المقالات

الموازنة ولعبة التجاذبات السياسية المملة!

460 09:21:00 2013-12-02

 

  الذي لا يعلمه ربما حتى كثير من المشرعين، أن الحكومة ملزمة بإرسال الموازنة السنوية، في أو قبل موعد أقصاه 11 تشرين الثاني من كل عام، ولكن الحكومة فشلت مثلما هو ديدنها في الأعوام السابقة، أن ترسل الموازنة في مواعيدها المحددة..

  فما الذي وراء ذلك، وما هي المشكلات المتوقعة؟!

  بالحقيقة فإن مسودة الموازنة تشير الى أنها الأضخم  في تاريخ العراق ربما منذ جدنا حمورابي، فهي تصل إلى 150 مليار دولار على أساس اعتماد سعر برميل النفط 90 دولاراً، وبتوقعات أن يصل حجم الصادرات النفطية العراقية 3.4 ملايين برميل يومياً..

  لكن مع تصاعد أرقام الميزانية كل عام، فإن مشكلاتنا هي الأخرى تتصاعد ونفس الإضطراد، الفقر والبطالة وسوء الخدمات وترديها، وضعف وتهالك البنية الأقتصادية، وتراجع إستثمارات الدولة في القطاعات المؤثرة في حياة السكان، والإنفاق غير المجدي، أو خارج الصلاحيات، مع العرض أن دولتنا لم تقدم حساباتها الختامية، ربما منذ 2003 ولحد الساعة، وربما سيستمر هذا الوضع الى قيام الساعة!..

  وفي المقابل فإن الميزانية تواجه مشكلات وتحديات كبرى، إذ أن هناك حزمة من الإستحقاقت تتمثل بقوانين أقرها البرلمان تترتب عليها إستحقاقات مالية يتعين على الحكومة الإيفاء بها وإدراجها في الميزانية، مثل تعديلات رواتب المتقاعدين وزيادة صلاحيات الحكومات المحلية في المحافظات، ناهيك عن العجز السنوي النظري الذي تواجهة الميزانية، كما أن الحكومة ومن أجل حلحة الأوضاع في محافظات متوترة أمنيا، قدمت تعهدات تشكل عبئا اضافيا وأستثنائيا على الميزانية.مما يصعب من مهمة معدي الميزانية.

  وثمة من يرى أن الحكومة تعمدت تأخير الميزانية مثلما هو ديدنها، لتضع البرلمان أمام خيار إقرارها بحد أدنى من النقاشات، تحت ضغط عامل الوقت، وكي تتجنب إعادتها، سيما وأن البرلمان في خريف عمره، ولم يتبق أمام نهاية دورته الأنتخابية، إلا أشهر قليلة، يتعين أن يتفرغ النواب خلالها لمهام التعبئة للإنتخابات القادمة، كي يجدوا لأنفسهم موطيء قدم في المجلس القادم..

  وفي الذاكرة أن معظم موازنات الأعوام السابقة خضعت لنقاشات حادة من قبل الكتل السياسية الكبرى، وكل يعمل على أن يلبي إحتياجات ومطالبات ناخبيه، ومن يمثلهم، وفي الأفق شد كبير سيحصل تحت قبة البرلمان من قبل الكتلة الكوردستانية، التي تسعى دوما لرفع سقف مطالبها في قضايا تتعلق بالنسبة المقررة للإقليم والبالغة 17 % من الميزانية، ومشكلة تمويل قوات البيشمركة، و دفع إستحقاقات الشركات النفطية الأجنبية العاملة بالأقليم، قبالة كتلة رئيس الوزراء التي كانت تشد في هذه القضايا الى ابعد مدى ممكن، دون أن يعطي شدها نتيجة، ونتذكر أن ميزانية العام الماضي أقرت بالأغلبية، إذ وصلت النقاشات الى طريق مسدود، ولم يحضر التحالف الكوردستاني جلسة التصويت  ..

 

  إن البرلمان سيلتئم شمله في الـ15 من الشهر القادم، ونستطيع منذ الآن تصور مشهد النقاشات الحارة، والفوضى التي ستخلفها، وما سيرافقها من سيل من التصريحات والتصريحات المضادة، في لعبة التجاذبات السياسية المملة. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك