حيدر عباس النداوي
عادت مشاهد الجثث المتناثرة والرؤوس المقطوعة ومشاهد الإعدام العائلي الجماعي الى الواجهة بقوة في مناطق وأحياء بغداد المتفرقة دون وجود بوادر حقيقية من قبل الدولة وأجهزتها الأمنية الكثيرة للحد من هذه العمليات او القضاء عليها في ظل إجراءات أمنية تعسفية بائسة يومية يواجهها المواطن في حركته وتنقله.وشكل منظر تناثر الجثث وتفسخها والهجمات الدموية المسلحة وتفخيخ المنازل وإعدام الرجال والنساء والأطفال عنوانا لمرحلة تبدو أكثر دموية وأكثر انتقاما بعد ان قلت الهجمات الإرهابية بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة باستثناء مدينة طوز خرماتوا التي لا زالت تقاوم المفخخات والعبوات والأحزمة بصبر وانكسار وألم.وتكرار المنظر المأسوي الجديد القديم يعني ان المجاميع الإرهابية لديها القدرة والإمكانية لإيقاع اسوء الخسائر وبالطرق التي تراها مناسبة حتى لو قامت الحكومة وأجهزتها الأمنية بوضع سيطرة أمام كل بيت مقابل عجز تام من قبل الأجهزة الأمنية في مجاراة التبدل المستمر للخطط الماكرة والعدائية التي تتبعها المجاميع الإرهابية والتي تسجل في كل مرحلة نجاحا وتفوقا على الأجهزة الأمنية المخترقة يدفع ثمن هذا الفشل والتخبط المواطن البسيط ومنتسبي الأجهزة الأمنية.وواضح ان مسلسل الهزائم والانكسار التي تطيح بهيبة العسكر والقوات الأمنية المتعددة سيستمر الى اجل غير مسمى طالما استمر التخطيط والإدارة والاختيار وفق هذا المنهج الذي اثبت فشله وتراجعه المستمر وطالما بقيت الوزارات الأمنية تدار بالوكالة وطالما بقيت المناصب الأمنية العليا تباع وتشترى وطالما توسعت قاعدة الفضائيين وطالما استشرى الفساد المالي والإداري وطالما غاب الجهد ألاستخباري وطالما بقي حمودي على راس القوى الخارقة التي يمكنها ان تعيد الهيبة والبأس الى الحكومة واجهزتها الامنية. الأسوأ في كل ما يجري من خروقات أمنية والتي يدفع ثمنها المواطن المغلوب على أمره ومنتسبي الأجهزة الأمنية وإفراد الصحوات والمتعاونين مع الاجهزة الامنية هو الاستهانة بهذه الجرائم من قبل القادة الامنية واعتبارها حوادث بسيطة لا تستحق الاهتمام والتأثر رغم انها تجاوزت الحدود وشكلت ظاهرة يومية خطرة لم تكن مالوفة قبل هذا الوقت.المتوقع ان تستمر حفلات الاعدام العائلي وقطع الرؤوس وخطف الاشقاء والأطفال طالما اعتبر القادة الامنيين ان هذه الجرائم حوادث بسيطة وطالما استمرت العقلية الامنية بهذا التسطيح والجهل والغفلة وطالما بقي حمودي مترقبا الاوضاع ولم يتدخل بإمكانياته الخارقة للقضاء على الارهاب والارهابيين.
https://telegram.me/buratha