المدارس وتخلف الموظفين والعاملين والطلبة للالتحاق بدوائرهم واستنفرت الدوائر الخدمية والدوائر البلدية واقيل امين بغداد ( المرشدي ) عن منصبه على اثرها ومع مرور الايام والليالي نسي الموضوع وكأنه لم يحدث شيء يذكر
ولكن نحن نقول 00000 منذ سنين والعراق يعاني من عدم توفر الحلول الجذرية والحقيقية لشتاء عراقي يتميز بهطول الامطار الغزيرة يقابلها عجز في التخطيط الحكومي والخطط الخمسية والاستراتيجية البعيدة المدى او القصيرة المدى والخطط الانية على الرغم من امتلاك العراق الى الامكانيات والعقول المتميزة والعلماء واصحاب الاختصاص في كافة المجالات والاختصاصات الاخرى اضافة الى وجود السيولة النقدية والاموال التي تمول المشاريع فاين تكمن المشكلة ياترى 0000 فالحكومة والبرلمان وامانة بغداد تقول بان شبكات المجاري وشبكات الصرف الصحي قديمة ونسبة الاندثار فيها كبيرة ومستهلكة ولا تعمل بكل طاقتها ولاتستوعب الكميات كبيرة من مياة الامطار خلال فصل الشتاء اضافة الى تعرضها الى الاعتداء والتخريب والبناء العشوائي ( الحواسم ) للمجمعات السكانية على الخطوط الرئيسية لشبكات الصرف وقد تكرر هذا المشهد قبل عام في( 25/12 /2012 ) وغرقت بغداد حينها وأصبحت نعمة الامطار والتي تتحسر عليها بعض البلدان والدول الفقيرة والتي تعاني من الجفاف وتخرج مواطنيها لاداء صلاة الاستسقاء عسى الله ان ينزل عليها المطر نقمة علينا في العراق وذكرت الأنواء الجوية في اخر تقرير لها أن كمية الإمطار التي هطلت على بغداد خلال الاسبوع الماضي تكفينا لمدة سنة من الماء الصالح للشرب وترفد الانهار والبحيرات والمسطحات المائية بكميات كبيرة من المياه النقية والصالحة للارواء والسقي والزراعة ولكن هذه المياه ذهبت سدا ولم يستفاد منها كما تذهب من قبلها مياه دجلة والفرات في الخليج العربي بدون ان يستفاد منها في الري والسقي وانشاء السدود والخزانات او المشاريع المتعلقة بالمياه وبالبنى التحتية وقد كشفت موجات الامطار الاخيرة عن تخلفنا في مجال البنى التحتية قياسا بالدول المحيطة بنا مثل تركيا وايران وسوريا وكتفت الحكومة خلال هذه السنوات باستيراد الحوضيات او تاجيرها من القطاع الخاص في حالة تعرض البلاد للامطار وكما حصل خلال هذه الامطار ولم تفكر يوم من الايام بالسنين القادمة على الرغم من صرف المليارات لامانة بغداد وتشير بعض الاحصائيات ان ميزانية الامانة السنوية تعادل ميزانية بعض الدول الفقيرة او بعض الدول الاقليمية المجاورة للعراق وبات المواطن العراقي لم يلمس تحسن في اداء واستراتيجية عمل الامانة او من خلال التعاقد مع كبريات الشركات الاجنبية لحل مشكلة شبكات المجاري او شبكات الصرف الصحي ولطالما توجد الارادة الصلبة والعقول المتنورة والاختصاصات التي يمتلىء بها العراق فالمشكلة تكمن في التخطيط والتنفيذ والضرب بيد من حديد على المفسدين الذين نخروا مؤسسات الدولة واصبحوا كاهل ثقيل في عرقلة تنفيذ المشاريع فهاهي اليوم مناطق ( الشعب والحسينية وحي اور وجميلة والكمالية ومدينة الصدر والكرادة وأبو سيفين ) والتي غرقت بالامطار شاهد عيان على عجز اداء ست عشرة وحدة من وحدات امانة بغداد في حل مشكلة المجاري ومشكلة الامطار فعلى الامانة ان تستعد لامطار قادمة ستغرق خلالها شوارع ومناطق بغداد فأين المفر يامانة بغداد المجهول القادم 0
https://telegram.me/buratha