الكاتب: قيس النجم
"المصيبة ليس في ظلم الاشرار بل في صمت الاخيار"كلنا نسمع أن السكوت من ذهب, والكلام من فضة, وهو علامة من علامات الرضا, ولكن اليوم يجب علينا أن نتكلم, لا بل حتى نصرخ بوجه الباطل, لأن صرختنا ستكون أغلى من الذهب.الكثير على دراية بما يحصل من تغيرات في العراق, والذي أصبح قطعة شطرنج كبيرة يلعب بها السارقون والمنحرفون وأصحاب العقد ألنفسية, بكل وقاحة دون مراعاة للمصائب التي انهالت علينا, من كل حدب وصوب!السكوت على الظلم مصيبة كبيرة؛ بل هي أكبر من الظلم نفسه, لأن أشخاصاً يتحكمون بمصيرنا, وتربعوا على رأس الهرم, ونحن نمر في زمن قد ذهبت نقطة الحياء من الجبين, ولم يبقى فيها مستحى, والتي تعتبر رأس مال ألحليم, رحم الله المتنبي حين قال: "لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها".مفاجئات كل يوم, وتصرفات غير مسئولة, لا تدل على الدراية الكافية بحجم المصائب, في هذه الإيام صدر قرار غريب من وزارة التعليم العالي, الذي أعادنا الى زمن كنا نعتقد أنه قد ولى من غير رجعة, ولكن يبدو أنهم سائرون على نفس النهج والأسلوب, في طمس الحقيقة, واخفاء الشمس (بغربيلهم) الذي أعمى بصائر الضعفاء, ولكن لا يعمي قلوب المؤمنين الصادقين.الجميع يعلم, أن السيد محمد باقر الحكيم (طيب الله ثراه) مرآة نقية وصافية, ومن المنادين دائماً بالحق, وعلماً شامخاً يرفرف في سماء العراق, وهو ليس بحاجة الى شخص بمستوى الأديب, كي يقيّم سنوات نضاله, وحجم تضحياته, حتى يكون اسمه بارزاً على قاعة من قاعات الدراسة الجامعية, بل هو في قلوب العراقيين نبراسٌ وشعلة لا تنطفئ ابداً.نعم جاء الوقت للتغيير, ولكن ليس أسماء القاعات بل تغيير الحكومات, التي أصبحت أوراقها محترقة لا تنفع الشعب, الذي وضع ثقته بهم, ولتكن الدول التي تتمتع بالديمقراطية الحقيقية مثالاً يحتذى به, بيد انها سقطت حكوماتها وانهارت, ومنهم من قدم استقالته وخرج بما تبقى من كرامته, وأيضاً من اعتذر لشعبه لسوء القيادة, لاسيما بعد أن تمَّر عليهم مصيبة واحدة أثناء توليهم دفة الرئاسة, قد لا تصل الى 2% من المصائب التي أصبحنا وأمسينا عليها, رغم هذا نجدهم يحملون حقائبهم ويتركون مناصبهم وكراسيهم, أما الأحزاب المعارضة تقف وتصفق لهم, ليس غايتها أن تتشمت, بل لكون هذه الحكومة شجاعة وتتحمل وزر ما جرى وما يجري.
https://telegram.me/buratha