حسن الراشد
الى اين تريد ان تذهب السعودية ؟ والى اين تريد ان تقود المنطقة بعد الاخفاقات الكبيرة التي اصابت سياستها المتخبطة وفشلها في جر العالم الى حروب مدمرة ؟ حسب ما ذهبت اليه تقارير المراقبين فان الولايات المتحدة غاضبة جدا من رئيس الاستخبارات السعودية بندر ابن سلطان الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة مال وارهاب وعصابات متطرفة من قاعدة وتفرعاته من داعش ونصرة وجيش الحر لعرقلة اي توجه نحو اطفاء حرائق الحروب والمواجهات و ضرب الاستقرار والامن وافشال حتى مساعي حلفاءه الداعمة للجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في الدول التي تحترق بفعل التطرف والارهاب الذي تدعمه السعودية في دول مثل العراق و سوريا ولبنان وحتى افغانستان .
قبل الاتفاق الايراني الامريكي الغربي حول الملف النووي كانت هناك مصالح تجمع امريكا والدولة السعودية وكان النفط محور التحالف السعودي الامريكي ثم ملفات اخرى كانت وقد لا تزال بمثابة شراكة بين السيد والعبد الاول يأمر والثاني ينفذ اي ال سعود كانوا ادواة يستفاد منها وهي تستفيد! وكان الامريكيون يدركون جيدا ما يفعلون حتى جاءت احداث 11 سبتمر 2001 الارهابية وانكشاف الكثير من الخفايا للامريكيين الذين يحاول اليوم الاعلام العربي والخليجي تحديدا وصفهم بالجهلة والمغامرين حيث تلك الاحداث الدامية وما اعقبها من تداعيات وصعود لنجم الارهاب السعودي الوهابي فتحت اعين قادة امريكا والغرب على خطر هذا الاخطبوط الذي ترعاه الدولة السعودية وعلى مضض لم تمضي امريكا في مواجهتها مع ال سعود لعدم نضوج الظروف ولاوليات تبين بعد اتفاق جنيف حول الملف النووي الايراني ان الوقت حان للتصعيد ضد لعبة ال سعود الخطرة ودورهم التدميري للسلم والامن العالميين بخلاف ما كان يروجه الاعلام المشبع بالنفط السعودي والخليجي والتشويش على الحقائق وتحريفها باتجاه السراب الايراني وما يتفرع منه لذلك يلمس المراقبون ظاهرتين ملفتتين في توجه الاعلام العربي الملطخ بالنفط السعودي والسياسيين المشاركين في اللعبة السعودية :
الظاهرة الاولى : تحالف النظام السعودي وبعض دول الخليج مع التنظيمات المتطرفة والارهابية التي تمارس القتل والاختطاف ضد المدنيينومؤسسات المجتمع المدني وتوفير الغطاء السياسي لها بل وتبني حتى خطابها في محطات كثيرة ولعل ما يمارسه الارهابيون من اعمال القتل والتفخيخ والاختطاف وقطع الرؤوس وما يلاقونه من تأييد ضمني وغطاء اعلامي وسياسي في الاعلام السعودي والموالي له يثير اكثر من سؤال حول دور الاجهزة الاستخباراتية السعودية في ادارة تلك العمليات واحتضانها لقادتها وتوفير الدعم المالي والسياسي والاعلامي لها والمثل الاوضح لهذه الظاهرة هي عملية اختطاف الراهبات المسيحيات من دير الكنيسة في معلولا والتسويق السياسي والاعلامي لمثل هذه العملية من قبل الاعلام السعودي والامتناع عن التنديد بها رغم التحفظ الامريكي في طريقة التنديد من قبل واشنطن والتي اعتبرها المحللون السياسيون بانها محاولة لجس النبض وعدم التصعيد فيما السعودية ابرزت موقفها عبر صحيفة الشرق الاوسط واوعزت للارهابيين من النصرة بتبني العلمية باسم كتائب " احرار القلمون "! التي تأتمر باوامر بندر وهي فرع من افرع القاعدة التي تنتمي اليها النصرة .
الظاهرة الثانية : توحد خطاب السياسيين العرب المحسوبين على النظام السعودي وتماهيه مع خطاب المتطرفين في استحضار العمليات " الانتحارية" التي استهدفت المارنيز والقوات الفرنسية في بيروت في الثمانينات والتي كانت في الاساس موجهة ضد العسكريين دون المدنيين ضمن صراع سياسي تفهمت اطراف الصرع ابعاده وطويت صفحته لاسباب موضوعية لها علاقة باالعدوان على لبنان واجندة اسرائيل وغيرها لجعل لبنان بلد محتل وتابع لاسرائيل .. هذا الاستحضار هدفه كما يشير اليه المراقبون هو التخفيف من هول ما يمارسه الارهابيون الوهابيون وحلفاءهم في القاعدة من قتل وتفجير سيل من المفخخات في المدنيين واوساط المناطق الاهلة بالسكان الامنين وعمليات الاختطاف للنساء الراهبات والاطفال والابرياء وغيرهم وبدعم سعودي واضح ورعاية شخص بندر ابن سلطان لهم وتبرير جرائم الارهابيين وتوفير الغطاء السياسي لهم .
هنا يأتي الملف المسيحي الذي يحاول النظام السعودي ان يستغله في تحقيق اجندته وفرض شروطه على الوضع السياسي في كل المنطقة ليس فقط في سورية او العراق بل في عموم الشرق الاوسط .. ففي العراق هجر الارهابيون المسيحيين باعداد كبيرة بعد تفجير كنيسة النجاة وعشرات الكنائس .. وفي سوريا كانوا كأشقاءهم من العلويين والشيعة يتعرضون للذبح وقطع الرؤوس والاختطاف وكان الارهابيون والمتطرفين الوهابيين يغزون مناطقهم الامنة ويعيثون فيها فسادا وارهابا ويسبون نساءهم ويغتصبونهن ثم يذبحون الجميع .
تحاول السعودية ان تستفيد اليوم من كل الاوراق التي بيدها وهي تحرقها الواحدة تلو الاخرى ولم يبقى لها الا الارهاب كورقة رابحة يمسك بها رئيس الاستخبارات السعودية بندر وهي في طريقها الى الاحتراق وهي اي السعودية تتصور انها قادرة على ربح المعركة وليس هناك اقوى من هذه الورقة من دون ان يستوعبوا الضربات التي تأتي من تحتهم ومن خلفهم ومن حيث لا يعلمون وهي تتجرد من هذه الورقة البالية التي ليست كما هي تتصور بعد ان دخل الميدان من هم في مستوى اعلى من التحدى وحرقوا ورقة ال بندر واعني هنا الوكيل الايراني المطلق في المنطقة بعد اتفاق جنيف التاريخي وهو حزب الله .
حسن الراشد
https://telegram.me/buratha