المقالات

مانديلا .. قوة الروح وخلودها .!

511 21:45:00 2013-12-06

فلاح المشعل

تشارك العالم اليوم بغصة حزن واستذكار مأثرة ثورية وانسانية عظيمة اسمها الثائر الأفريقي نلسون مانديلا ، الذي عاد ليؤثث برحيله معنى قيم الوجود وروح التسامح وثقافة المحبة والمصافحة والجمال ، بعد ان افتقدتها المجتمعات في زحام الضغط التقني والثورة الرقمية وتكلس المشاعر، وانتشار المجاعات ومخيمات الاجئين والإرهاب والموت المشاع .نلسن مانديلا يقف على مفترق تاريخ لمسيرة مجتمع ينتقل حضاريا وروحيا ، من سياق ثقافي ولغة ثأر ومسيرة تحدي ثوري ناقعة بالدم وتاريخ الظلم والأحزان ، الى وطن ينشد الحرية وتحقيق العدالة عبر سياسة التعايش ونبذ العنف وانتصار إرادة الشعب عبر المصالحة واستثمار النظام الديمقراطي في مقاومة الفصل العنصري والتفاوت الطبقي .تنكيس الاعلام واعلان الحداد في أرجاء الكوكب الأرضي ، يعني ان الشعوب والمجتمعات الحية لم تفقد ذاكرتها بعد ، بإستثناء الدول العربية التي لم تكلف نفسها ان تقول كلمة رثاء بحق هذا المناضل الذي ساند القضية الفلسطينية والكثير من قضايا العرب .مانديلا من جيل الثوار الذين أصبحوا يشكلون تراث المجد للقرن العشرين والتاريخ الأنساني و بعض عجائب الاساطير المنقرضة ، امثال تشي جيفارا والمهاتما غاندي وهوشي منه ونهرو وجمال عبد الناصر والخميني ولينين وغيرهم ممن اثروا الحياة بتجارب نوعية وانعطافات غيرت المجتمعات ومسيرتها ، وشكلت شواخص مهمة في العصر الحديث .رجل من نوع نلسن مانديلا تعكس تجربة حياته دلالة تؤكد بأنه قد تخطى حدود بلاده وقارة افريقيا ، وتحول الى وطن لمشاعر جميع سكان الأرض الذين يحنون الى الهدوء الروحي والسلام المفقودة .مانديلا مستودع الطمأنية والقوة الروحية التي اسقطت التصنيف التاريخي للسود وجعلتهم يؤكدوا للعالم قدرتهم على دحر المستحيل ، و صناعة مجتمع يتشارك بنشيد السلام والحب ويتصافح بأسم المواطنة وبناء الحياة وإعمارها ، مجتمع ينفتح على المستقبل بعقد إجتماعي ينتصر على ماضي الأحقاد و ينبذ الإختلاف والعنف ويقوم على المصالحة وروح العفو والإرتفاع على الجراح والضغائن .مانديلا درس أخلاقي وتربوي وثقافي عظيم ، كان يجب على العراقيين ان يتعملوا منه في مشروع التغيير ، كبديل عن الإحتراب والصراع الطائفي والتنابذ القومي والإرهاب وسلوك القتل والخراب .سيبقى مانديلا خالدا ابدا لأنه صنع الحياة بقوة الروح على هذه الأرض .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2013-12-07
السلام عليكم لم أر أي عنف من مانديلا حتى قضى على العنصرية فمتى يفكرون سياسيينا للقضاء على ما يجري في العراق
ابوااسامة الجميلي النعماني
2013-12-07
بسمه تعالى تحية طيبة لااحد في الدنيا ينكر نظال مانديلا وما قدمه لشعوب افريقيا ولابأس ان نكتب عنه بصفته مناضل ومضحي والمشكلة ليس في ان نكتب عن هؤلاء وننبهر بهم بل المشكلة في شعورنا بالافلاس ونحن امة اخرجت اعظم من مانديلا في علمه ونظاله ولو اردت ان اعدد لك ماعندنا من ماندلات لطالت القائمة طولا يصدمك انت وكل المنبهرين . خذ مثلا رسول الانسانية محمد ص ومنقذ البشرية هل تتذكر انك كتبت عنه في مناسبة وفاته ص او الامام الكاظم ع كم كاتب كتب عن نظاله وسجونه وتضحياته في ارض العراق في يوم وفاته ع كل عام .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك