حيدر عباس النداوي
لا زال الجميع يتذكر كيف ان رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي أعلن ومن خلال الفضائيات عن رفضه الترشيح لولاية ثالثة لاعتقاده ان دورتين انتخابيتين كافية لاي شخص يريد ان يخدم العراق والعراقيين وان يحقق النجاحات المطلوبة اما خلاف ذلك فان هذا يعني انه فاشل وانه لن يقدم اي شيء حتى لو استمر لقيام الساعة،ولكن هذا التصريح وهذا الإعلان لم يصمد امام الواقع والرغبات فتناسى المالكي ما أعلنه وقرر الاستمرار في رهانه الفاشل على حد رؤيته التي أعلنها من قبل وقرر مواصلة السباق من اجل الحصول على ولاية ثالثة ومهما كان الثمن.ولان المالكي يعرف ان هذه الانتخابات حاسمة ومصيرية فانه يعلم أيضا ان الطريق الى بوابات مجلس الوزراء لن تكون سهلة ومفروشة بالورد او بصناديق الاقتراع كما يعتقد هو ومن يغني على هواه لان المنافسة ستكون حامية وشرسة ولن تكون هناك أفضلية كبيرة لقائمة دون أخرى ليس من اجل ازاحة المالكي بل من اجل الخروج من الوضع البائس المأساوي الذي يعيشه الشعب العراقي اما المالكي فان له آخرة غير معلومة اذا ما خسر الرهان وهذه الآخرة هي علة الوجود والاستمرار بالنسبة للمالكي ومن معه. ان علة الانتخابات بالنسبة للسيد المالكي والحصول على الولاية الثالثة لن تكون بسبب حرصه وخوفه على العراق والعراقيين او خوفه على مصالحهم انما بسبب ارتباط هذه الولاية بحياته ومستقبله لانه يعلم قبل غيره ان خسارته رهان رئاسة الوزراء يعني ان عليه ان يستعد لتحمل تبعات الملفات الكثيرة التي تتعلق بالفساد والدماء والمتاجرة بارواح العراقيين والتستر على الفاسدين وتسفيرهم خارج العراق وخرق الدستور وان عليه ان يتحمل سياط الشماتة والحقد والانتقام التي يختزنها البعض ضد المالكي بسبب سياسة الأخير الاقصائية العدائية.المؤكد ان المالكي لن يعتمد على صناديق الاقتراع فقط لأنه يعلم أنها لن تطعمه بر العراق وإنها لن تمنع عنه بوابات جهنم التي تنتظره بمجرد الخروج من بوابات مجلس الوزراء لهذا فانه سيعتمد على ما جمعه من ملفات ضد خصومه ومن خزائن اموال العراق والعراقيين ومن قدرته على اطلاق الوعود الصادقة والكاذبة ومن ثقته بقرارات مدحت المحمود،فاما الملفات فالإخافة الخصوم الذين يرفضون التحالف معه وقد بدا بطرح بعض هذه الملفات واما الاموال فلشراء ذمم من لديه الاستعداد للبيع واما الوعود الكاذبة فقد نجحت في المرة السابقة وربما سيلحقها بوعود صادقة لان من باع في المرة السابقة لديه الاستعداد للبيع مرة ثانية طالما انه مغفل وغبي اما المحكمة الاتحادية فلانها فعلتها في المرة السابقة مع المالكي ومن يفعلها مرة يفعلها الف مرة.ان فرضيات البيع والشراء والوعود تبقى مجرد تكهنات الا ان الحقيقة تكمن في المستقبل المظلم للسيد المالكي الذي يتجنبه باي طريقة وباي ثمن.
https://telegram.me/buratha