هادي ندا المالكي
لم يوفق رئيس مجلس الوزراء نوري كامل المالكي في زيارته الى البصرة عاصمة العراق الاقتصادية رغم انه حاول جاهدا ان يحصد ثمارها وقبل أشهر من إجراء الانتخابات النيابية حتى وهو يتجاهل محافظها والمكونات السياسية والعشائرية والأكاديمية فيها. وواضح حجم الانكسار والحقد الذي يغلي في صدر المالكي اتجاه التغيرات الكبيرة التي طرأت على تركيبة الحكومة المحلية والتي أطاحت بسلطة جماعة المالكي من منصب المحافظ وهذا الانكسار ظهر جليا في تصرفه الغريب بعدم اخبار المحافظ ومشاركته في زيارته وفي فعالياته التي وضعت وفق جدول مدروس.وتصرف المالكي يكشف عن حقيقة الرجل التسلطية والاقصائية التي تتجذر في تكوينه وفي فلسفته البدائية والا كيف يفسر المالكي تصرفاته التي اظهر وجهها القبيح في العاصمة الاقتصادية عندما لم يشرك محافظها الدكتور ماجد النصراوي في الفعاليات والنشاطات التي قام بها بل هو لم يخبر المحافظ بقدومه الى العاصمة الاقتصادية والتي يرفض الاعتراف بها .المالكي بتصرفاته القبلية والتي كشفها بكل جرأة ودون تردد والذي تمثل في لقاءه عشيرته دون الجميع كان يعتقد انها ستنال من المحافظ النصراوي المشغول بما هو اهم من الحملة الانتخابية المبكرة للمالكي وحزبه بل ان الدكتور النصراوي حصل على فرصة ذهبية لعدم استقبال المالكي وفرها له المالكي ومنع عنه الحرج والتكلف خاصة وان محافظ البصرة يعتقد ان الاهتمام بشؤون اهالي البصرة والتخلص من التركة الثقيلة التي خلفها المحافظ السابق خلف عبد الصمد التابع للمالكي والمتمثلة في سوء الإدارة والتخطيط وضعف الرؤية والقصور في المنهج والفشل في توفير الخدمات والاحتياجات الأساسية.ان حادثة البصرة لم تكن الأولى التي يقوم بها المالكي بتجاهل المحافظين فقد سبق هذا الفعل الغير حضاري والغير منضبط فعل مماثل في الديوانية وفي ميسان والعجيب في الامر هو ان هذا الفعل لم ولن يؤثر على موقف المحافظين بل ينال من المالكي ومن عجزه عن ضبط أفعاله وتصرفاته امام الجميع لان هؤلاء المحافظين لم يصلوا الى هذه المناصب برغبة المالكي بل برغبة الجمهور والكتل السياسي الماسكة للارض في هذه المحافظات.ان المالكي لن يستطيع ان يقوم بمثل هذه الأفعال في محافظات الشمال وأتحداه ان يدخل الى اي محافظة دون اذن المحافظ ورئاسة الإقليم كما أتحدى المالكي ان يزور المحافظات الغربية دون مرافقة محافظها بل ان المالكي كان سيغدق العطاء ويزيد في المكارم لو انه زار هذه المحافظات الرافضة والكاره له.قد يتوهم المالكي ان بتصرفه هذا ينال من قدر المحافظ الكاره للقائه وقد فاته ان البصرة محافظة العشائر والكرم والرجولة وانها ترفض الانتقاص من ابنائها وانها ترفض الخيانة والغدر كما فاته ان وجوده على راس السلطة التنفيذية انما هو بموقف الاب والراعي للجميع والذي كان يوهم بعض المغفلين والسذج به لكنه اظهر للجميع بتصرفه هذا انه يمثل حزب الدعوة او بتعبير ادق دولة القانون فقط وغير معني بالاخرين.كان باستطاعة المالكي ان يجعل الدكتور النصراوي في حرج كبير لو انه اخبره بمقدمه الا ان مشيئة الاقدار قلبت الطاولة على المالكي وجعلته يتحمل اثام افعاله وكشفت بصيرة الكثير من المغفلين والبسطاء والسذج ممن يعتقدون بابوة المالكي التي نقضها في البصرة عندما تخلى عنها والتحف بجلباب عشيرته فقط ليسجل خرقا ثانيا في يوم واحد.
https://telegram.me/buratha