المقالات

لماذا ايران قوية امام امريكا وضعيفة امام عربان الخليج !؟

1069 15:53:00 2013-12-02

حسن الراشد

صمدت ايران الجمهورية الاسلامية في وجه الهجمة الغربية لسنين طويلة ووقفت امام الابتزاز الامريكي والاسرائيلي لسنوات عجاف مرت بها هذه الدولة الفتية بثورتها وقيمها وتاريخها وشبابها وشعبها واخيرا قيادتها الحكيمة والثورية ‘ ذلك الصمود التاريخي والمذهل كان سببا في الانتصار الاخير الذي حققته ايران في قضية ملفها النووي واجبرت قوى عظمى على الرضوخ لمطالبها الحقة والانقياد طوعا او كرها للتفاوض حول حقوقها المشروعة وبالتالي الوصول معها الى تفاهماتتاريخية تقبل امريكا والغرب على اساسها بان تواصل ايران في مشروعها السلمي فيما يخص الملف النووي وتتفق معها على امور عديدة تعطي ايران الحق والامتياز في المنطقة كقوة عظمى اقليمية لم تنالها اية دولة في المنطقة .

الايرانيون اثبتوا انهم اشداء على الغرب وامريكا واخيرا ربيبتهم الصهيونية ‘ ولكن هل هذا التشدد امام هذه القوى يستوجب بالضرورة اللين والرحمة امام اعداء اخرين لبسوا مسوح الدين والايمان فيما هم في الصميم اشد كفرا ونفاقا بل هم السبب فيجعل تلك القوى تعادي ايران وتجعل منها خصما وتضعها في قائمة دول الشر ومحورها ؟وبعبارة اخرى هل ايران تطبق الاية الكريمة في علاقاتها مع الغرب (( الكافر)) من حيث التشدد وتولي الرحمة لدول الخليج وخاصة السعودية الجارة (( المسلمة)) كما جاء في سورة الفتح 29 ,((... اشداء على الكفار رحماء بينهم))!!

ام ان هذه الاية اساسا لن تنطبق على هذه الدول التي باعت نفسها لشيطان وارتمت في احضان اسرائيل وبدت البغضاء من افواههم بل وحتى فِي وجوههم وعملهم لان الاية الكريمة لها تكملة تقول ((.. تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح )

فهؤلاء الحكام وخاصة حكام المملكة الوهابية والمملكة الخليفية سيماهم هو الحقد والبغضاء والنفاق وزرع الفتن والكراهيةولن نجد اساسا مثلهم لا في التوراة ولا في الانجيل بل يمكن لنا ان نجد( مثل) من هم في الغرب وامريكا في الانجيل لا يمارسون الحقد ولا البغضاء ويرضخون للحق بعد ان يتبين لهم الخيط الابيض من الاسود كما جاء في الاية التالية ..(( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ )) !

ومن خلال الاية الاخيرة نستشف ان هناك نصارى من المسيحيين من هم اقرب لاهل الايمان في المودة وفيهم قساوسة ورهبان ولا يكابرون ولا يستكبرون .

اما حكام المملكة الوهابية فانهم ليسوا فقط يكابرون ويفجرون بل تجدهم يتامرون مع اسرائيل والقتلة الارهابيين والمتطرفينوقطاع الرؤوس والاكلين للاكباد والقلوب من اجل تدمير بلاد المسلمين والعرب واشاعة الفوضى والخراب في المنطقة والعالم كما جاء في تسريب استخباراتي لفيديو عن اجتماع بين: "تركي الفيصل ويوسي ألفير مستشار نتنياهو وهم يتآمرون على دول المنطقة و في مقدمتهم ايران"..فيديو يظهر فيه الامير السعودي "تركي الفيصل"، الذي كان رئيساً لجهاز الاستخبارات الوطنية في المملكة، حيث كان يجتمع مع مسؤول اسرائيلي كبير هو "يوسي ألفير" المستشار الخاص لرئيس الوزراء الاسرائيلي، كما أنه أحد أكبر ضباط جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد). ((ويأتي هذا الفيديو بعد أقل من اسبوعين على التقرير الذي نشرته صحيفة "الصنداي تايمز" والذي تقول فيه: أن الأمير السعودي بندر بن سلطان يعقد لقاءات دورية مع مسؤولين وضباط كبار في الموساد الاسرائيلي، وذلك بهدف التنسيق لمواجهة العدو المشترك وهو ايران. ))..هنا السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة .. ماهو السر الذي يكمن خلف التودد الايراني والضعف الذي يبديه المسؤولين في الجمهورية الاسلامية تجاه حكام مملكة ال سعود وبعض الشراذمة من الحكام في الخليج الفارسي ؟ولماذا نجح الايرانيون في تشددهم وصمودهم في وجه الغرب وامريكا وحققوا بهذه الميزة الانجاز التاريخي في الملف النووي فيما هم فشلوا بموقفهم التوددي واللين الذي اعتبره البعض ضعفا امام حكام الخليج والمملكة الوهابية ولم يستطيعوا ان يغيروامن موقف هؤلاء الحكام قيد انملة ‘ وقد ازدادوا عنادا واستكبارا حتى وصل الامر بهم ان يرسلوا انتحاريين لتفجير السفاراتالايرانية واخيرا حرك الوهابيون ادواتهم لتفجير انابيب النفط في منطقة خوزستان الايرانية ‘ كما ان اعلامهم ومنذ اكثر من 30 عاما ينعتون ايران بالمجوسية والصفوية والرافضية وكيل من الشتائم التي يقف خلفها ال سعود واموال حكام الخليج؟؟

ألم يان لكي تمارس ايران سياسة العصا الغليظة والتشدد ضد هؤلاء الحكام وتعاقبهم على افعالهم القبيحة وترد الصاع صاعين عليهم وتحاسبهم بالقانون الدولي وبالحصار بمختلف اشكاله لنشرهم خطاب الكراهية والتكفير والتحريض علىالعنصرية المقيتة والطائفية البغيضة ؟؟ ولماذا لا تستخدم ولو لمرة واحدة مثل هذه السياسة المتشدة تجاه هؤلاء المحرضين على الارهاب والفتنة خاصة ان ايران اليوم بعد التوافق الدولي حول ملفها النووي وتقاربها مع اسياد هؤلاء وتفهم الغرباكثر لموقف ايران ودورها في السلم ومحاربة الارهاب تستطيع ان تحقق ما تريد وتعيد العتاة والغلاة الى حظيرة الطاعة ؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوايمن
2013-12-05
أخي العزيز الاستاذ حسن الجواب جدا بسيط وهو اخضع السيد يذل العبد انما هؤلاء الدول إمعات للسيد الاكبر المدعو امريكا فإن كسرت أنف سيدها اتتك تلك الدول طائعات وهذا ما نشاهده اليوم من حج وزراء خارجية تلك الدويلات الي طهران طائعين.
كردي
2013-12-03
هو نفس ال - ضعف - ان جازت التسمية الذي مارسه امير المؤمنيين علي بن ابي طالب عليه السلام مع معاوية واهل الجمل فيما كان سيفه شهد له السماء قبل الارض - لا سيف الا ذو الفقار - ان ابتلاء ايران والسيد علي الخامنئي هو امتداد لابتلاء جده واباءه المعوصومين -ع- بهؤلاء القوم الرعاء ممن يشهدون بالشهادتين و - لما يدخل الايمان الى قلوبهم - انا لا اعتبرها ضعفا بل هو خوف الله وحقنا لدماء الابرياء المغرر بهم من الجهال والناس العاديين اللذين لا يفرقون بين الجمل والناقة كما قال سيدهم معاوية عنهم فقط للتذكير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك