هادي ندا المالكي
لا زال العراق يمثل مادة غنية للأخبار والحكايات والألم على مدار السنوات العشر الاخيرة بما اختزنه تاريخه وحاضره من حروب ودمار وقتل وتفخيخ وتهجير وفساد مالي واداري وديمقراطية ناشئة وتفرد وزلازل وفيضانات وصخور عبعوبية.وفي كل حضور العراق على الساحة العالمية لم تتغير بوصلة الاخبار وبقيت ثابتة باتجاه القتل والتدمير والحزن والموت الا في عام 2007 عندما فاز العراق بكاس اسيا وحتى هذا الفوز رافقه سفك للدماء وفقد للاحبة بسبب الاحتفال الثوري والقتالي بهذا الفوز.ولاننا لا زلنا في زمن الحزن والألم والكذب والسلب والنهب رغم اعتراض السيد رئيس الوزراء نوري كامل المالكي خلال جولته في البصرة والذي اتهم الإعلام والفرقاء السياسيين بتجاهل النجاحات الكبيرة التي تحققت في العراق على يديه دون ان يذكر هذه النجاحات فان أخر اخبار العراق العالمية وليست العربية والمحلية هي حصوله على مراكز متقدمة جدا من بين اكثر من (177) دولة ليس في تصفيات كاس العالم وإنما في الفساد وفقا لمستويات الفساد في القطاع العام.ويبدوا ان منظمة الشفافية الدولية التي أعلنت التصنيف العالمي للدول الأكثر فسادا في العالم والذي جاء فيه العراق سابعا على مستوى العالم ورابعا على مستوى العرب الذين انفردوا مع العراق بخمسة مقاعد في المراكز الاولى لديه مشاكل عالقة مع رئيس الحكومة دولة السيد نوري المالكي الذي يعتقد جازما ان هذا الموقع ربما يدار من قبل خصومه ومنافسيه الذين وعدهم بصولة جديدة في قادم الايام اذا لم يكفوا عن اتهاماتهم للمالكي وحزبه بالفساد والتسلط واستغلال المال العام لاغراض حزبية وانتخابية.ان خبث المنظمة العالمية يكاد يكون مفضوحا في جعل القطاع الحكومي العراقي فاسدا بل ان هذا الوصف يمثل جريمة لان العراق يسير اليوم وفق احدث النظم المتطورة في المراجعات وفي خدمة المواطن وانجاز معاملاته والتي لا تستغرق في اكثر الاوقات اقل من خمس دقائق وان الحديث عن فساد ورشاوى وروتين وقتل الوقت وترهيب الناس وسوء معاملة كلها دعايات القصد منها الاساءة الى حكومة الشراكة الوطنية التي يتراسها السيد المالكي.ان اجمل ما في العراق هو مراجعة دوائر الدولة والمؤسسات الصحية والقطاع المصرفي ودوائر العدل والعقار والمرور والسفر والجنسية والسجون والمحاكم والسيطرات ومراكز الشرطة المحلية التي تطبق مقولة الشرطة في خدمة الشعب فلا تاخير ولا رشوة ولا تعامل فض ولا تعال باجر ولا انتهى الدوام لهذا اليوم ولا تغليسه نعم هناك استهتار من المواطن الذي يرفض انجاز معاملته الا من خلال دفع الرشى بالعملة المحلية والدولار وتقديم الهدايا والاكراميات التي تحرمها وزارة الصحة على القابلات المأذونات البريئات.جاءت الضربة القاصمة هذه المرة من منظمة دولية مستقلة وليست من الشركاء السياسيين حتى ينكرها او يفندها السادة المسؤولين والمعنيين وهذا الاستمرار في الفشل من قبل الحكومة في معالجة افة الفساد وعلى مدار السنوات السابقة التي يحقق فيها العراق نتائج متقدمة في الفساد انما يؤشر حالة من التهاون والاستهتار وعدم التعامل بجدية مع هذا الملف الحيوي.سيتقدم العراق الى المركز الاول عالميا اذا ما بقي الوضع على ما هو عليه في حماية الفساد والمفسدين وعندها لن يكون هناك منافس لان اموال العراق كثيرة لا توجد لا في الصومال ولا في السودان.
https://telegram.me/buratha