بقلم \ عبدالناصر جبار الناصري
كل من يعتقد بأن العراق على موعد قريب مع مشهد تسليم السلطة بصورة سلمية فهو يغرد خارج السرب ورأيه أشبه بقصيدة غزلية بعيدة عن الواقع
كيف يمكن لهذا الرأي أن ينجح في ظل مجموعة تسلقت للحكم بمحض الصدفة ولازالت تستخدم أقذر الأساليب من أجل التمسك بكرسي السلطة ! هذه المجموعة السلطوية لايمكن أن تترك سلطتها لعدة أسباب منها عشقها للكرسي وخوفها من المحاسبة القانونية لمعرفتها المسبقة وعلمها القاطع بأعمالها اللاقانونية والجرائم المدوية التي أقترفتها أثناء فترة حكمها ... فمن الغباء من وجهة نظرها أن تسلم السلطة بهذا الشكل السلس
لم يترك المالكي وسيلة قذرة إلا وإستعملها وإتهاماته طالت أقرب الأشخاص له إبتداءً من الجعفري رفيق دربه ومن أوصله للحكم مرورا بمقتدى الصدر وجعفر الصدر وعادل عبدالمهدي وحسين الشهرستاني والقائمة تطول
فإذا كان المالكي لايعترف بكل هذا الأسماء ولايعير لها أي إهتمام يذكر فكيف يعير للشعب إهتمام ويستجب لمطالبه ؟
أعتقد بأن العراق سوف يقبل على مشاهد دموية كارثية بسبب لعب المالكي لأوراقه التي بدأت تطفو للسطح كما في أوامر إلقاء القبض بحق قادة الكتلة الصدرية والتي سوف تليها أوامر قبض بحق شخصيات ذات ثقل جماهيري كبير من أجل صنع ضجة داخل العراق تؤدي الى إنتشار الفوضى بشكل عارم يؤدي حتما الى طلب المالكي من مفوضية الإنتخابات تأجيل الإنتخابات استنادا الى الدستور بحجة عدم توفر الأجواء المناسبة لإجراء الإنتخابات وهو يراهن الجميع بقوله " أتحدى أي شخص أن يدلني على قرار خرقت فيه الدستور !"
كذلك لدى المالكي الكثير من الأوراق وكلما فشلت ورقة فأنه ينتقل الى ورقة أخرى فإذا لم تنجح ورقة الإعتقالات فهنالك ورقة إختطاف صناديق الإقتراع وتفجيرها بحجة تعرضها الى عمل إرهبي جبان أدى الى تلف نتائج الإنتخابات وهذا إسلوب متبع فكلما أرادت الحكومة أن تخفي قضايا فساد قامت بحرق هذه القضايا وتعزو السبب لتماس كهربائي أو تفجير أرهابي
كذلك ورقة إتهام " المؤامرة " وإلصاقها بخصومه من أجل مسح الأصوات التي يحصلوا عليها وورقة التشكيك بنتائج الإنتخابات من أجل إعادتها وكسب الوقت من أجل الإستمرار بالسلطة الى مالانهاية
إننا كشعب أمام مأزق حقيقي لايمكن التقليل من شأنه ... إننا أمام مجموعة لاتعرف معنى حقوق الإنسان ولاتعترف بتضحيات الشعب وحقه في ممارسة سلطته بشكل سلميلاشيء يزيح المالكي إلا غضب طهران عليه فإذا غضبت طهران من شخص أزاحته وحينها يتنفس الشعب العراقي طعم الحريةعندما يعود المالكي من طهران ومعه صك الغفران والموافقة على توليه الولاية الثالثة فعندئذ كل أوراق الإنتخابات وصنادقيها لامحل لها من الإعراب وعلى المصوت أن " ينكع ورقته ويشربها " .
https://telegram.me/buratha