شلال الشمري
بمناسبة الذكرى الخامسة والستين على انتهاء انتداب بريطانيا وانسحابها من فلسطين وإعلان الدولة الصهيونية في 15 / 5 / 1948 . لنا وقفة مع جامعة العرب التي تشكلت عام 1945 لتأخذ على عاتقها ترويض الشعوب العربية وتسويف قضاياها المصيرية والحيلولة دون ظهور مشروع وكيان عربي يأخذ حيزا على المسرح العالمي وبقاء مقدرات الشعوب العربية بيد عدد من الدكتاتوريات تشكلها دوائر المخابرات الغربية كيفما تشاء ومحور قيام هذه الجامعة هو التمهيد ,لتقبل الكيان الصهيوني ضمن الجسد العربي بل تخطت ذلك إلى تصفية القضية الفلسطينية ، من خلال هذه الأنظمة ومؤتمراتها المتعاقبة وصولا إلى المرحلة الربيعية الجديدة التي حسمت أمرها بطي الصراع العربي الصهيوني والقضية الفلسطينية ، بالمراهنة على تقادم الزمن في تجاوز هذا الصراع وأنها أي فلسطين استنزفت أكثر مما تستحق في نظرهم من الجهد والمال والسقف الزمني والتمويه والمماطلة والتسويف ولم يعد هنالك حرج أو خجل من نزع الأقنعة . ولكي يخلو المشهد من معارضين لهذه السياسة لابد من توجيه سيناريو الصراع العربي وجهدهم باتجاه آخر ، يؤمن السيطرة والسيادة لمشيخات الخليج على هذه الجامعة مستغلين الربيع الطائفي الذي ساهموا به عسكريا وإعلاميا وبترودولاريا , ووضع عرب الطائفية نصب أعينهم فئة اتخذت من الرفض اسماً وسمتا ونهجا لها منذ سقيفة بني ساعده عام 632 ميلادية ولهذا اليوم باعتبارها العدو الحقيقي وليست إسرائيل وان هؤلاء الشيعة سبب في عدم نهضة الأمة العربية ويشكلون خطرا على السلم العالمي وعلى مصالح الغرب الاقتصادية و هيمنته العسكرية على العالم .وبسبب تخفي هذه الفئة الرافضية خلف أسماء حركية لاعتناقها مبدأ التقية تطلب تقصي أثارها تمهيدا للقضاء عليها جهدا بحثيا من المؤرخين والباحثين والمستشرقين والذباحين من اجل تحقيق الرفاهية والجمهورية الأفلاطونية الطوباوية والمدينة الفاضلة الوهابية للمواطن العربي أينما وجد بعد تزاوج المال العربي بالعبقرية اليهودية ، فانقاد ربيع العرب باتجاه طائفي مدعوما بالبترودولار وغطاء جوي من الفتاوى التكفيرية وشرعية من جامعتهم العربية لكي يدخلوا المنطقة في صراع يمهد للسيطرة الامريكة الإسرائيلية المطلقة عليها و بعد أن قطع بطلهم القومي صدام حسين الشوط المرسوم له في هذا المضمار. فكان أول اختبار لقواهم ضد الشيعة هو شن الحرب على قبيلة رافضية في اليمن اسمها الحوثيون تتخفى خلف مسمى الزيدية في العام 2009 بقيادة الدكتاتور علي عبد الله صالح وبإسناد من درع الجزيرة وعلى رأسه مملكة العرب السعودية ولكم أن تتصوروا الشجاعة التي أبداها فرسان الطائفية ضد هذه القبيلة الرافضية . وعثروا أيضا على ثقب اسود رافضي يوشك أن يبتلعهم كما يدعون في البحرين وعدد أفراده قرابة الأربعمائة ألف نسمة بقضهم وقضيضهم من النسوة والشيوخ والأطفال والرجال هؤلاء الرافضة يتخفون تحت مسمى الأمامية يعيشون تحت خط الفقر مهمشين لا يمتلكون من السلاح سوى الدعاء حاولوا أن يكونوا جزء من الربيع العربي قبل أن يكتشفوا أن هذا الربيع هو بالأساس قائم للقضاء عليهم . فتناخى عليهم درع الجزيرة عام 2011 بدروعه وطائراتة وترسانته بعد أن استنجد به ملك البحرين المعظم لكي يطوقوا خطر الرافضة الداهم ولوح منتسبي درع الجزيرة يرسمون علامة العار بأيديهم منتشين بانتصارهم لمشروع التزاوج العربي الصهيوني ونجاحهم في قمع الانتفاضة و إرعاب النساء والأطفال وقتلهم للشباب العزل في البحرين .وفي مصر الكنانة اخذوا يبحثون عن مسمى العشيرة المحمدية الذي يتخفى خلفه هؤلاء الرافضة وتصدى الإخوان المسلمين نتاج الربيع الطائفي الوهابي للمد الرافضي ليس على مستوى مصر بل على مسوى الوطن العربي وعملوا جاهدين لانتزاع فتاوى من الأزهر الشريف ضد الرافضة لكنهم لم يصلو إلى مبتغاهم فاخذوا يكملون مسلسل طمس التراث الفاطمي و يلصقون كل عيوب التاريخ بالشيعة ابتداء بالدولة الفاطمية الرافضية التي حكمت مصر لأكثر من قرنين ونصف من 909 م إلى تاريخ 1171 م ويترك الرئيس مرسي مسؤوليته ومشاكل دولته واقتصادها المنهار وأمنها الذي تعصف به البلطجية وسيناء التي توشك أن تقع تحت سيطرة القاعدة والمائة يوم السحرية التي وعد بها الشعب المصري ومياهها التي يتهددها السد الإثيوبي المرتقب ليعلن بعد لقاءه بالسلفيين يتصدرهم مفتي الإرهاب القرظاوي إن حدود مصر موصدة بوجه الزحف الرافضي سواء على مستوى الاعتناق الفردي أو على مستوى المطبوع من كتاب أو مجلة أو جريدة أو على مستوى الكلمة .أما في السعودية فقد تم تحجيم و إبعاد هؤلاء الرافضة عن الأعمال والحياة العامة وتهميشهم والتعتيم على دورهم الاجتماعي بل حتى على أماكن تواجدهم في الإحساء والقطيف وهم تحت القمع المباشر لآل سعود والدعاة الوهابية ورحمة الفتاوى التكفيرية التي لايعرفون متى تصدر ضدهم لتستبيح رقابهم ودمائهم واعرضهم وأموالهم .وقد انبرى ملك الأردن ليعلن خلو بلاده من فايروس الروافض و شدد على نقاط التفتيش عند المعابر الحدودية لدولته بان لا تسهل دخولهم إلى بلاده بل ساهم وغض الطرف عن كل من يريد أن يتطوع لقتل هؤلاء الروافض بتسهيل حركتهم وتنظيمهم في بلاده وهو أول من بشر برؤية الهلال الشيعي وكأنه نذير بقيام الساعة وبيض الأموال اللازمة لهذه المهمة بعد أن اخذ الكومشن والمقاصة منها وغصت فنادق دولته بالمفسدين السراق الذين يهربون من طائلة القانون بالإضافة إلى المتآمرين من أيتام النظام السابق يساوم بهم السلطة في العراق بين الحين والآخر عندما تشتد أزماته الاقتصادية بكمية من النفط .أما على مستوى المغرب العربي شكل الداعية الرافضي محمد التيجاني التونسي مصدر صداع وقلق على المشروع العربي الذي يصر على نقاء النوع ووحدة الجماعة وشمولية العقيدة .وقد كانت المنازلة الكبرى ضد هؤلاء الرافضة في بلاد الرافدين فهي بلاد هارون الرشيد رضي الله عنه ( ولا اعرف لماذا هارون الرشيد فعلي ابن أبي طالب حكمها قبله ) فاستباحوا دماء الرافضة وأموالهم وإعراضهم ودور عبادتهم ومراقد أوليائهم ومؤسسات الدولة ولم يبقوا حجرا على حجر لأنهم فرس وصفوية ومجوس والمفارقة كيف لهم أن يعتبروا العراق عربيا في الوقت الذي يقرون إن ثلاثة أرباع سكانه هم من الفرس الصفوية المجوس والربع الرابع كرد وعرب وهل يوجد مسوغ عقلي أو نقلي يسمح بقتل أكثر من خمسة وعشرون مليون إنسان لأي سبب كان ؟ وعلى الرغم من اشتراك النظام السوري معهم بهذه المجازر ضد العراقيين الروافض إلا انه ليس محل ثقة من قبلهم مادام يحمل في جيناته سمات رافضية علوية وهو يشكل جزءا من الهلال الرافضي في المنطقة فعملوا على تقويضه وهم سائرون بهذا الاتجاه منذ عامين ليصلوا إلى تطويق العصب الشيعي الأقوى في المنطقة المتمثل بحزب الله بعد أن استعصى على إسرائيل وأمريكا احتوائه والقضاء عليه أو تدجينه من ترغيب وترهيب .لاتستحق الأنظمة العربية السابقة والحالية من أي مثقف ثناءا أو دفاعا فهي في حقيقتها دكتاتورية شمولية عسكرية ولكن مجيئها بعد فترة الاستعمار جعلها تتستر خلف أقنعة الديمقراطية والتحرر والاشتراكية والعلمانية مما ولد حراكا شعبيا بهذه الاتجاهات وتمخض هذا الحراك عن بروز نخب مثقفة من المفكرين والأدباء ورواجا فكريا بمختلف الاتجاهات والتنوع وأحزابا ومؤسسات اجتماعية شبه مستقلة أو هكذا تبدوا وكانت هذه الحكومات تتزلف لهؤلاء المثقفين ليكونوا واجهة لها من اجل ديمومتها وعلى المستوى العالمي كان لهذه الأنظمة دور في بلورة سياسة العالم الثالث وخلق كتلة دول عدم الانحياز ودور ايجابي في دعم حركات التحرر العالمية أما الآن وبعد سيطرة مجلس التعاون الخليجي على جامعة الدول العربية ودعمهم لحركات الإسلام السياسي المتطرف والتكفيري وسرقة وإجهاض نضال الجماهير العربية وتحويل الربيع العربي إلى جدب مقفر كما هي عقولهم بحيث لا يستحون من المطالبة بالديمقراطية في الدول العربية بينما هم يتربعون في بلدانهم على عروش دكتاتورية عشائرية شمولية مدعومة بثيو قراطية تكفيرية وبإسناد مخابراتي من الموساد وال I A C هؤلاء الأعراب يسوقون قطعانا عمياء صماء ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم ) إلى الدول العربية والإسلامية والعالم وقد خدمتهم سيطرتهم على مقدسات المسلمين في الحجاز وثروات البترول الطائلة وإسناد أميركي في استدراج كل المتطرفين والمرضى النفسيين وذوي العاهات العقلية والمجرمين المنحرفين والمرتزقة والأفاقين والنكرات والمغرر بهم وشكلوا بهم جيوشا تجوب بلدان العالم وتحت سيطرة المخابرات الأمريكية تسير في ركاب الجيوش الأمريكية لتقويض مراكز القوة والثقافة والحضارة والتراث أين ما وجدت سواء في العراق أو ليبيا أو سوريا أو السودان أو مصر أو باكستان أو أفغانستان أو اليمن أو الجزائر وتدمير البني التحتية والاقتصاد والنسيج الاجتماعي للبلدان الإسلامية والعربية التي ممكن أن تشكل خطرا على إسرائيل وهم عبارة عن ماكينة قتل ودمار لايستجيبون لحوار, مبرمجين على القتل بأبشع صوره إلى هنا يمكن القول أن المنطقة قد دخلت على أيديهم في سبات وانهيار حضاري بل هم يشكلون خطرا على المنجز الحضاري الإنساني برمته في حالة انفلاتهم من قبضة المخابرات الأمريكية .
نداء نداء نداء ... إلى الشعوب العربية أوقفوا مؤتمرات القمة لجامعة الدول العربية لأننا نخشى أن يتخلى هؤلاء بحكم سيطرتهم على قيادة عنانها عن آخر قطعة من ملابسها .
https://telegram.me/buratha